من جهود المرأة الشنقيطية في مجال التأليف |
السبت, 06 يونيو 2015 11:25 |
هذه نماذجُ من نظم في العقيدة للسيدة الفقيهة : مريم بنت بن حِيِنْ ( 1909-2012 )، نظمت فيه عقيدة الشيخ آب ولد اخطور النثرية التي ألفها قبل هجرته إلى المشرق .. والمؤلفة من أعيان أهل العلم والفضل درست على والدها العالم الشهير سيدي محمد بن حِينْ الجكني (1354هـ)، ولها مشاركة جيدة في الفقه والعقيدة والسيرة وفي تفسير القرآن ، وغير ذلك من العلوم. رزقها الله في شبابها بابنها العلامة محمد عبد الله بن الإمام (ت 1413هـ)، وتوفي عنه والده وهو صغير فربته أحسن تربية وسهرت على تعليمه، حتى صار من أكابر من العلماء. ثم درست عليه واستفادت من علمه بعد ما كان تلميذا لها في صغره !! . فمنزلتها من هذين العالمين ومن إخوتها وزجها وكلهم من أهل العلم كمنزلة فاطمة بنت الخليفة عبد الملك بن مروان - زوجِ عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه - من الخلفاء وقد قال فيها الشاعر : ,بنت الخليفة والخليفة جدها،= أخت الخلائف والخليفة زوجها.
عُرفت بالورع والاستقامة والنسك .ولها رسائل ومؤلفات أخرى منها: نظم مقدمة تفسير ابن جزي ورسائل في موضوع الصفات وغيرها، ولها قصائد في تأييد المقاومة الوطنية والاستقلال ومنظومات متعددة. توفيت رحمة الله عليها يوم 20 محرم 1433 وقد نظمت تاريخ وفاتها – على عادة أهل المحضرة – في هذه الابيات : في يوم عشرين من المحرّمِ = عام تهاوتْ زاهراتُ الأنْجُمِ عام ثلاث وثلاثين تَلِي =شينا وتاء بحساب الجُمَّلِ توفيت مريمُ بنت حِينِ= ذات التقى والورع المتين والعلم والمآثرِ الحِسانِ = طوبى لها ورحمةُ الرحمن ! من بعد ما نالت من العلوم = وأخلصت للملك القيُّوم وبعد حُسن الصِّيت والقَبُول = على تمام الزُّهد والخُمول فلم تزل تُسرع في الخَيْراتِ = سَجِيسَ قَرْنٍ عامرِ الأوقاتِ تَرقى مقاماتِ الهُدى المُبين = حتى أجابت دعوة المنون (أرسى على ضريحها النسيم = ولا عداه الأنس والتكريم ) حتى تلقى جنة النعيم = ترفه في نعيمها المقيم ثم صلاة الله كل حين = على النبي الخاتم الأمين . وهذه مقدمة منظومة السيدة المذكورة التي في المرفق نماذجُ منها : الحمد لله وصلى الله = على نبيه ومصطفاه وآله وصحبهِ الأبرار = ما كوِّر الليل على النهار وبعد فاعلم ان خير مرتَسَم = وأوْلَى ما ذوهمّة رام وأمْ علمٌ به معرفة الرب الجليلْ = بواجب وجائز ومستحيلْ في حقه وحق رسْله الكرام = عليهم أزكى الصلاة والسلام إذ هو باتفاق كل السلف = أول واجب على المكلف فرتبة التقليد في الأصول = أدنى المراتب عن الفحول لأنه لابد فيه من يقين = وليس ذا دون دليل ياقرين لذا نظمتُ منه للمريد = نظما به يخرج من تقليد ولستُ أهلا للذي قصدتُ = لأنني في بحر جهلٍ غُصتُ لكنني أرجو من المعين = لطفا يصاحب ليوم الدين فقلت والعون من الوهاب = أرجوه والتوفيق للصواب . --------------------- من إعداد الأستاذ محمد يحي ولد احريمو |