الجنرال ديّان: الحدود الشرقيّة مع الأردن هي حدود إسرائيل |
الثلاثاء, 15 أبريل 2014 02:53 |
قال الجنرال في الاحتياط، عوزي ديان، نائب رئيس هيئة الأركان العامّة الأسبق في جيش الاحتلال، إنّه في العام 2004، أعطت الولايات المتحدة إسرائيل خطاب ضمان تعترف فيه بحق إسرائيل في الدفاع عن الحدود التي من شأنها أن تسمح لها للدفاع عن نفسها بنفسها، وتمّت المصادقة على هذه الوثيقة من قبل الرئيس جورج بوش ومدعومة من الحزبين الجمهوريّ والديمقراطيّ في الكونغرس. ونحن نسعى لتحديد موقع هذه الحدود الآمنة لإسرائيل.
وأضاف في دراسة أعدّها ونُشرت على موقع مركز الأبحاث الإستراتيجيّة (بيغن- السادات)، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار عاملين رئيسيين، مع منظور طويل الأجل: أولاً، علينا أن ننظر في التهديدات لإسرائيل: الحرب التقليدية والصواريخ والإرهاب والأسلحة النووية. ثانيًا، علينا أن ننظر في الجغرافية الإستراتيجية والمسألة الطبوغرافية.
وأضاف: إسرائيل ليست بأي حال أمة ضعيفة، وإنما هي عرضة للخطر لأنها صغيرة وضيقة، وهذا دفع بمهندسي عقيدة الأمن القومي لإسرائيل، يغآل ألون من وموشيه ديان واسحق رابين، لمعارضة عودة إسرائيل إلى حدود عام 1967، لأنّ هذا الانسحاب سيؤدّي للعدوان وسيُشكّل خطرًا على مستقبل إسرائيل بدلاً من تمهيد الطريق نحو السلام.
ولفت ديان إلى أنّ تجديد الجهود لجلب الصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ إلى حل سلمي يضع قضية الحدود على طاولة المفاوضات ويضعه في طليعة القضايا الجوهرية المتنازع عليها. وبرأيه، يجب الدفاع عن الحدود لإسرائيل تلبية المعايير التالية: العمق الاستراتيجي الأساسيّ، هيئة لشنّ حربٍ ضدّ التهديد من هجوم تقليدي من الخارج، وهيئة لمكافحة الإرهاب بشكل فعّال.
وتساءل الجنرال: ما هو معنى معايير حدود يمكن الدفاع عنها على الجبهة الشرقية؟ الأول، يتطلب عمقًا استراتيجيًا أساسيًّا، الذي يزيد أهمية في عصر الصواريخ الباليستية والصواريخ بعيدة التي تهدد مراكز السكان المدنيين، وحتى التأثير على التجنيد العسكري ونشر قوات الاحتياط. الثاني، عمق إسرائيل يحتاج إلى شن حرب دفاعية ضد التهديدات من هجوم تقليدي من الشرق.
عدم اليقين والقلق بشأن الاتجاهات في العراق والأردن والتي قد تتطور، والحرب الأهلية في سوريّة الذي تهدد بالانتشار في الدول المجاورة، ويجعل هذا العمق مهمًا. ثالثا، يجب على إسرائيل أن تحتفظ بالهيئة لمحاربة الإرهاب بفعالية. فقط إسرائيل وجود إسرائيل على الحدود الشرقية، وتجريد حقيقي للسلطة الفلسطينية، وهو شرط لأيّ ترتيبات مستقرة واحد من إسرائيل لموافقتها على حل الدولتين، وبالتالي فإنّ الحدود الوحيدة التي يُمكن لإسرائيل الدفاع هي في وادي الأردن فقط.
الأردن الوادي هو المنطقة العازلة شرق المحيطة دولة إسرائيل بشكل عام ومدينة القدس، عاصمة لها، على وجه الخصوص. وتابع ديّان أنّ التجربة من انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وغزة علمتنا أنه إذا فشلت إسرائيل في السيطرة على المنطقة العازلة، فإنّ المنطقة بأكملها ستًصبح كيانًا إرهابيًا، ومن المهم أن نلاحظ أن وادي الأردن هو المنطقة القاحلة مع القليل جدًا من السكان الفلسطينيين.
وبرأيه، فإنّ كل هذا يجعل وادي الأردن خط حيوي للدفاع عن أمن إسرائيل، فليس من المستغرب أنّ اسحق رابين، في خطابه الأخير أمام الكنيست في تشرين أوّل (أكتوبر) 1995 ذكر أن إسرائيل يجب، في أيّ اتفاق سلام، أنْ تُسيطر على وادي الأردن بأوسع معنى لهذا المصطلح. وزاد: هناك أولئك الذين يحاولون طعن بيان الأمن هذا من خلال اقتراح وضع نظم الكشف المبكر في وادي الأردن تدعمها نشر قوات أجنبية. ومع ذلك، التجربة تثبت أنه لا يوجد نظام للإنذار يمكن أن يحل محل مساحة دفاعية من وادي الأردن، وأنّ إسرائيل يجب أن لا تعتمد على قوات أجنبية لمكافحة الإرهاب ولا كقوة دفاعية. والقوات الأجنبية لا تُخاطر بحياتها للحرب على الإرهاب، وأنها سوف تكون أول من يترك إذا نشأت أزمة، مشدّدًا على أنّ القوات الإسرائيليّة فقط يمكن أن توفر احتياجات الأمن للدولة العبريّة. وبالتالي، يجب على إسرائيل أن تنتقل من سياسة “الأمن استنادًا إلى الاتفاقات الدولية والضمانات الدبلوماسية” لسياسة “الاتفاقات على أساس الأمن الذي توفره القوات الإسرائيليّة المنتشرة في مساحات يمكن الدفاع عنها”. لا الخط الأخضر ولا سياج الأمن يمكن أن تكون بمثابة الحدود إسرائيل التي يمكن الدفاع عنها. فقط السيطرة الكاملة الإسرائيليّة على الحدود مع الأردن تستند إلى نهر الأردن كخط الحدود، سوف تكون قادرة على توفير الأمن الكافي لإسرائيل، وضمان حدود يمكن الدفاع عنها ليس فقط لضمان الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، ولكن سوف تضمن أيضًا أنّ معاهدات سلام ستبقى دائمةً. |