سيادة الرئيس لقد كانت مأموريتكم الماضية وباتفاق الجميع تقريبا أفضل مأمورية عرفها البلد شهدت فيها كل قطاعات الدولة تقدما ملحوظا وعلي كل الأصعدة لكن رغم كل الجهود التي بذلتم مشكورين في خدمة وطنكم ومواطنيكم لاتزال أيادي المفسدين تعبث بالمال العام وخاصة المشاريع التي يتم تمويلها من قبل الدولة

 لقد تم تمويل اكثر عدد ممكن من مشاريع للوطن في المأمورية الماضية لكن السؤال هنا هل تمت تلك المشاريع كلها وفي الوقت المحدد لها؟ وهل ماتم منها تم كما خطط له وبالمعايير المطلوبة؟

طبعا (لا) والسبب يعرفه الكل ياسيادة الرئيس هو ان الفساد الإداري لايزال منتشرا في كل المؤسسات تقريبا وأن الذين يتمظهرون امامكم انهم مصلحون يساهمون في بناء الوطن ومحاربة الفساد وأكل المال العام مجرد متمصلحين مفسدين من الدرجة الاولي يأكلون المشاريع المقدمة لكل قطاع قبل ان تصل حتي الي وجهتها المرسلة إليها سيادة الرئيس إن كل المواطنين تقريبا اصبحوا يعرفون كيف يتم التلاعب بالمشاريع التي يتم تمويلها من قبل الدولة فما إن تخصص لوزارتها او الجهة المسؤلة عنها حتي يتم التخطيط لأكلها ابتداءا من الوزير حيث يأخذ حصته منها قبل ارسالها إلي الوالي في الداخل مثلا تصل الوالي فيأخذ هو الآخر نسبته هو ومعاونيه تتجه إلي الحاكم يأخذ هو الآخر نصيبه ثم يسلمها للعمدة وهناك يتم آخر العملية يأخذ السيد العمدة نصيبه وفي اغلب الأحيان يدفع لمساعديه وبعض شيوخ القبائل من اعيان البلدية حتي يتم التكتم علي الجريمة فيبقي القليل القليل ويأتي دور المقاول هو الآخر يسلم ماتبقي من تلك الصفقة ليبني بها اسوء مدرسة او مستشفي في العالم...

وهنا سوف اعطيكم مثالا وبما أني أحد المنحدرين من ولايات الشرق وخاصة الحوض الشرقي (النعمة)

أتذكر مرة نجح فيها مشروع في احدي القري التابعة لأحدي البلديات التابعة لمقاطعة آمرج والمشروع كان عبارة عن بناء مستشفي ومدارس ابتدائية جاء الحاكم واخبر بذلك مسؤل المدينة فأخبر المسؤل اهل المدينة تباشر الجميع وفرح المرضي كما فرح الطلبة لكن الفرحة لم تطل وللأسف الشديد ما ان تمت تلك المشاريع حتي تحولت إلي ركام في اقل من سنة واحدة المستشفي كانت أول عاصفة في بداية الخريف الموالي كافية لجعله مجرد حلم لم ولن يتحقق أبدا أما المدرسة فكانت من نصيب المطر حيث جرفتها سيول اول مطر هي الاخري لأنها لم تأسس اصلا علي حديد بل اكتفي المقاول بأعواد خشبية للتأسيس والغريب أني شخصيا بعد ذلك عرفت أن تمويل ذلك المشروع كان كبيرا ماديا وانه لم يصل منه إلا الجزء القليل الذي تلاعب به المقاول ودفع بعض المال للمسؤلين للتوقيع ان المشروع تم كما اريد له وهو في الدوائر الآن يعد من المشاريع التي تم تنفيذها او انجازها هذا مثل بسيط من امثلة كثيرة وكثيرة في الولاية وكل ولايات الوطن ضف الي ذلك المشاريع التي لم تري النور حتي الآن وهي التي تم تمويلها منذ اكثر من ثلاث سنين وذلك لاشك يرجع الي الفساد والتلاعب ايضا مثل طريق النعمة آمرج ومياه بقله عدل بكرو ....الخ.....

إذا سيادة الرئيس نحن بحاجة الي متابعة المشاريع التي يتم تمويلها حتي يتم تنفيذها وبالمعايير المطلوبة وفي الوقت المحدد اكثر من اي شيئ آخر وإلا فستكون المأمورية الجديدة كسابقتها مأمورية تدشين فقط لذلك نطالب فخامتكم شخصيا بتشديد الرقابة علي كل مشروع حتي لايذهب الي جيب الوزير والمدير والحاكم والوالي والمقاول وتبقي الدولة والمواطن هما الضحية .... : :

اعرف جيدا سيادة الرئيس أن ماقلته هنا لن يقوله لكم الداعمون المزيفون الذين يبحثون عن وظيفة اودراهم منهوبة من المال العام لن يقوله لكم المجلس الأعلي للشباب الذي بدء بعضه يأكل بعضا ويتناحر اصحابه الآن فيما بينهم علي المناصب والمال وهو لم يولد بعد ولن يقوله لكم اولئك الذين تم انتقاؤهم وتلقينهم في لقاء الشباب او الشعب لن يقوله لكم الا مواطن مثلي لايريد منكم الا بناء الوطن لامال ولا وظيفة ولادرهم ولا دينار ولا اوقية .. لانريد الا وطنا آمنا يتوفر علي مايتمتع به غيرنا من ابنية تحتية .. التعليم والطب والطرق والماء ..... وفي الختام نتمني لكم مأمورية موفقة تستطيعون من خلالها بناء وطننا الذي نحلم به.

بقلم يحي ولد اعل خوي