كيف نجح الأسد في البقاء في السلطة حتى الآن؟ |
الاثنين, 21 أبريل 2014 10:13 |
دوتشيه فيله: قبل فترة وجيزة كاد كل الخبراء أن يجزموا بأن سقوط الأسد إنما هو مسألة شهور على أقصى حد. لكن يبدو أن الأمر قد تغير كليا، فقوات الأسد بصدد تحقيق انتصارات على الأرض والأسد نفسه واثق من كسب الحرب، فماهي أسباب صموده حتى الآن؟ كانت مدينة معلولا في أيام السلام تعد من المدن السياحية في سوريا، ذلك أنها تعد من أقدم المدن المسيحية في العالم. أما اليوم، فلم يعد السياح من يهتمون بمدينة معلولا، الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمالي دمشق، بل قوات الأسد ومسلحي المعارضة. وقد تبادل كلاهما السيطرة على هذه المدينة، فبعد أن كانت ولأشهر طويلة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، هاهي قوات الأسد تنجح قبل بضعة أيام في دحرهم وبسط نفوذها عليها. وتأتي استعادة السيطرة على معلولا ضمن عملية عسكرية موسعة، حيث استعادت قوات الأسد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني السيطرة على جزء كبير من منطقة القلمون الواقعة بين دمشق وحمص. وفي هذا السياق يقول هشام جابر، وهو جنرال سابق في الجيش اللبناني، “هذه المنطقة مهمة جدا بالنسبة لأمن دمشق، ذلك أن أهم الطرق التي تربط بين دمشق وحمص ومدينة اللاذقية الساحلية تمر عبر هذه المنطقة.” وما منطقة القلمون إلا مثال واحد على التقدم العسكري لقوات الأسد على الأرض. “لقد تمكنت قوات الأسد في الأشهر الأخيرة من تحقيق عدد من النجاحات”، على ما يقول سيباستيان سونس، خبير في الشؤون السورية من المعهد الألماني للدراسات الشرقية. ويضيف بأن مقاتلي المعارضة قد دُحروا من عدد المناطق الاستراتيجية. “الأسد يستمد قوته من ضعف المعارضة” من جهته، يعزو أندريه بانك، خبير في الشؤون السورية من معهد غيغا الألماني لدراسات الشرق الأوسط، هذا التقدم إلى عدة أسباب: أهمها “نجاح الأسد في وقف عمليات الانشقاق في صفوف الجيش النظامي السوري”. ويوضح قائلا: “كذلك بفضل الدعم المالي الإيراني، فإن القوات تتلقى أجرها. وفي الوقت نفسه يتم تسليط أقسى العقوبات على المنشقين من الجيش. ” ويشير بانك إلى أن هناك عددا من المليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي، وهم مقاتلون من الأقلية العلوية، التي تنتمي إليها عائلة الأسد، وكذلك مقاتلون من حزب الله بالإضافة إلى ميليشيات شيعية من العراق وأنصار الحرس الثوري الإيراني. ولكن قوة الأسد إنما هي مستمدة من ضعف المعارضة. “ليست هناك معارضة متحدة ولم تعد هناك جبهة متحدة ضد الأسد”، على ما يقول سيبستيان سونس. ويشير في هذا السياق إلى أن مقاتلي المعارضة أصبحوا يقاتلون بعضهم البعض، حيث يقاتل الجيش السوري الحر الجهاديين المتطرفين، كما أن كثيرا ما تندلع معارك شرسة بين جبهة النصرة وداعش. وكذلك على الصعيد الدولي، فقد تحسن موقف الأسد بعض الشيء، فمن خلال الاتفاق بشأن تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، أصبح الأسد “شريكا في المفاوضات”، على ما يقول سونس. “انطلاقا من موافقته على تدمير الترسانة الكميائية السورية، أصبح بإمكانه مواصلة حربه بالأسلحة التقليدية في سوريا.” وحتى عندما تحدث هجمات بالأسلحة الكميائية مثلما حدث الأسبوع الماضي، فإن ردود المجتمع الدولي كانت متحفظة جدا. “الأسد بعيد من تحقيق انتصار عسكري” ويبدو أن بشار الأسد واثق من نفسه ومن قواته في تغيير مجرى الأمور، حيث قال الأسبوع الماضي أمام عدد من الطلبة في دمشق أن الأزمة السورية قد بلغت “نقطة تحول” وأن الجيش النظامي بصدد كسب “الحرب ضد الإرهاب”. لكن سونس يرى أن ذلك “مجرد بروباغندا”، لافتا إلى أنه وعلى الرغم من أن الأسد قد قوى من موقفه، إلا أنه لا يزال بعيدا كل البعد من تحقيق “انتصار عسكري” ضد مقاتلي المعارضة. وهو رأي يشاطره فيه آندري بانك الذي يقول: “إعادة بسط السيطرة على جميع أنحاء سوريا أمر غير واقعي.” وكذلك مقاتلو المعارضة يفتقدون للقوة التي من شأنها أن تشكل خطرا على الأسد وقواته. كما يبدو أنه لا أحد يريد فعلا وبشكل جدي التفاوض حول حل سلمي للأزمة. بشار الأسد ونظامه يسيطرون على جزء كبير من العاصمة دمشق وعلى عدد من الطرق الرئيسية في الشمال في اتجاه حمص والشمال الغربي وكذلك على المناطق ذات الأغلبية العلوية على ساحل البحر المتوسط. أما مقاتلو المعارضة، فيسيطرون على الجنوب والمناطق الشمالية المحاذية للحدود التركية. وفي غضون ذلك، فإمكان الأسد أن يعد لإعادة انتخابه مرة أخرى في يونيو/ حزيران حيث من المقرر تنظيم انتخابات رئاسية في سوريا. ويبدو أن الرئيس يريد للترشح لفترة رئاسية أخرى تدوم سبع سنوات، ولا أحد يشك في أنه سيفوز بها. |