خطاب العاهل المغربي في باماكو مخيب لآمال الأزواديين |
السبت, 21 سبتمبر 2013 16:04 |
جاء خطاب العاهل المغربي في حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد مخيبا لآمال كثير من الأزواديين المعوّلين على تأثير المغرب وانتماء بعض القبائل الأزوادية إلى المغرب حكومة وشعبا . وانتقدت بعض الفعاليات الأزوادية تحيز خطاب العرش المغربي إلى باماكو متجاهلا الإرث التاريخي للمغاربة في الصحراء وحاضرته تينبكتو وتجاهل كون معظم سكان هذا الجزء من أزواد من أصول مغربية ولديهم ارتباطات تاريخية بحكامه العلويين . كما انتقدت الفعاليات غياب أي إشارة في الخطاب إلى حقوق الأزواديين وإهمال كامل لمطالبهم .وأسفت تلك الفعاليات إلى كون الخطاب يصب في قالب دعم الجهود المالية دون طرح أي مبادرة مغربية تضع حدا للتوغل المالي وتنصر المستضعفين في أزواد وخاصة في إقليم تنبتكو الأكثر تهميشا والمحسوب ثقافيا وإثنيا وربما سياسيا على المغرب . وكان العاهل المغربي قد حضر تنصيب الرئيس المالي أول أمس الأربعاء ، وبمعيته وفد كبير على رأسهم الأمير مولاي اسماعيل وكوكبة من الوزراء . وعبر الملك محمد السادس في خطابه عن تهنئته مالي على تجاوز الأزمة وانتصارها على جماعات التعصب والتطرف ومهنئا في نفس الوقت “الانتصار الجماعي” على قوى الظلامية والانفصال قائلا: “رغم كل الصعوبات التي قيل إنه لا يمكن تجاوزها، فقد نجحت دولة مالي في تنظيم انتخابات رئاسية شفافة وذات مصداقية، في إطار ممارسة سيادتها، وفي ظل استقرارها ووحدتها. فهذا النجاح يعد، دون شك، خير رد على ما تعرفه العديد من مناطق عبر العالم، من ضياع وضلال، بسبب جماعات التعصب والتطرف بمختلف أنواعها. وإننا بقدر ما نهنئ أنفسنا جميعا على هذا الانتصار الجماعي، على قوى الظلامية والانفصال في مالي، فإننا ندرك أيضا حجم التحديات التي تنتظر هذا البلد، خلال مرحلة المصالحة الوطنية وإعادة البناء، التي هو مقبل عليها : – مصالحة هادئة بين جميع أبناء مالي، ومنفتحة على كل الحساسيات. ويعد إحداث “وزارة مكلفة بالمصالحة الوطنية وتنمية مناطق الشمال” من بوادر التعبئة في سبيل هذه المصالحة. – إعادة بناء مستديمة، من خلال توطيد المؤسسات السياسية والتمثيلية والأمنية، وتأهيل البنيات التحتية الكفيلة بتحقيق التقدم، وأخيرا إعادة هيكلة الحقل الديني. وهو ما يجب القيام به، في احترام تام لسيادة مالي الكاملة وللاختيار الحر لأبنائه” . كما عبر الملك في خطابه عن الشراكة المغربية المالية وأن الجهود المغربية تندرج تماما ضمن الإطار الثقافي والعقائدي قائلا: “إن أي مبادرة دولية يتم التنسيق بشأنها دون إيلاء البعد الثقافي والعقائدي الأهمية التي يستحقها، سيكون مصيرها الفشل. فالشراكة التي تعتزم المملكة المغربية عرضها، من أجل إعادة بناء مالي، ماديا ومعنويا، تندرج تماما ضمن هذا التوجه. ذلك أن ترميم مخلفات التخريب المادي، ومعالجة الجروح المعنوية، يتطلب إعادة بناء الأضرحة وإصلاح وترميم المخطوطات وحفظها وإنعاش الحياة الاجتماعية والثقافية. إن الإسلام في المغرب وفي مالي واحد، ممارسة وتقاليدا. إنه إسلام متشبع بنفس القيم المبنية على الوسطية والاعتدال، وبنفس تعاليم التسامح والانفتاح على الأخر. كما أنه يظل عماد الوشائج الروحية التي تجمع على الدوام بين بلدينا. وانطلاقا من هذا الرباط العقائدي المشترك، ووعيا منا بالرهانات المرتبطة بحمايته من كل الانحرافات، يطيب لي أن أعبر عن ترحيبي بالاتفاق الذي سيتم توقيعه والمتعلق بتكوين 500 إمام مالي في المغرب خلال السنوات المقبلة. وسيخصص هذا التكوين، الذي يمتد على مدى سنتين، بالأساس، لدراسة المذهب المالكي والتعاليم الفقهية والأخلاقية التي تنبذ كل أنواع الغلو والتكفير” . وقد شاد الرئيس المالي بوباكار كيتا، في بداية خطاب تنصيبه الرسمي أمس الخميس بباماكو، بمواقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وخاصة في جانبها الإنساني، معربا عن ‘شكره العميق لجلالة الملك الذي شكل حضوره هذا الحفل شرفا كبيرا للشعب المالي’. وقال الرئيس المالي الجديد “إن حضوركم اليوم، يا صاحب الجلالة، ليعد، بالتأكيد، عربون تقدير وصداقة سنظل ممتنين لكم عليها إلى الأبد”. كما تعهد خلاله إبراهيم بوباكار كيتا ، ببناء مالي قوية ومؤهلة ومنظمة من جديد، “لا تشكل تهديدا لنفسها ولا لجيرانها، مالي خالية من الجريمة المنظمة والتهريب وسرطانات اجتماعية أخرى”. المصدر: الحدث الازوادى |