القنوات الخليجية وسوء الممارسة/ حمزة المحفوظ |
الأحد, 22 سبتمبر 2013 11:38 |
تمارس القنوات الخليجية إعلاما من أسوء ما مر على البشرية من الكوارث . فلا يخفى على عاقل ما وصلت إليه من إعادة تدوي المحن في قوالب التحريض على الإقتتال , إبتداءا بالتأويل الموجهة مرورا بالتلاعب بالدماغ البشري من خلال الصوت و الصورة و حركة الألوان وصولا للتجييش الميداني المنحاز لكل ما له صلة بالتدهور الأمني لدولنا المطحونة أصلا بماكنات الفساد والجهل و الفقر , محترفة التهويل و الترويع و التحريض و الفبركة. ومن البداهة المهنية أن يغادرها الشرفاء من صحافتها المهنيين المخلصين لحرمة المال و الدم و العرض , مودعين زملاء لهم , لم يستطيعوا الخلاص لأسباب أو لأخرى . تدور تلك الماكنات على مدار الساعة و اليوم و السنة , حاملة شعار الولاء للرزية العربية و الإسلامية , و هذا بالطبع يطرح تسائلات كثيرة حول الدو الحقيقي للإعلام و معالم المهنية الصادقة , و الخطوط الفاصلة بين المهنية و المال المتدفق. إن للشعوب الحق في أن تثور و تقرر مصيرها , و لكن من الظلم أن تستثار الشعوب لأغراض مسيسة تعزز مواقع العدو على جبهات الصراع , و تفقد الإنسان البسيط أمنه و أمانه و تسلب الأوطان حرمتها و هيبتها. في نظري أن تلك القنوات كان لها السبق في نشر ثقافة القتل و التدمير و السحل و النحر و الإفتراس , و العمالة ,فأوصلت شعوبنا إلى ما و صلت إليه من الضياع و التشرذم. لقد إستطاع المال الخليجي الخارج عن السيطرة ترويض الكثير من العقول و إثارة عواطفهم و مسح أدمغتهم و مسخ هويتهم , فجرفهم سيل خبثه و جرمه و ولاءه لمصالح الغرب , ليتدافعوا على بوابات الهلاك ميممين الثورة المثيرة, و الطائفية البغيضة , و تلميع العدو و تعفيفه . و سيكتب التاريخ أن تلك الماكنات لا تعدوا كونها آلات غربية تحركها أيادي عربية تملك المال و لا تملك القرار, ورغم تلك الزخارف التي يتباهى بها ملاكها , فسوف يظلون علامة فارقة في تاريخ الأمة من حيث الهبوط الأخلاقي و السفالة المهنية و الإرتكاس الفكري و التقهقر في الإنتماء , و الردة في العقيدة و إنتفاء الكرامة البشرية. |