الشاعرة والحمام والرئيس/ مناي بنت كدار |
الثلاثاء, 24 سبتمبر 2013 08:38 |
غالبا ما يواجهنا الإخوة الأشقاء من الوطن العربي بحقائقنا المرة وبقسى العباراة وأشدها وقعا في القلوب فنحن شعب مصدوم في أشقائه ومنذ الولادة، فالعرب يحسبون أنهم احسن حالا منا ، لكن احوال دنيانا متقاربة جدا فنحن شعوب يطبعها التخلف وتسودها اقتصادت هشة تعتمد في الغالب على القطاع الأول وانتاج الريع . إن مقال الصحفي المغربي الأخيرعن انواكشوط أثار حفيظي وجعلني و أكتب ليس ردا عليه وإنما ردا علينا نحن الموريتانيون المنزعجون من هكذا مقالات، لكم وحدهم أكتب قصتي مع الشاعرة والحمام والرئيس والتى لاتعدو أن تكون مصداقا لمقال الكاتب ياسين عدنان الذي عندما تقرأله عن انواكشوط يحز في نفسك وضع البلد الذي هوالآن في مستنقع التاريخ والجغرافيا وتحت لعنة الزمن . مرات أتمنى لو تنشق الارض وتبلعني إخوتي أكرمكم الله ذات مرة كنت في لجنة تنظيم مهرجان موريتانيا شعري النسخة الأولى المنظم في مباني كلية الطب _المعهد السعودي سابقاـــ وخلال إحداى الأماسي أشارت علي إحداى الشواعر من الضوف العرب قائلة : أختي منى أريد حمام، قلت نعم تفضلي سيدتي الشاعرة خرجنا القاعة وتجهنا صوب مبنى الإدارة فإذا بعامل هناك أردف قائلا تريدان إجراء مقابة هنا سفتح قاعة الأساتذة تفضلو قلت لا شكرا نريد حمام الأساتذة فقال بعفوية البدوي الساذج وهو يضحك حمام الأساتذة بلا إنارة تفضلي سأتي بالماء فورا ولن أتأخرتقدمت قليلا عن ضيفتي الشاعرة وهي تجري مكالمة هاتفية وأشغلت إضائة هاتفي الجوال وفتحت باب الحمام ويالتني لم أفعل مشهد قذارة لايتصور عملت على إغلاق الباب الذي يبدوا إحكامه متهالك كخشبه الهش وبدون مفتاح، و أثاء معركتي مع الباب والرائحة النتنة المنبعثة من حمام الأساتذة في كلية الطب أنهت الشاعرة مكالمتها الهاتفية ولتفتت قائلة هذا الحمام إهانة للحشرات التى بداخله أحري البشر الراقي "أختي منى يجب أن نذهب فورا إلى محل الإقامة إنه قريب من هنا " فماكان مني إلا تفضلى الطريق من هنا سيدتي ، أقولها بصوت ملئه الألم والحرج من حال البلد ماتأول إليه أوضاع الوطن الذي وتقتها تنتزع منه أولى تجاربه على طريق الديمقراطية بمباركة الكثير من النخب الوطنية ، وفي طريقنا إلى باب قالتي هذه كليه "أيش" قلت الطب قالت "كيف" لا أصدق انت تمزحين حتى أقرأ اليافضة وأردفت قائلة أشبه متكون بمخازن السموم والله انا ادرس الطب في بلدي الكليتي متهالكة وترمم حاليا وهي حسن حالا من محل إقامتنا في قصر المؤتمرات حث كان يسجن الرئيسكم المخلوع سيدي ولد الشيخ عبدالله والله في هذا البلد لغز علي معرفته حضوركم الثقافي العالمي وراه هذا المشهد من الفوضى والتخلف والجفاء في المعالمة انتم شعب لايجامل الضوف بل يتعدى حرمتهم الجسدية تعرفين ماحد معي اليوم هناك في الندوة الصباحية قلت ذاك الشاب معتوه لاعليك سوف يأخذ جواءه ،قالت وأنا سوف أحل اللغز قلت أي لغز قالت لغز موريتانيا بلاد شنقيط المنارة والرباط بلاد مليون شاعر.. قلت هوني عليك نحن شعب حديث العهد بالمدنية وتجربتنا السياسة لم تنضج بعد والمستعمر لم ترك فينا بنية تحتية نأسس لبناء المدن العصرية بالنمط المعماري المنظم هذه أرض لم تعرف ظاهرة الدولة إلا بعد منتصف القرن العشرين ... واصلت مبرراتنا التى نتشدق بها دوما بخصوص وضعيتنا التنموية والحضارية، قالت وهي تريد تقاطعني يجب أن عرف ذاك المعتوه أحسست وكأن مبرارتي غير مقنعة بالفعل يغير مقنعة لي شخصيا لكن أقولها صوننا لماء وجهي وأرد بها حتى لاتجاهل كلام ضيفي الشاعرة التى تنظر بشمئزاز لآثار ضربة موجعة اسدها صباح ذاك اليوم في الكلية أحد الطلاب الشباب بعود مكنسة غليظ على فخظ الشاعرة مبرره في ذاك أن لبسها غير محتشم وعليها ستر كما قال: لحمها الأبيض واحترام الآخرين. الضربة على جسدي حمراء نظري أختي منى قلت ذاك الشاب وقح وسوف يستدعى عند مخفر الشرطة الإخوة يتابعون الموضوع باهتمام وسوف يأخذ الجزاء الكافي يوم غد بإذن الله وأنا اعرف أنه لن يسأل إلا عن حيثيات الضربة وكف تمت لأن في الأمر موطن للضحك. أتينا قصر المؤتمرات حيت تقيم الشاعرة نزلت من سيارة قالت لن أتأخرسوف أخذ حمام وأخرج إليكي فورا الشاعر جاكتى يتصلبي سوف أرد يبدو أن وقت إلقائي يقترب كلها خمس دقائق وأتي ، قلت في حديث مع نفسي ليتكي لم تأتي وليت المهرجان لم ينظم وياتنا لم نكن في هذا الوضع البائس والمشحون بالتجاذبات السياسية بين الفرقاء وقتها الجبهة العسكر ومؤيديهم . إنتهى المهرجان ووصف بالناجح لكن لم تنتهي مأساتنا مع الأخر الذى ماإن حل علينا إلا وأعاب علينا الكثير ليس على المستوى الحضاري المعماري فحسب بل على مستوى التعاطي الإجابي مع الآخر من حيث المعاملة والمجاملة تلك ثنائية تشكل حجر الزاوية في ديمومة التواصل الثقافي والحضاري بل والإنساني عموما. وفي خطوة غير مسبوقة ولا مدوسة وبعد أسابيع من تنظيم المهرجان زارنا عزيز في الجامعة انواكشوط من أجل الاستماع إلى مشاكل الطلاب، وكنت من مناديب الاتحاد الحر للإجتماع برئس الدولة وطرح العريضة المطلبية للإتحاد عليه وما إن وصلني الكلام حتى وقفت وكانت فرصتي لستطراد قصي مع الشاعرة لأعلى سلطة في الدولة ليس إمانا مني بقدرته على الحل بقدر ما هو تملص من وقع مشكلة ثقيل، وبعد أن تعهت ألا أعد مطلبا تم طرحه قبلي أردفت قائلة : السيد ئيس المجلس العسكري رئيس الدولة جامعة انواكشوط اليوم في حلة جديدة كل شئ تم تنظيفه في الجامعة إلا المراحيض أكرمكم الله لسبب بسيط هو أن مراسم الزيارة لاتوجد بها وقفة عند الحمامات الجامعية ،إن أطرحي الموضوع لا يأتي من فراق بل لسببين رئسين هما انني شخصيا أتضايق اثناء أوقات الصلاة في الجامعة فدورات المياه غير موجودة والحمامات لاتصلح للستعمال، والسبب الثاني وهو الادهى والأمر قصة الشاعرة الحمام ... وانا طرح المشكلة واستطرد القصة أحس وكأني أرد على الضيفي المتأمرة التى وبخستني في سرحي العلمي الحديت كلية الطب التى لاتدري هي من خلفوها متى كان لنا شرف إحداثها كلية للطب من بين خمس كليات في جامعة يتيمة يدرس فيها من الأساتذة من لايفصل بين واو الإضافة و واو المعية ، السيد رئيس الدولة هذه مشكلة لاتتعلق بالمنح ولا بالمطعم ولاولا... من المطالب الكثيرة التى سمعتم لكنها أشد إلحاحا واكثر إحرجا لنا في إطار تنميتنا الحضارية وتعاطينا مع الآخر، يجب أن نحظى بجامعة بالعاير الدولية تعكس قيمنا الحضارية والإنسانية وتكون إسهاما في دور الشناقطة التاريخي كرسل معرفة وسلام عبر العالم ، فما كان منه إلا أن ضحك قائلا: مهرجانات .. الشعر ..... الدولة تريد أطباء وفنين ... لا يدرك السيد الرئيس أن سفراء الثقافة قد يكونوا اكثرنجاعة على دولهم من حكومات نفسها ، كما أنه لايدرك وأن ماعملت عليه الدبلوماسية الثقافية الموريتانية مع الرعيل الاول مازالت موريتانيا تجني أكله كل حين، كما أنه لا يدرك قيمة المجاملة واحترام الآخر مهما كان وأي كان في جلب المستثمر والسائح ، كما أنه لايدرك مدى اثر التعاطي الحضاري على التنمية الشاملة التى يتطلب خلقها الكثير من الإدراك لسنا على مستوى من النضح يأهلنا له مادمنا على هذه الشاكلة من الفوضى والتخلف والجفاء على رأي ضيفتنا المتأمرة أو على رأي الكاتب ياسين عدنان. مناي منت كدار بتاريخ 23/09/2013 |