ايران تتسلم عمليات تشغيل محطة بوشهر النووية
الثلاثاء, 24 سبتمبر 2013 11:29

alt(ا ف ب) - تسلمت ايران الاثنين عمليات الاشراف على محطة بوشهر النووية المدنية في جنوب البلاد، بعد 37 عاما على بدء بنائها، وفي وقت يقع البرنامج النووي الايراني في صلب ازمة مع البلدان الغربية.

وقال علي اكبر صالحي رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية للتلفزيون الرسمي "بعد 37 عاما من الانتظار ... يتسلم فريق من المهندسين الايرانيين اليوم العمليات" في بوشهر.

وخلال احتفال في بوشهر، وقعت روسيا وايران عقدا يتولى المهندسون الايرانيون بموجبه ادارة المحطة النووية المدنية الوحيدة في البلاد مدة سنتين، كما اوضحت وكالة ايسنا الطالبية.

وقد بدأت المشروع في 1974 شركة سيمنز الالمانية التي رفضت متابعة الاشغال بعد الثورة الاسلامية في 1979. وتوقفت اشغال البناء خلال حرب ايران والعراق (1980-1988)، قبل ان تستأنف موسكو عمليات بناء المحطة في 1995. غير ان حوادث فنية كثيرة اخرت تاريخ وضعها في الخدمة وبدأت الانتاج اخيرا عام 2011، غير ان بعض المسؤولين الايرانيين اتهموا موسكو بالمماطلة تحت ضغط من الولايات المتحدة التي سعت عبثا لمنع تنفيذ المشروع.

ويقع البرنامج النووي الايراني منذ سنوات في صلب خلاف كبير بين ايران والدول الكبرى الغربية التي تشتبه بسعي طهران لحيازة السلاح النووي ولا سيما من خلال برنامج تخصيب اليورانيوم، الامر الذي تنفيه ايران.

والمحطة التي تشرف على نشاطها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لن تكون مع ذلك تحت الاشراف الايراني الكامل قبل 2015.

واوضح صالحي "ثمة ضمانة لسنتين سيكون خلالهما الخبراء الروس حاضرين". واضاف "خلال هذه الفترة اذا ما حصلت مشكلة، سيتولى الجانب الروسي تسويتها".

وقامت الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية (روساتوم) ببناء محطة بوشهر تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسيعهد بها الى الشركة الايرانية لانتاج وتطوير الطاقة الذرية التابعة للمنظمة الايرانية للطاقة الذرية.

وتعهد الروس بامداد المحطة بالوقود لمدة عشر سنوات وباستعادة الوقود المستخدم لاعادة معالجته.

وبحسب المراقبين الاجانب فان الايرانيين يعلقون اهمية كبرى على تسلم المحطة ليثبتوا قدرتهم على امتلاك هذه التكنولوجيا النووية المدنية التي تسمح لهم بعدم الاعتماد على الخارج.

غير ان الغربيين والدول المجاورة يعربون عن قلقهم ولا سيما بعد الحادث في محطة فوكوشيما النووية اليابانية في اذار/مارس 2011 حول متانة هذه المحطة التي شيدت في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا وتقع على الخليج.

وقال دبلوماسي اجنبي ان المحطة اقرب الى دول الخليج منها الى طهران مشيرا الى انه في منطقة بوشهر "الرياح تتجه نحو دبي والتيارات البحرية نحو الكويت".

وفي التاسع من نيسان/ابريل ضرب زلزال بقوة 6,1 درجات منطقة ريفية في جنوب ايران وحدد مركزه على مسافة مئة كلم من بوشهر غير ان السلطات اكدت انه لم يتسبب باضرار في المحطة.

كما يحذر الغربيون من خطر اخر يكمن في قدرة المهندسين الايرانيين على استخدام محطة شيدت بعناصر اتية من مصادر مختلفة، ما بين قطع سيمنز الالمانية والقطع الروسية والقطع الايرانية.

ومن الممكن ان توسع ايران منشآتها النووية المدنية مع بناء محطة ثانية في بوشهر تبلغ قدرتها الف ميغاواط ويتولى الروس ايضا تشييدها.

وقال صالحي الاحد ان "المفاوضات مستمرة وقد احرزت تقدما كبيرا" مضيفا ان الاشغال "ستبدأ قريبا" بدون تحديد تاريخ معين.

وتؤكد ايران انها تسعى مستقبلا لانتاج عشرين الف ميغاواط من الكهرباء النووية، ما يتطلب بناء عشرين مفاعلا تبلغ قدرة كل منها الف ميغاواط.