إعلان ترشح بوتفليقة لولاية رابعة يصدم الجزائريين
الاثنين, 24 فبراير 2014 00:57

  وهران ـ ‘القدس العربي’ من كمال زايت: ما زال الجزائريون تحت وقع صدمة ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، رغم وضعه الصحي وتقدمه في السن، وكذا حصيلة حكمه المثيرة للجدل، خاصة وأن إعلان الترشح تم 

بطريقة وصفها المراقبون بـ’العرجاء’، على اعتبار أن الإعلان تم بالوكالة، ومن طرف رئيس الوزراء عبد المالك سلال، الذي يفترض أنه رئيس لجنة تنظيم الانتخابات الرئاسية، ولا يمكن أن يتحول إلى ناطق باسم الرئيس الراغب في الترشح. وقد صدم الكثير من الصحافيين الذين حضروا إعلان الترشح من وهران (400 كيلومتر غرب العاصمة) إذ كان سلال يشارك في ندوة أفريقية حول الاقتصاد الأخضر، ولم يكن هناك أي شيء مبرمجا رسميا، لكن معلومات سرت بين الصحافيين المشاركين في الندوة، بأن سلال سيعقد مؤتمرا صحافيا، وأن هذا المؤتمر لم يكن مبرمجا

. وفي حدود الواحدة زوالا دخل سلال وإلى جانبه وزيرا البيئة والخارجية، وبعد كلام سريع ومقتضب حول الندوة الإفريقية، فتح الوزير الأول الباب لطرح الأسئلة، وأول سؤال بدا منذ أول وهلة أنه ‘تحت الطلب’ بخصوص ترشح الرئيس بوتفليقة من عدمه، أجاب سلال وبدون تحفظ بأن بوتفليقة قرر أن يترشح لولاية رابعة، وأنه فعل ذلك نظرا لما يمليه عليه ضميره .

وراح سلال يدافع عن قرار الرئيس بكلمات مبعثرة، مشيرا إلى أنه فعل ذلك نظرا للإلحاح الكبير من المواطنين، مع أنه لم تخرج أي مظاهرة عفوية تطالب بولاية رابعة، عدا بعض التجمعات التي نظمتها أحزاب الولاية الرابعة، والتي حشدت لها الحضور من مختلف الولايات في الحافلات، مقابل ساندويتشات ومبالغ مالية زهيدة.

وأضاف أن استمرار بوتفليقة في الحكم هو بسبب الاستقرار الذي تحقق في عهده، وضرورة استكمال المشاريع التي تم إطلاقها، ومن جهة أخرى عاد ليقول بأن الأوضاع المتفجرة التي تحيط بالجزائر تفرض بقاء بوتفليقة في الحكم. ولم يطل الوزير الأول كثيرا حتى بدأ يقع في التناقض، مؤكدا على أن وضع الرئيس بوتفليقة تحسن كثيرا، ولكنه لا يستطيع القيام بكل شيء لوحدة، ليكرر جملة ستصبح ‘اختراعا جزائريا’، وهي أن عقل بوتفليقة يشتغل أفضل من عقول الكثير من الجزائريين، وأنه بالنسبة للحملة، ليس شرطا أن يقوم بحملة، لأن هناك رجال حوله سيقومون بها بدلا عنه، وأن هذا يحدث في كل العالم، وهو ما جعل عددا من الحاضرين يتساءلون عن أي عالم يتحدث سلال؟!

وكلام الوزير الأول يفهم منه أن الرئيس لن يقوم بحملة، وأنه كما وجد من يعلن عن ترشحه بالوكالة، فإنه سيجد حتما من يقوم له بحملة بالوكالة، ومن يصوت له بالوكالة، ومن يحكمون أيضا مكانه بالوكالة.

وجاء أول رد فعل من طرف رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس المرشح للانتخابات الرئاسية القادمة، والذي اعتبر عبر بيان له أن ما جاء على لسان سلال لا يمكن أن يوصف بإعلان ترشح رسمي، لأن الترشح قرار شخصي ولا يمكن أن يتم بالوكالة، معتبرا أن الأسوأ من ذلك أن الذي أعلن هو الوزير الأول ورئيس لجنة تنظيم الانتخابات، الذي يفترض أن يكون محايدا.

أما عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم ( إخوان) فأكد على أن الترشح بالوكالة هو مقدمة للحكم بالوكالة، وأن الشعب الجزائري لن يعرف مستقبلا من يحكمه، وستتسع شبكات الفساد، وأن القادم سيكون أسوأ وأخطر بالنسبة للجزائر.

من جهته أعلن جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد والمرشح للانتخابات الرئاسية القادمة، أنه سينسحب من السباق الانتخابي، إذا تأكد ترشح بوتفليقة، لأن ذلك يفرغ الانتخابات من محتواها، ويجعلها محسومة سلفا لصالحه، معتبرا أن ما حدث هو انقلاب، وأنه لا يريد أن يكون مشاركا في الانقلاب.

وأشار موسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية إلى أن إعلان الترشح بالوكالة إهانة للشعب الجزائري، مؤكدا على انه سيواصل خوض معركة الانتخابات الرئاسية القادمة.

ردود فعل الجزائريين على شبكات التواصل الاجتماعي كانت شبه مجمعة على أن ما حدث كان زلزالا عنيفا لن تتأخر ارتداداته كثيرا، مشيرين إلى أن أولى بشائر الولاية الرابعة كانت زلزالا حقيقيا ضرب العاصمة ليلة السبت بقوة 4,5 درجة على سلم ريختر.

وتباينت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي بين السخرية واليأس، فهناك من عبر عن رغبته في الرحيل نهائيا من هذا البلد، الذي يرشح رئيسا لا يقوى حتى على القيام بحملة انتخابية، وبين من من كتب تعهدا رسميا بأنه لم يلتق سلال ولم يطلب منه ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، وآخرون رأوا أن الجزائر أول دولة ستنتخب رئيسا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك من قدم تعازيه للشعب الجزائري.