الأفغان يختارون خليفة لكرزاي في انتخابات تاريخية
الأحد, 06 أبريل 2014 00:12

مرت عملية التصويت بسلام إلى حد بعيد في الانتخابات الرئاسية الأفغانية أمس، ولم تشهد سوى هجمات معزولة على مراكز الاقتراع مع تحرك البلاد التي تعصف بها الفوضى منذ عقود صوب أول انتقال ديمقراطي للسلطة. وقتل شرطيان وأصيب آخران في انفجار قنبلة

مزروعة على الطريق في مدينة قلعة في جنوب البلاد لدى عودتهم من مركز اقتراع، بينما أصيب أربعة ناخبين في انفجار في مركز تصويت في إقليم لوجار بجنوب شرق البلاد، ولا توجد تقارير عن المزيد من الهجمات الخطيرة على انتخابات تعهد مقاتلو حركة طالبان بعرقلتها ووصفوها بأنها خديعة تدعمها الولايات المتحدة، وقال العديد من الناخبين: إنهم مصممون على أن تسمع أصواتهم على الرغم من التهديدات.

وقال حاجي رمضان بينما كان واقفا في صف أمام مركز اقتراع في كابل التي كانت تغمرها الأمطار «أنا هنا لأصوت ولست خائفا من أي هجمات. هذا حقي وليس بوسع أحد أن يمنعني».

وقد تشير الولايات المتحدة التي أنفقت 90 مليار دولار على المعونات والتدريب لقوات الأمن الأفغانية منذ ساعدت في الإطاحة بطالبان في 2001 إلى نجاحها في الترويج للديمقراطية كخطوة كبيرة باتجاه ترك بلد أكثر استقرارا.

لكن التهديدات المستمرة لطالبان والغموض بشأن نوايا باكستان المجاورة تثير القلق من أن تدخل أفغانستان إلى دائرة جديدة من العنف وتصبح مرة أخرى ملاذا لجماعات مثل القاعدة بعد انسحاب أغلب القوات الأميركية بنهاية العام. ويتوقع معظم الناس أن تكون هذه الانتخابات أفضل من انتخابات عام 2009 التي منحت الرئيس حامد كرزاي ولاية ثانية وسط أعمال تزوير واسعة.

وكلما كان تفويض الرئيس المقبل أقوى كانت أفغانستان أقل عرضة لعدم الاستقرار. ومن مباعث القلق الكبيرة أن إعلان الفائز سيستغرق عدة أشهر في وقت يحتاج البلد فيه بشدة إلى قائد لوقف العنف المتصاعد، بينما تستعد القوات الأجنبية لمغادرة البلاد.

ويحق لنحو 12 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم ويتنافس ثمانية مرشحين من أبرزهم وزيرا الخارجية السابقين عبدالله عبدالله وزلماي رسول ووزير المالية السابق أشرف عبدالغني. ولا يسمح الدستور الأفغاني للرئيس كرزاي بالترشح لفترة ولاية جديدة لكن بعد أن أمضى 12 عاما في السلطة من المتوقع على نطاق واسع أن يحتفظ بنفوذ قوي من خلال مجموعة من السياسيين الموالين له.

وحذرت طالبان المدنيين قبل الانتخابات من أنهم سيستهدفون إذا شاركوا في الاقتراع وقتل عشرات في موجة هجمات في الأسابيع الماضية. وتم نشر أكثر من 350 ألفا من قوات الأمن الأفغانية لإحباط أي هجمات على مراكز الاقتراع وعلى الناخبين، وعزلت العاصمة كابل عن بقية البلاد بسلسلة من حواجز الطرق ونقاط التفتيش.