سجال حول تصريحات منسوبة لصباحي بـ”محاكمة” السيسي حال فوزه |
السبت, 26 أبريل 2014 10:07 |
الأناضول: جرى سجال بين حملة المرشح الرئاسي المحتمل في مصر حمدين صباحي وجريدة خاصة حول تصريحات نسبتها الجريدة لصباحي بـ”محاكمة” السيسي حال فوزه. ونشرت صحيفة (اليوم السابع) (خاصة) على موقعها على الإنترنت، يوم الجمعة، تصريحات نسبتها لصباحي خلال لقاء مع مجموعة من الشباب قالت إنه توعّد فيها منافسه عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المستقيل والمرشح المحتمل للرئاسة، بـ”محاكمة” ضمن تطبيق للعدالة الانتقالية.
وقالت الصحيفة إن أحد الشباب يدعى “شريف دياب” خلال التصريحات قال لصباحي: “العدالة الانتقالية بدون محاكمة السيسى و(وزير الدفاع الأسبق حسين) طنطاوى هى عدالة منقوصة”.
ورد صباحى، بحسب ما نشرته الصحيفة قائلا إن “جرائم الدم ونهب المال العام والإفساد السياسى ستكون العدالة الانتقالية كتشريعات معنية بهم، فلن أفرق بين من جعل انتخابات 2010 مذبحة للديمقراطية، وبين المسئولين عن الدم الذى يسيل منذ 25 يناير (كانون ثان) عام 2011 وحتى الآن، ولن أنكر دماء السلميين الذين ماتوا من الإخوان المسلمين دون التورط فى عمليات إرهاب”.
وأضافت الصحيفة على لسان صباحي: “لا أعامل السيسى باعتباره مجرمًا، ولكنى أستهدف محاكمته فى إطار مفهوم معين، عندما أقوم بتطبيقه يكون عن طريق توافق مجتمعى جاد، هدفه تسوية الجراح دون فتح صراعات جديدة، لأن حرب استنزاف مصر منحصرة فى دائرة تمثلنا كجماعة منهكة لبعضها البعض، أكثر من كوننا جماعة متنوعة تسعى لتحقيق مشروع للثورة”.
وتابع أن “البعض سيؤيد المحاكمات بذلك الشكل، والبعض الآخر سيرفض بدعوى عدم الدخول فى صراع مع الجيش، ومهمتنا هنا كعقل جمعى فى وطن يسعى للتقدم أن نبحث عن حلول تراعى هذه الاعتبارات، دون تجاهل أم الشهيد بعدم القصاص لابنها، أو الدخول فى معركة مع الجيش بحسب ما يطالب البعض، لا تتحملها البلد أو أطرافها، وهذا ما يتبلور تحت عنوان هو المجتمع يتوافق، والذى يتحقق بتنفيذ العدالة الانتقالية المركبة، بداية من القصاص العادل والمحاكمات، وتنتهى بتسامح طوعى بعد الاعتراف بمسئولية أحد الأطراف عن الدماء التى سالت”.
وإثر ذلك، خرجت الحملة الانتخابية لصباحي ببيان صحفي قالت فيه:”ننفي ما هو منسوب للأستاذ حمدين صباحي خلال لقائه أمس (الخميس) بشباب الثورة”.
وأضافت الحملة أن “ما نشر حول حديث صباحي عن السيد عبد الفتاح السيسي هو كلام عارٍ تمامًا عن الصحة وملفق من الألف إلى الياء”، موضحة أن مجمل التصريحات “يحمل الكثير من المعلومات المتضاربة وهو ما يؤكد أن المعلومات التي يحتويها مختلقة تماما”.
وهو ما ردت عليه الصحيفة بمقطع فيديو مدته دقيقة ونصف الدقيقة يتحدث فيه أحد الشباب يدعى شريف دياب، قائلاً: “العدالة الانتقالية بدون محاكمة السيسى وطنطاوى (رئيس المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد بعد ثورة يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك) هى عدالة منقوصة”.
وهو ما ردّ عليه صباحي بحسب التسجيل قائلاً: “هنا لما تتكلم (تتحدث) عن عدالة انتقالية، فهذا معناه أن جرائم الدم والمصابين ونهب المال العام والإفساد السياسى وبالأخص تزوير الانتخابات هي ثلاث جرائم ستكون العدالة الانتقالية كتشريعات ومؤسسة تقوم عليهم معنية بهم، وهذا يشمل الذين زوروا الانتخابات أيام مبارك فلن أفرق بين من جعل انتخابات 2010 (الانتخابات البرلمانية) مذبحة للديمقراطية، وعن الدم وسلساله (الذي يسيل) منذ 25 يناير 2011 وحتى اليوم، ولن أنكر دماء السلميين الذين ماتوا من الإخوان المسلمين دون التورط فى عمليات إرهاب”.
ولم يحتو التسجيل بقية الاتهامات التي جاءت في خبر الصحيفة إلا أن الصحيفة قالت إنها تملك تسجيلاً آخر مدته 60 دقيقة ستنشره في حال استمرار نفي حملة صباحي.
وأثارت التصريحات المنسوبة لصباحي جدلاً كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقدها مؤيدون للسيسي بينما رآها آخرون تعكس رغبة من صباحي لاحتواء شباب الثورة الذين يطالبون بمحاكمة كل تورّطت يده في دماء ما بعد 25 يناير/كانون الثاني.
وحتى الساعة 23:05 تغ لم يصدر عن حملة المشير عبد الفتاح السيسي ردًا رسميًا حول التصريحات التي تناولت مرشحيها، إلا أن طارق الخولي، عضو لجنة الشباب بالحملة الرسمية للسيسي، قال لمراسلة الأناضول إن مثل هذه التصريحات لن تزيد أو تنقص من شخص المشير لكنها مهمة للرأي العام إذ أنها تساهم في تشكيل أفكار المصريين ومواقفهم من مرشحي الرئاسة.
وتعد هذه المرة الأولى التي تخرج تصريحات مباشرة لأحد المرشحين المحتملين تتوعّد الآخر منذ فتح باب الترشح لرئاسة مصر، إلا أن صباحي وجّه في 6 أبريل/ نيسان الجاري اتهامًاغير مباشر لمنافسه السيسي بأنه ينتمي للنظام السابق. وقال صباحي، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، “إذا كان المصريون يريدون رجل دولة فهم بالتأكيد لا يريدون دولة الرجل”.
ومضى صباحي، أحد أبرز الداعمين للإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، قائلا: “أن تكون رجل دولة هذا لا يعنى أن تنتمى لنظام ثار الشعب عليه مرتين فى 3 سنوات”. ولم تبدأ بعد فترة الدعاية الانتخابية التي من المقرر أن تستمر 20 يومًا قبل إجراء الانتخابات يومي 26,27 مايو/آيار المقبل.
ومن المرتقب أن يخوض الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة في 26 و27 مايو/آيار المقبل، مرشحان محتملان هما وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، وزعيم التيار الشعبي (كيان معارض إبان فترة الرئيس السابق محمد مرسي) حمدين صباحي.
والانتخابات الرئاسية هي إحدى خطوات خارطة الطريق الانتقالية، التي أعلنها الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، يوم 8 يوليو/ تموز والماضي، وتتضمن أيضا الاستفتاء على تعديلات دستورية (تم إقرارها منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي) وإجراء انتخابات لاختيار أعضاء مجلس النواب (في وقت لاحق من العام الجاري لم يتحدد بدقة بعد). |