حذّر الشيخ سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام من العصبية والطائفية، مشيرا إلى أنهما بداية الحروب المدمّرة التي لن تبقى ولن تذر. وأشار الشريم إلى خطورة اعتداء المسلم على دم المسلم وماله وعرضه، منددا

 بكل من يعتدي على المسلمين، وبمن يعين على الاعتداء عليهم، مذكّرا بقول الله تعالى “ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”. وبقول الرسول محمد صلوات الله عليه في حديثه الشريف “كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه” “رواه مسلم”.

وأضاف الشريم إن الاعتداء والعدوان صفة دنيئة ملؤها الحقد، وهو نار محرقة للأفراد والجماعة، مشيرا إلى أن الاعتداء والعدوان تقويض لصرح التلاحم، ومعول يهدم به البناء الشامخ، وبأنه سوء كله وشر كله، لأنه لا يحمل سوى معنى الهدم لا البناء والظلم لا العدل، والفرقة لا الجماعة.  وندّد الشريم بالمقولة المشهورة “إن لم تتغد بفلان سيتعشى بك” و”إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب”.  

وقال الشريم إن بالعدوان يكثر الخوف ويزول الأمن، وتثور الحروب ويموت الأبرياء، ويهلك الحرث والنسل، مشيرا إلى أن العدوان من طبيعة الغاب القوي يأكل الضعيف، والوحش الكاسر يلتهم الحيوان الأليف.  

واستشهد إمام وخطيب المسجد الحرام بمقولة ابن تيمية “المؤمن إن قدر، عدل وأحسن، وإن قهر وغلب، صبر واحتسب”، منبها إلى ضرورة أن تعنى الأمة الإسلامية بواقعها حق العناية، بدءا من طفولة المسلم، وتربيته التربية الحسنة لمحو صفة العدوانية التي يبتلى بها بعض الأطفال، مرورا بالشباب والمجتمعات، وانتهاء بالدول لتشملها دائرة الأخلاق الكريمة والعدل والإنصاف والمساواة.

وذكّر الشريم بأمر الله تعالى بعدم الاعتداء حتى في الدعء، في قوله تعالى “ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين” مشيدا بحرص العرب القدامى على عدم الاعتداء وفي الأشهر الحرم، وسموا من يحارب في هذه الأشهر بـ “حروب الفجار”.