قال نقيب الصحفيين بموريتانيا أحمد سالم ولد المختار السالم إن الحرية الإعلامية فى البلد مصانة بشكل كبير، لكن هنالك بعض النواقص والهنات التى يجب تجاوزها، معربا عن أسفه للتكييف القضائي الذى جنحت إليه النيابة العامة فى قضية الدعوى الأخيرة. وأضاف فى مقابلة مع موقع زهرة شنقيط اليوم الجمعة 8 ابريل 2016 "هذا لا يعني بالتأكيد أن كل شيء علي ما يرام وأن الصورة وردية بالكامل". هنالك عمل كبير ما زال علينا القيام به كضمان الحقوق المادية والمعنوية للصحفيين وانفتاح مصادر الأخبار وتوفير الحماية لهم. هذه أشياء أساسية بالنسبة للحرية.
وخلص النقيب للقول " لكن المؤسف من جانبنا هو أننا أفرطنا في استخدام هذه الحرية وهذا يصل في بعض الأحيان الي درجة التعدي علي حرية الآخرين وهذا أمر غير مقبول.
وحول نتائج المؤتمر الأخير الذى نظمته النقابة قال ولد أحمد سالم إن المؤتمر "خرج المؤتمر بتوصيات هامة من أبرزها الدعوة إلي إنشاء مرصد عربي إفريقي للحريات الإعلامية والمطالبة بتعميم قانون إلغاء حبس الصحفيين وعدم إفلات مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين من العقاب واعتبار تلك الجرائم جرائم ضد الإنسانية وزيادة حجم الدعم المخصص للصحافة واستدعاء النصوص القانونية الغائبة كقانون الإشهار وقانون الصحافة الإلكترونية".
وهذا نص المقابلة : زهرة شنقيط : ماهي أبرز أهداف المؤتمر الأخير؟
نقيب الصحفيين : أود أن أشكركم علي هذه السانحة 1ـ كما تعلمون فإن الحرية الإعلامية مسألة هامة وأساسية بالنسبة لنا كصحفيين نسعى دائما إلي الدفاع عنها ونعمل بشكل دائم من أجل ترسيخها وحمايتها. ولعل مؤتمر نواكشوط الدولي للحريات الإعلامية في العالم العربي والإفريقي وجها من أوجه مساءلة مسار الحريات وفرصة لاستعراض ما تحقق منها واستجلاء مكامن النقص وفرص استكمالها واستشراف المستقبل في هذا الصدد.
لقد المؤتمر مناسبة للصحفيين وطنيين ودوليين وهيئات صحفية عالمية لمناقشة العديد من القضايا المرتبطة بالحرية الإعلامية وتصور الآليات والميكانيزمات الكفيلة بحمايتها وتطويرها كما كانت المناسبة كذلك سانحة تم خلالها التطرق إلي الطرق الكفيلة بترقية الممارسة الصحفية تطويرا وتمهينا ولفت الأنظار إلي المخاطر التي تتهدد المهنة والتي من أبرزها عدم توفير الحماية للصحفيين أثناء تأديتهم لمهامهم ومنعهم من حقوقهم وغياب حقهم في الحصول علي المعلومة والنفاذ الي مصادر الأخبار وإفلات مرتكبي الجرائم ضدهم من العقوبة.
زهرة شنقيط : ماهي أبرز القضايا التي تم نقاشها؟
نقيب الصحفيين : كما أسلف تطرق المؤتمر إلي عدة مواضيع مرتبطة بموضوع الحريات ضمن جلسات علمية ركزت أساس علي الحريات الإعلامية بالعالم إفريقيا والعالم العربي الواقع وتحديات ثم واقع الحريات الإعلامية علي المستوى العالمي وحقوق الصحفيين والمقاولات الصحفية إضافة الي الصحافة الشبابية وموقع المرأة الصحفية. وخلالها ناقش المشاركون جملة القضايا الوثيقة الصلة بالموضوع وبشكل مستفيض قصد إشباعها تحليلا وتعميقا للتوصل إلي وثيقة شاملة تشخص الواقع وتقدم التصورات الضرورية لمعالجة كل تلك القضايا.
زهرة شنقيط : ماهي أبرز نتائج المؤتمر الأخير؟
نقيب الصحفيين : لقد خرج المؤتمر بتوصيات هامة من أبرزها الدعوة إلي إنشاء مرصد عربي إفريقي للحريات الإعلامية والمطالبة بتعميم قانون إلغاء حبس الصحفيين وعدم إفلات مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين من العقاب واعتبار تلك الجرائم جرائم ضد الإنسانية وزيادة حجم الدعم المخصص للصحافة واستدعاء النصوص القانونية الغائبة كقانون الإشهار وقانون الصحافة الإلكترونية.
زهرة شنقيط : ما هو موضوع المنتديات المقررة؟ وموقف النقابة منها؟
نقيب الصحفيين : المنتديات العامة للإعلام فكرة طرحناها علي الرئيس خلال لقائه الأخير بالهيئات والتنظيمات الصحفية لعدة اعتبارات من أهمها أن البلد بعيش الديمقراطية التعددية منذ أزيد من عشرين سنة وإن بمراحل متفاوتة من حيث الممارسة الفعلية أو شبه الفعلية. وأن الحقل تعرض لتمييع منقطع النظير إبان الحقبة الأولي من مراحل هذه الديمقراطية التعددية وإهمال في الفترة اللاحقة والتي نعيشها الآن. وهذا التميع المقصود سابقا والمهمول لاحقا شكل خطرا كبيرا علي الحقل مما دفع المؤسسات الجادة إلي التراجع في غمرة تدفق أدعياء المهنة بوتيرة مخيفة.
وفي خضم ذلك غابت المهنية وتجذرت الانتفاعية والابتزاز والاعتداء علي الخصوصيات الفردية وهيبة الرموز والثوابت الدينية والوطنية وفقدت الضوابط والأخلاقيات ومواثيق التحرير في أحايين كثيرة.
ومواجهة لهذه اللوحة القاتمة والتي تشكل خطرا حقيقيا نري أنه حان الوقت لمراجعات حقيقية وشاملة وعميقة تمكن من تحديد هوية الصحفي ووضع معايير واضحة وتنقية الحقل وتحديد خارطة طريق قادرة علي تصحيح المسار وتأمين عبور نحو صحافة مهنية مسؤولة وجادة قادرة علي أن تَتَمَوْقع في خريطة المشهد الحياتي للبلد باعتبارها ركنا أساسيا من أركان الديمقراطية الحقيقية. أما موقف النقابة من المنتديات فأعود قليلا إلي الوراء لأقول إن النقابة قامت بدراسة سنة 2011 حول الحقل وخرجت بخلاصة مؤداها أنه لا مناص من القيام بمراجعة جذرية للحقل ضمن منتدبات عامة للإعلام وتقدمت بتلك الدراسة للاتحاد الأوروبي في إطار إعلان للترشح يخص الإعلام.
وفزنا بالإعلان ضمن ملف مشترك مع شريك فرنسي لكننا عندما لم نجد من وزارة الاتصال آنذاك انسحبنا لأن الأمر مربوطة بمسألة سيادة وبمسألة الحصول علي التزام صريح من الدولة لتنفيذ التوصيات التي ستخرج بها المنتديات. وعندا سنحت الفرصة مع رئيس الجمهورية شرحت النقابة موفقها وتبني الرئيس المنتدبات ونحن الآن نعمل ضمن إجماع من كافة التنظيمات الصحفية من أجل التمكين من تجسيد هذا المطلب الذي أصبح ملكا للكل.
زهرة شنقيط : هل أنتم راضون عن مستوى الحرية الإعلامية؟
نقيب الصحفيين : في الواقع لا يمكن لأحد أن يكابر ولا يعترف بأننا نعيش هامشا كبيرا من الحرية وأننا مع الأسف نفرط في استغلاله علي نحو مخيف. لكن هذا لا يعني بالتأكيد أن كل شيء علي ما يرام وأن الصورة وردية بالكامل. هنالك عمل كبير ما زال علينا القيام به كضمان الحقوق المادية والمعنوية للصحفيين وانفتاح مصادر الأخبار وتوفير الحماية لهم. هذه أشياء أساسية بالنسبة للحرية. ولكن المؤسف من جانبنا هو أننا أفرطنا في استخدام هذه الحرية وهذا يصل في بعض الأحيان الي درجة التعدي علي حرية الآخرين وهذا أمر غير مقبول. ومن المؤسف أن قضية الزميل انجاي وجدنا ديدا الذين زجت بهم وكالة الجمهورية في السجن إثر شكوي من بدر ولد عبد العزيز وبعد تكييف القضية أمر جد خطير ومخيف ولا يبشر بمستقبل الحرية الاعلامية في البلد. زهرة شنقيط : كلمة أخيرة نقيب الصحفيين : الكلمة التي أود أن أختم بها هو أنني لا أتمني أن تكون حادثة الصحفيين بالأمس منعرجا جديدا ينبئ بمرحلة قادمة من التضييق وإسكات الصحفيين. كما أجدد مطالبة زملائي الصحفيين بالتقيد بالمهنية واحترام ضوابط وأخلاقيات المهنة المحترمة التي يمارسونها. كما أتمني أن تتم المنتديات العامة للإعلام وأن تكلل أعمالها بالنجاح لندخل مرحلة جديدة تفتح أفقا لمستقبل زاهر للصحافة في وطني. ----------
(*) تم اجراء المقابلة قبل اعتقال الزميلين جدنا ولد ديده وبوبكر ، لكن النقيب أصر على ادراج رأيه فى الملف رفضا تكييف القاضى ومؤكدا تضامنه مع الزملاء
المصدر: زهرة شنقيط