طَرِيقُ أَمْ "مِطْرَقَةُ" الأَمَلِ! | 28 نوفمبر

الفيس بوك

إعلان

طَرِيقُ أَمْ "مِطْرَقَةُ" الأَمَلِ!

اثنين, 08/08/2016 - 18:05

إِيلاَفُ سكان "الشرق" و الوسط ببلادنا لرحلتي الصيف و الخريف إلي نواكشوط  و منه هربا من الحر العنيف  و طلبا للمناخ اللطيف يُفَسِرُ الأعداد الكبيرة المسجلة في الأسابيع القليلة الماضية  للمسافرين من نواكشوط إلي تلك المناطق و  الذين أدت حوادث السير المتكررة علي ما يعرف بطريق الأمل إلي وفاة أفراد منهم غفر الله لهم  وإعاقة بعض و جَزَعِ بعض آخر شفاهم الله...!

و قد وصف البعض ممن سافر مؤخرا علي جزء غير قليل من طريق الأمل أن  حجم تناثر "أَجْثَاثِ السيارات" الخفيفة و رباعية الدفع "حديثة العهد بالمصنع" و "بعيدة العهد منه" التي تعرضت لحوادث سير علي جنبات الطريق شبيه  بانتشار جُثَثِ الحيوانات علي نفس الطريق أواخر  شهر مايو من "عَامٍ ذِي مَسْغَبَةٍ" حُبِسَ فيه المطر و انتشرت فيه الأمراض الفتاكة بالحيوانات.

و لقد قرأت تدوينة لأحد "الفَسَابِكَةِ" الشباب المشهود لهم بالتحري و التثبت و الصدق و الأمانة ذكر فيها أنه تم تسجيل  سبعة حوادث سير قاتلة لنفس زكية واحدة أو أكثر خلال الأسبوع قبل الماضي في ولاية لعصابة وحدها مما أصاب السكان و خصوصا النساء بما يشبه "فُوْبْيَا الطًرِيقِ" حتي انتشرت في وسطهن عادة الصوم عن الكلام طيلة سفرهن أو سفر أفراد أسرهن انقطاعا للتضرع إلي الله بالدعاء بالسلامة و النجاة.!

و كي لا تتحول طريق الأمل إلي مطرقة تَدُقٌ و تَهْشِمُ السيارات علي أجساد ركابها فإني  و إن كنت أضم صوتي إلي أصوات بعض المَفْجُوعِينَ المطالبين  بإيقاف كل مشاريع بناء "بُنَيًاتِ الطرق" إلي غاية إصلاح و توسعة الشريان المروري الأول بالبلد فإني مشدد أساسا علي ضرورة اتخاذ الإجراءات الإستعجالية الخمسة التالية و التي من شأنها التخفيف العاجل الملموس من اعداد و ضحايا حوادث السير عموما بالبلد:

أولا: تخصيص فرقة متنقلة" Equipe mobile/flying squad"  من المؤسسة الوطنية لصيانة الطرق  للتدخل السريع من أجل معالجة الحُفَرِ و تَآَكُلاَتِ جنبات طريق الأمل و تحييد السيارات المتعطلة طيلة موسم ذروة السفر عبر  هذه الطريق ؛

ثانيا:تنظيم حملة صارمة للتدقيق في رخص سائقي سيارات نقل البضائع و باصات النقل الجماعي للمسافرين و ذلك لما هو متواتر من أن إدمان السرعة المفرطة لبعضهم و نقص الخبرة لدي البعض الآخر  هما من أهم أسباب حوادث السير؛

ثالثا:زيادة عدد نقاط التفتيش التابعة  للقطاعات المكلفة بأمن الطرق طيلة موسم الذروة من أجل الاضطلاع بمهمتي توجيه السائقين إلي التخفيف من السرعة  و تنبيههم إلي أماكن الخطر بالإضافة إلي الصرامة في ردع مخالفات الإفراط في السرعة و التفريط في ضرورات السلامة الفنية للسيارات؛

رابعا:فتح نقاش بين الفقهاء و أهل الاختصاص يحظي بتغطية إعلامية واسعة بكل اللغات الوطنية حول ما ذهب إليه بعض العلماء من أقطار إسلامية أخري  من أن تجاوز سقف السرعة  خَطً 120 كلم/الساعة  يُعتبر شروعا في القتل و كل حوادث السير القاتلة التي قد تنجم عنه تعتبر قتلا عمدا؛

خامسا:  مراجعة اللوائح الناظمة لمنح رخص سياقة السيارات ابتغاء تطهير كل ثغرات التساهل  و سد كامل  منافذ قابلية التزوير و خصوصا بالنسبة لرخص سياقة سيارات النقل الجماعي للمسافرين و شاحنات نقل البضائع.

المختار ولد داهي،

سفير سابق