أ.د. علي الهيل
للأسف في التشخيص العام؛ تاريخ المنطقة العربية عامر بالهزائم والأزمات التي ما تزال آثارها المدمرة ماثلة أمام شعوب المنطقة. لعلّ أهم ما ميز هذه الهزائم و الأزمات أنها حدثت ونجح أصحابها سواء علم بها أهل المنطقة مسبقا أم لم يعلموا مما يؤشر الى حالة عجز دائم عن الفعل.
لذلك بقيت المنطقة العربية وبقي أهلها في موقع المفعول به. على من يتصدرون مراكز القرار ويحتكرون الحكم والسلطة أن يحذروا ويستحضروا المطلوب إعداده للأنتقال من موقع المفعول به.
من الخطوات المطلوبة المقترحة هي دعوة المنظمات الاسلامية التي لاتخضع الى سطوة الحكومات لا الشيعية و لا السنية (لا أدري إِنْ كان ذلك ممكناً) بتشكيل لجان علمية متخصصة موضوعية حيادية لمراجعة النصوص التي تخالف روح الاسلام و إزالتها من الكتب المنهجية. ثانيا؛ باعتبار أن المذاهب السنية صاحبة أكبر عدد من الأتباع في العالم، أرجو الإعتراف من هذه اللجان العلمية أن الإسلام يتدهور ، فكرا وعقيدة وتطبيقا، وسط المجتمع السني و الشيعي على السواء.
إذن لا بد من البحث عن أسباب هذا التدهو، ومحاولة إصلاحه، فالزنا وشرب الخمور واللواط باتت حقوق إنسان، و تنتشر علنا في أماكن محمية في أغلب الدول الاسلامية، عدا السعودية وقلة قليلة جدا من الدول الإسلامية ومع ذلك فالسعودية يجب أن تستمر في إعطاء صورة ناصعة عن الاسلام في ظل الإصغاء لبعض قادة الرأي السعوديين و هم من السنّة (كالدكتور خالد الجديع من جامعة الإمام محمد بن سعود و الذي أشيع أنه تم فصله من الجامعة بسبب آرائه) بشأن مراجعة النصوص الدينية و مطابقتها مع فقه الواقع المتغير. ثالثا؛ يجب تقنيين الفتوى واختيار المفتي يجب أنْ يخضع لشروط قاسية تمليها مصلحة الامة الاسلامية.
أستاذ جامعي و كاتب قطري