في وجْهِ هذه الهجَمَات المَسْعُورة التي ما فتئتْ بعضُ الجِهات الغرْبية - وأذيالها المندسين بيننا- تحاولُ من خلالها المسَّ- عَبَثا – بالهالة القدسية التي تحيط بالصورة المُثْلَى لنبينا الكريم محمد عليه الصلوات والسلام، لا بد أنْ ندافع بالحَرْفِ عنْ سَيِّدِ الحَرْفِ، بل سيد الخَلْقِ.
فرغم أنَّه صَرَفَ حُرّاَسَهُ المُسَلَّحِينَ بالسُّيوف، عندما أخبره اللهَ تعالى أنه عصَمَه من الناس، وكفَاهُ المُسْتَهْزِئينَ، فإنه كان يُشَجِّعُ حُرَّاسَه بالقَوَافِي، علَى المُضِيِّ قُدُمًا في المُنَافَحَةِ عن صُورَتِه وصُورَةِ الإسْلام، التي يُحاوِلُ كُفَّارُ ذلك الزمان أنْ يَنَالُوا منها بكَلِمَاتِهم اللعِينةِ، إيمانًا مِنْه بفاعلية الفنِّ، سلبا وإيجابا، في معركة الفرقان الأزلية بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين الجمال والقبح ..فهو "أفصح من نطق بالضاد ولا فخر"، ولذك كان يحفِّزُ شاعِرَه الأوَّلَ: حسَّان بن ثابت بأنَّ روحَ القُدُسِ معه، حين يَمْتَشِقُ القوافي، في وجْه خُصوم الرسالة السامية، التي يريدون أنْ يُطُفِئُوا نُورَها بأفْوَاهِهِمْ "واللهُ مُتِم نُوره ولوْ كَرِهَ الكافِرونَ".
نَحْنُ أحفاد شاعرِ الرسول صلى الله عليه وسلم، لنْ يُباركَ روحُ القدُسِ كلماتِنا إنْ نكصتْ يوم المُنافَحَةِ عنْ جِنَابِه الطاهِرِ، أوْ تَقَوْقَعَتْ حوْلَ أغْراضِها المَألوفةـ التي تظلُّ- مَهْمَا كانتْ أهَمَّيتها- تافِهةً، بالمقارنة مع قدسية الدفاع بالحرْفِ عن سيد الحَرْفِ، وفي هذا السياق كتبت سابقا:
شِعْري صَدى الرُّوح..يهمي.. عابق الجُمَلِ
حُبًّا.. وإنْ سِــيـئ طَـــــهَ.. فَــــارَ.. بالشُّعَلِ!
يا نَـــــافِــخًا.. قَمَــرَ الدُّنْــــــــيا.. لِيُطْفِــئَـهُ
نَفَخْتَ رُوحَكَ.. مُتْ.." يـا نـاطِـــحَ الجَبَلِ"!
يا سَيِّدَ الحَــرْفِ.. هَـذي أحْــرُفِي.. شُهُــبٌ
إنْ نـافَـــحَتْ عَنْكَ.. رَجْــمًا.. أيْنَعَتْ جُمَلِي!
يا زارعَ الحُبِّ.. دِيـــنًا.. شَـعَّ.. فـي دَمِـــنَا
في الأرْض.. بَعْضُ فُلـــولِ الحِقْد.. لَمْ تَزلِ!
يا صُــورَةَ الطُّـهْر.. في أسْـــمَـى قَداسَـتِها
إذا رَمَــــتْـك يَــدٌ.. وَا لَعْــــنَةَ الشَّـــــــــــلَلِ!