بات العديد من المواطنين الجزائرين يلجأون إلى المشعوذين بحثا عن علاج لأمراضهم، بدلا من التوجه إلى الأطباء، نظرا لتدني مستوى الخدمات الطبية العامة في الجزائر وارتفاع كلفتها في المستشفيات الخاصة، ما يجعلهم يقعون ضحية للنصب والاحتيال في كثير من الأحيان.
و أظهر انفجار ما يسمى بقضية “الدواء المعجزة” الذي يزعم صاحبه أنه يعالج مرض السكري، حجم هذا المشكل، ووضع وزير الصحة الجزائري في مأزق كبير. وطرح هذا الدواء، الذي يحمل اسم “رحمة ربي”، في الأسواق خلال شهر دجنبر الماضي، وتم الترويج له في قناة تلفزية خاصة، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى فضيحة لم تكن في حسبان وزارة الصحة الجزائرية.
وبمجرد طرح “الدواء المعجزة” في السوق، اصطفت طوابير من المواطنين الجزائريين أمام الصيدليات لشرائه، ما أدى إلى ظهور سوق سوداء أصبحت تبيع الدواء بأربعة أضعاف سعره الحقيقي،حسب جريدة “لوبارزيان” الفرنسية.
وشن الأطباء الجزائريون حملة شرسة ضد الدواء، خاصة أن صاحبه لم يحصل على ترخيص من السلطات المعنية لتسويقه، ونعتت الصحافة الجزائرية صاحبه بـ “نصاب ينتحل صفة طبيب”، كما تعالت الأصوات المطالبة باستقالة وزير الصحة، عبد المالك بوضياف. ولتدارك الموقف، سحبت السلطات الدواء من السوق.
وندد رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى السكري، مراد سمروني، بعملية “الاحتيال”، التي وقع ضحيتها عدد كبير من المواطنين الجزائريين، وبالدعاية التي خصصت لهذا الدواء، والتي قدمته على أساس أنه “علاج معجزة”، ما دفع بالكثير من المرضى إلى التخلي عن أدويتهم واللجوء إلى هذا المنتج، وفق المصدر ذاته.
وبعد مرور أيام قليلة على منع هذا الدواء، اكتشف الجزائريون فضيحة طبية جديدة بعدما أعلن شخص فتح “عيادة” للعلاج بالرقية من المس بالجن، ومن بعض الأمراض النفسية.
وجاء رد فعل السلطات الجزائرية سريعا هذه المرة، فقامت بإغلاق العيادة الوهمية الشيخ أبو مسلم بلحمر، والتي كان حضر افتتاحها عدد كبير من الشخصيات الفنية والإعلامية في البلد.
وتنقل وسائل الإعلام الجزائرية يوميا حوادث يتسبب بها المشعوذون في مجتمع ينتشر فيه اليأس من الخدمات الطبية، سيما في صفوف المصابين بأمراض نفسية.
صحف جزائرية