وانتهت للتوّ مقابلة أجرتها الوطنية مع عضو مجلس الشّيوخ الشيخ ول سيد ول حنّنّ، شاب دكتور أخصّائي فى أمراض الأنف والأذن والحنجرة نظيف اليد، عرفته كمواطنة أراجع أحيانا القسم الذى يعمل فيه وذلك قبل دخوله مجلس الشيوخ، مارأيت طبيبا قطّ فى بلدنا أرحم منه مع المرضى ولا أحسن خلقا، حتى أنه ينهى مقابلات ذوي الأرقام المحدّدة ثمّ يستقبل من لم يجد رقما وحين يخرج بعد انتهاء الدّوام تجد أشخاصا يشدّون لباسه أيمن وأيسر قدموا لتوّهم فيرجع معهم للمكتب ويعالجهم! هذه شهادة لوجه الله.
فيما يخص مقابلته الصّحفية كانت متّزنة عبّر فيها عن رفضهم للتّعديلات عبر المادّة 388، وقال أن تلك التّعديلات يعتبرونها سقطت ويجب على النّظام أن يتخطّى الموضوع إلى ماهو أهم أي معركة التّنمية ولا داعي لإعادة تمريرها بطرق غير شرعية، وكان عليه أن يصرف الجهود للمصالحة الوطنية عبر حوار شامل، وقال أنّهم لم يلتزموا للرّئيس ولا لغيره بالتصويت للتعديلات، وأنّ التصويت هو مسؤوليتهم أمام ناخبيهم والمقاطعات التى يمثّلونها ودافعهم الوحيد هو المصلحة العليا للبلد، كما ردّ على القائلين بأن تصويتهم كان خوفا على فقد وظائفهم ورواتبهم قائلا أنه حسب المجلس الدّستوري سيتمّ تجديد الأجزآء الثلاثة دفعة واحدة ومن الصّعب رجوع نفس الأشخاص، إذ من بينهم من سيحال للتّقاعد وآخرون لن يترشحوا وحتّى من سيترشّح لا شيئ يضمن نجاحه! وبالتّالى يعتبرون قصّة الرّاتب منتهية! ولكنّهم يرون أنّ غرفة الشيوخ مهمّة لتوازن السلّط خصوصا أن رئيس الجمهورية لا يمكنه حلّها، وأساسية فى الدّيمقراطيات النّاشئة، وتسمح بقراءة ثانية للقوانين، وفى حالة حلّها وبقاء غرفة النّواب لوحدها تكون القراءة الثانية لرئيس الجمهورية وبذلك تطغى السّلطة التّنفيذية على التشريعية، وأيضا فى حالات كحجب النّواب الثّقة عن الحكومة يمكن لغرفة الشيوخ أن تلعب دور التّشريع لوحدها كي لا يتوقّف هذا الأخير، ومن الصّعب فى ظلّ وجود غرفتين التحايل على الدستور أو التّلاعب به من طرف السلطة التّنفيذية ! ودعى إلى حوار شامل يخرج البلد من أزمته يلعب مجلس الشيوخ دور الوسيط فيه لتنوُّع انتماآتهم الحزبية!
**** الأستاذة خديجة بنت سيدينا