خطر الانقسام كابوس يواجه أوروبا الجديدة
السبت, 03 مايو 2014 20:31

Steinmeier-and-Ashton_1_Hanشتاينماير وزير الخارجية الألماني يحذر من خطر الانقسام الذي يواجه أوروبا الجديدة، في لقائه لمناقشة الأزمة الأوكرانية مع كاترين أشتون مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي. الأزمة الأوكرانيا تلقي بظلال كثيفة على الاتحاد الأوروبي، 

فالتحول الذي أخذته الأزمة في أوكرانيا على الأرض بداية من احتجاز رهائن تابعين لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي،  ومروراً بتطور العمليات العسكرية من جانب طرفي الأزمة هناك، كل هذا جعل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير والسيدة كاترين أشتون مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي أن يتقابلا في اجتماع طارئ ببرلين لمناقشة تداعيات الأزمة على الساحة الأوروبية، وقد جاء هذا اللقاء في أعقاب لقاء شتاينماير مع الرئيس السويسري ديديي بوركالتر في سويسرا، وذلك ضمن رحلاته المكوكية لمناقشة الأزمة وخطورتها على أوروبا.

أوروبا الجديدة وكابوس الانقسام انقسام أوروبا كابوس تتخوف منه ألمانيا، فهذا الكابوس جعل شتاينماير يؤكد على أهمية العودة إلى اتفاق جنيف قائلاً: “إن الأحداث على الأرض حالت مرارا لتنفيذ اتفاق جنيف، كما أن هذه الأحداث مازالت تقف عائقاً أمام أي حوار جاد .

لذا يتعين علينا القيام بالعمل المتوازي في الوقت الراهن على حد سواء. من جانب حل قضية الرهائن من خلال تعاون مشترك، وعلى الجانب الآخر التفكير حول كيفية تفعيل اتفاق جنيف. وهذا هو جوهر حديثنا اليوم، وبالطبع نناشد كل أطراف النزاع داخل أوكرانيا بأن تتوقف عن العنف، الذي نراه للأسف مرة أخرى هناك، والعمل على العودة إلى اتفاق جنيف”. نفس السياق دعت أشتون إلى حل الأزمة : “يجب عليناالتأكد من أنه يمكن التوصل إلى حل مناسب للأزمة في أقرب وقت. “.

إن أي توسع في استخدام العنف، وأي تطور مسلح على الأراضي الأوكرانية سوف يؤثر بالسلب على منطقة الاتحاد الأوروبي، وهذا ما جعل وزير الخارجية الألماني شتاينماير يؤكد على أهمية نزع سلاح الجماعات المسلحة الغير شرعية، وإنهاء الاحتلال للمباني الحكومية في شرق أوكرانيا، وأضاف أن الوضع مازال قابل للنقاش، وانه مازالت هناك فرصة للجميع بالجلوس على مائدة التفاوض، كما أن الوضع ليس في حاجة الآن لنشر قوات حفظ السلام هناك.

إلا أن شتاينماير حذر في نفس الوقت من تفاقم الأزمة في أوكرانيا، وأكد على أن تفاقم الأزمة سوف يضع أوروبا الجديدة على حافة الانقسام، وهذا تحدي يواجه الوحدة الأوروبية، وأن هذا الخطر مازال قائماً، وهذا ما جعل أشتون تطالب بوقف العنف الدائر هناك، وأضافت أن ما يحدث حاليا في شرق أوكرانيا أمر غير مقبول. “ومن الأهمية بمكان أن العنف الدائر على الأرض ينتهي في أسرع وقت.”.

الدبلوماسية الألمانية بين شقي رحى النقد الأمريكي والضعط الروسي على الرغم من أن الدبلوماسية الألمانية تحاول احتواء الأزمة الأوكرانية، وذلك من خلال الحل السياسي والسلمي مع تجنب الصراع المسلح، إلا أن هذا الموقف الألماني والذي يمثل وجهة نظر معظم دول الاتحاد الأوروبي يلقى نقداً شديداً من الجانب الامريكي، وإن كان هذا النقد لم يأتي بشكل مباشر من الإدارة الامريكية. وكما جاء في (شبيجيل أونلاين)، أنه قبل وصول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مباشرة إلى واشنطن، في الأول من مايو/ أيار، خرج أحد (صقور) السياسة الامريكية، وهو السناتور الجمهوري جون ماكين ينتقد سياسة ميركل، وذلك في كيفية معالجتها للأزمة الأوكرانية، وفي كلمات حادة صرح بأن هناك غياب للقيادة في برلين، وهذا شئ في غاية “الحرج” على حد قوله، وأن اللوبي الصناعي له تأثير في القراراتالسياسية هناك،كما أن موقف الدول الأوروبية متساهل ازاء روسيا.

هذا النقد من السيد ماكين لطريقة السياسة الألمانية في معالجتها للأزمة الأوكرانية بالدبلوماسية والطريق السلمي، لم يكن إلا تعبيرا عن وجهة نظر الإدارة الامريكية بطريق غير مباشر، ونقدها للسياسة الألمانية بشكل خاص، وسياسة الاتحاد الأوروبي بشكل عام. أما روسيا قررت من جانبها ممارسة ضعوط مماثلة على المعسكر الغربي، والغريب على الرغم من أن امريكا هي التي تقود هذا المعسكر، وتنتقد السياسة الألمانية في معالجتها الدبلوماسية للأزمة الأوكرانية، إلا أن الضغط الذي تمارسة روسيا من جانبها، وذلك في الرد على العقوبات التي تقودهاامريكا مع الغرب ضد روسيا ، فلمتضرر منه بشكل مباشر هي ألمانيا.

فتهديد بوتين باستخدام الغاز ورقة ضغط يضع ألمانيا في مأزق، وآخر أوراق الضغط التي رفعها بوتين مؤخراً، هي التهديد بمقاطعة صناعة تكنولوجيا المعلومات، كما ورد في صحيفة (التاجس شبيجيل).فالعلاقات الاقتصادية والجغرافيا السياسية التي تجمع بين روسيا وألمانيا، تجعل من ألمانيا أول من سيتأثر بأي إجراء مضاد تأخذه روسيا ضد المعسكر الغربي. هاني غانم

فيديو 28 نوفمبر

البحث