جنوب إفريقيا ...الأرملة اليتيمة الثكلى
السبت, 07 ديسمبر 2013 22:13

مهلا هنا مقبرة " الشعر والفن " وحيث يرقد نزار قباني ومعروف الرصافي وديمي منت آبه وحيث أديم الأرض شعرا وطربا هنا ظهر *خبر عاجل* فى زيارة خاطفة للمقبرة السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون السلام عليكم ياروضة القريض ياشاعر

المرأة يانزار لاجديد مفرح : سوريا أصبحت سوء رياء ودمشق صارت دم شق وجهها عبوس وأجفانها كئيبة وجيدها مكسورو منزلكم القديم صار مقبرة للأطفال وحرائر الشام بين شارع يصارعن عاديات الزمن ضبحا على الأرض وقدحا على طريق الأمل أملا لقمة العيش فى بلاد شنقيط حيث الفقراء يجودون بماعندهم وحيث السياسيون مشغولون بعرس *بدن وسيني* فى انتظار إنتهاء شهر العسل أو عل الأقل مروك إسبوع طال إنتظاره نزار نزار وإفريقية كسفت شمسها وخسف بدر تمامها نزار نزار لقد رحل نيلسون مانديلا إلى عالمكم نزار أرجوك بصوتك الشجي أنشدها وغنيها يامنت آبه في مدخل " السمراء " كان لقاؤنا.. ما أصعب اللقيا بلا ميعاد عينان سوداوان.. في حجريهما تتوالد الأبعاد من أبعاد هل أنت إفريقية؟ .. ساءلتها قالت: وفي كيبتاونو ميلادي . . ما أغرب التاريخ.. كيف أعادني لحفيدة سمراء من أحفادي أماأنت ياإبن عبد الغني-معروف الرصافي- يتساءل *خبر عاجل* وعن اللقيا *مأصعب اللقيا بلاميعاد*هل هي كما سمعنا من ذاك الصوت المبحوح الباكي الذي يكسر جدار صمت وهدوء المقبرة ويبوح بمواجع تلك اللقيا: لـقيتها لـيتني مـا كـنت القاها تـمشي وقـد أثقل الأملاق ممشاها أثـوابـها رثّـةٌ والـرجل حـافية والـدمع تـذرفه فـي الخدّ عيناها بـكت مـن الفقر فاحمرّت مدامعها واصـفرّ كالورس من جوع محيّاها مـات الذي كان يحميها ويسعدها فـالدهر مـن بـعده بالفقر أشقاها الـموت أفـجعها والـفقر أوجعها والـهمّ أنـحلها والـغمّ أضـناها فـمنظر الـحزن مـشهود بمنظرها والـبؤس مـرآه مـقرون بـمرآها آه أيتها السمراء لقد حق لك أن تبكين بل وتنتحبين كيف وكيف لا وأنت تترملين بل وتفقدين زوجك الحنون الوقور الصبور زوجك الذي أبى للبيض إنتهاك حرمة عرضك .زوجك الذ ي لبى نداءك عاجلا عندما ناديتك بأعلى صوتك *واماديبا* . كان الزواج فى الذاكرة والدم مهره التضحية من أجلك و شهر عسله 27 سنة من السجن بأيامها ولياليها السود –ومن أجل السود- بين سجني بولسمور وفيكتور فيرستر. فى تلك السنوات أعطى *تاتا* للعالم ولسجانيه دروسا فى الموت على المبادئ والحياة من أجلها وألف بل وجسد فى *أدب السجون* و*أدب النضال* ماعجز عنه الماهاتما غاندي أيام *الساتيا كراها* مانديلاالذي كان رمزا للحرية والإنسانية والكرامة مانديلا العندليب الأسمر الذي تغزلت به قمريات السلام مانديلا الذي كان رأس مال وقيمة مضافة عالية فى مجال التحرر وصناعة الشعوب مانديلا إبن جنوب افريقيا البار الذي قدم مماته قبل حياته من أجلها مانديلا الذي ترجم بأفعاله ومواقفه كلمات الشابي:إذ الشعب يوما أراد الحياة....... مانديلا الذي كان مضادا حيويا للعنصرية كانت *لا*إسمه –نهاية إسمه- تحمل الكثير من اللآت: لا للعنصرية –لاللتراجع عن المبادئ-لالبيع قضية السود- لاللظلم والضيم ولاحقا لاللإنتقام ولا لفتح جروح الماضي . لقد كانت عباراته الشهيرة دليلا على إستماتته من أجل قضية أمته ودستورا خالدا غير قابل للتغيير : - الحرية لاتعطى على جرعات فالمرء إما أن يكون حرا أولايكون -إذا خرجت من السجن فى نفس الظروف التي أعتقلت فيها فإني سأقوم بنفس الممارسات التي سجنت من أجلها . - الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم والشجعان لايذوقون الموت إلا مرة واحدة نعم إنه ماديبا الذي : يشبه الثائرين فى القول والفعل كما يشبه الغراب الغرابا – ليس من باب التنقيص بعد- لقد كان مانديلا أبا لايميز بين الإبن والربيب *الأبيض*–الذي إعتبره فيما بعد أخا شقيقا لكل أبناء جنوب إفريقيا فقد كرس فترة رئاسته من أجل بناء دولة ديمقراطية ذات مجتمع مدني متجانس وأوجد للقانون اللائق مكانته اللائقة كما ركز بشكل موازي على نفض غبار ومخلفات الماضي بطريقة لاتزكم أحدا وعاش هموم شعبه بدءا بمحاربة الفساد والسيداء والبطالة وووووو بل و أسس لمفهوم التناوب السلمي على السلطة عن طريق تجديد الطبقة السياسية أو بالأحرى فتح المجال أمام الكل دون* الإعتزاز الديكتاتوري* بالمكانة التي يحظى بها معتبرا أن الفضل فى ماحدث من تحرر يعود للجميع حيث إمتنع عن الترشح لفترة رئاسية ثانية . مانديلا اليوم وقد رحلت عن عالمنا وكما كنت قد فعلتها لك حياتك أفعلها لك بعد مماتك : أرفع لك القبعة وإشارة رابعة وألوي لك العمامة وأخلع لك الخفين. ماديبا كما تعرف ويعرف الجميع فى التاريخ أن المسلمين ذات عام هاجروا إلى الحبشة طلبا للأمان وهو نفسه ماحدث مع أخلاق إسلامية سامية ضاقت بها بلدان المسلمين ذرعا فهاجرت إلى جنوب إفريقيا وإستفرت بالتحديد فى مخك وكريات دمك. فياترحمي على أخلاقك ومبادئك وتضحياتك ومواقفك تجاه العالم وخاصة العالم العربي والإسلامي فرب أخ لم تلده أمك إسمحيلي أيتها الأرملة اليتيمة الثكلي *جنوب إفريقيا* أن أواسيك فى مصابك الجلل: هاذو لخيام إلى إخطاو*** من ذاك الحد الفيهم عالم ملانه لاخطاو ****إعلي مانسميهم خيام جنوب إفريقيا –ماني لاهي نسميهم- ماهي تكسيحة بعد الهم غير الآمن أخلاك* ماديبا* ذاك اللي وارد فيه حي أميت : ظامر ومشنكر بيهللي ***غابنتو وذنو فى العيشه ...........

بقلم محمد سالم ولد محمد باب