على هامش الاحتفال بالتهميش “أكذوبة 8 مارس”
الأربعاء, 12 مارس 2014 18:56

زينة أيت يسين*IMG-20140309-WA0000

واش حنا كنكدبو ف مارس ؤلا أبريل ؤلا ديما؟؟ بمجرد اقتراب “8 مارس”، إلا وتجد الاستعدادات جارية على قدم وساق… الجميع يسابق الزمن للاحتفال بالتهميش … حداثيون، ليبراليون، إسلاميون، يساريون، لا منتمون…

أيا كان التوجه لا يهم، المهم هو أن هذه التيارات تتفق جميعها على أن هده فرصة استثنائية لتظهر مدى احترامها للمواثيق الدولية، ومدى تشبعها بقيم الديمقراطية، و مدى إيمانها وتدينها.

الإسلامي يعتبر تكريم المرأة ضرورية، ومرجعه في ذلك القرآن الكريم الذي سبق وكرمها قبل 15 قرنا من الزمن كزوجة، وأم،ووو. والغريب أن كل شيء تتوصل إليه البشرية من بحوث وعلوم إلا وتجدهم يقولون لقد ذكر هذا في القرآن منذ زمن، فلماذا لم يطبق إذن قبل ذلك التاريخ؟ مسلمون بالفطرة ويتهاونون في تطبيق الشريعة. الحداثي الديمقراطي هو الآخر يرى أن المرأة مثلها مثل الرجل يريد أن يتساويا  ليس فقط في القدرات و الفكر والمؤهلات بل في كل ما جعله الله مختلفا بين الجنسين. وبين هذا وذاك الذي لم يذكر، نجد فعلا أن هناك كائنا إنسانيا مهمشا محتقرا معنفا مقصيا، نجد امرأة تستغلها جميع الأطراف لتحصيل نقاط قد يكون هدفها أي شيء إلا الدفاع عن المرأة.

إن كان المجتمع والرجل يظلمان المرأة ويحتقرانها إلا أن لها نصيب الأسد فيما آلت إليه أوضاعها، فهمها الخاطئ للدين، سلطة المجتمع وسلطة الرجل وعدم استطاعتها التمرد على بعض العادات والأعراف أسباب جعلتها تحتقر نفسها وتطلب “عا شي ولد الناس استرها باش متقالش عليها بيراة ، واش ف دار والديها مامستوراشت”؟؟؟

هناك من يقول يجب احترام المرأة، لأن أمك امرأة، وآختك، زوجتك، بنتك… كلهن نساء، إذن:” احترم بنات الناس كفما كتحترم بنات الفميلا”، هنا يطرح سؤال عريض:  هل الرجل الذي وجد نفسه منذ بزوغه النور في المركبات الاجتماعية، أو في الشارع، أو حتى داخل بيته هذا الرجل “لي مقطوع من شجرة ما عندو لا حنين لا رحيم” هل رفع عنه القلم ومسموح له أن يغتصب و يتحرش ويسرق النساء؟؟؟، طبعا نعم  مادام عنصر  الاحترام غير متوافر وغير مبني على أساس المبادئ الإنسانية، ومبني فقط على مشاعر التعاطف و الشفقة.

دعونا من الصحافة والإعلام، ومن المجتمع المدني والنظام، ولنسافر عند امرأة في أعماق جبال الألبان.. امرأة تناضل لا من أجل المساواة مع الرجال بل فقط من أجل التعادل مع الزمن.. امرأة لا تنتظر 8 مارس أن ينصفها، لأنها تحتفل بإقصائها كل يوم، ولا 14 فبراير لتعبر عن خيبة طالتها من سراب حب لم يكن له وجود، ولا 21 مارس لتعبر عن ألم فقدان جنينها وهي محمولة على  بغل وسط الوديان، ولا عن جميع الأعياد التي تستعرض فيها المرأة  لتملأ فراغا في مواد الإعلام… نحن في ضيافة امرأة لا تؤمن إلا بعيد الإهمال تعرفه جيدا، وليست بحاجة لتعداد الأيام، الإهمال يأتيها صباح مساء تعايشت معه كمرض عضال، امرأة لا تعرف معنى الخيانة والحرمان، ليس لأنها لا تفهم في هكذا أمور، بل لأنها لا تملك وقتا للتفكير ، ليس لأنها سيدة أعمال، بل لأنها غارقة  في الأشغال. هذه المرأة حصلت و بدون نضال على المساواة  مع الرجال لكن ليس في حقوق الإنسان بل في الواجبات و الالتزام. هذه هي المرأة التي أراها من الأولى أن نهتم بها و أن نرفع القبعة احتراما لها.

خطاب 9″ مارس” المجاور لـ 8″ مارس”، جاء بمجموعة من الأمور الايجابية، لكنها لم تترجم كلها بعد إلى الواقع المعاش و “لا زربة على صلاح”، و تبقى أوضاع المرأة على ما هي عليها، “ؤ الضصرات التجؤ للقضاء لمعجبهومش الحال”.

إن الحركات النسائية وبعض الجمعيات التي تدور في نفس الفلك لمشكورات على مجهوداتهن، لكن لا يجب أن  يبقى دورهن مركزا عند الحريات الفردية والمساواة التي يستحيل أن تكون، بل هناك أمور أهم كالتعليم و التربية و التثقيف، و التي بدونها لا تستطيع المرأة أن تتقدم خطوة إلى الأمام.

نحن أيضا كأفراد مطالبون بتغيير عقلياتنا المتحجرة، المتخلفة الغارقة في ظلمات الأزل، بمثل هذه العقليات لا نريد الاحتفالات، بل نريد الثائرات، اللواتي كرمهن الله باعتبارهن جزء من الحياة. أنتن يا نائمات استيقظن وعشن الحياة والحياة ليست فقط الزواج وتربية البنات. الحياة نضال من أجل الكرامة و الثبات. الثبات على عدم التنازل عن الحقوق و القيام فقط بالواجبات. أنتن يا نساء مني إليكن أجمل التحيات كنتن، ومازلتن، وستبقين من أسمى المخلوقات في أعين المؤمنين بالإبداع و الحريات.

* ناشطة امازيغية مغربية