ديمقراطية واحدة لأمة واحدة |
الخميس, 01 مايو 2014 21:48 |
في مثل هذا الوقت من عام 1968 نزلت إلى شوارع باريس جموع من النقابات والطلاب والأحزاب ترفع شعار «عشر سنوات تكفي». وكان المقصود بذلك شارل ديغول، الذي أمضى عقدا في الحكم، جعل فرنسا خلاله الدولة النووية الثالثة، واقتصادها أقوى للمرة الأولى من اقتصاد بريطانيا في العصور الحديثة، وعقد المصالحة التاريخية الكبرى مع ألمانيا، وأسس الوحدة الأوروبية، وأخرج فرنسا من الجزائر، وحوَّل الفرنك من عملة هزيلة إلى عملة صعبة. ومع ذلك، قالت اليافطات «عشر سنوات تكفي». ورُفع الشعار نفسه في لندن في وجه الملكة فيكتوريا الثانية، أي مارغريت ثاتشر. مبروك للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهنيئا للعرب والعروبة، والماجدين والماجدات، بالمهرجان الديمقراطي المتنقل من المشرق إلى المغرب. بلاد العرب أوطاني. انتخابات – انتخابات – انتخابات. في الجزائر ماذا؟ انتخابات. في سوريا ماذا؟ انتخابات. في العراق ماذا؟ دولة القانون. في مصر ماذا؟ ليلة البحث عن مصر. في لبنان ماذا؟ بلادي وإن جارت علي عزيزة. قبل سقوط السوفيات كانت كل دولة في أوروبا الشرقية تسمي نفسها الجمهورية الديمقراطية. الأخ معمر طبع على بطاقته كل الألقاب الاشتراكية والجمهورية والإمبراطورية، وجلس يقشر بزر (لب) بطيخ، ويعلق منصّات الشنق في حرم الجامعة. لكن إذ تتأمل الآن ملحمته التاريخية فلا بد من تسجيل ميزته الكبرى، أو العظمى، وهي أنه لم يدع مرة إلى انتخابات أو استفتاء. الشعب ممثله اللجان. أنا شخصيا خائف على فرص بشار الأسد من ستة مرشحين، خصوصا منهم مرشح حلب. في هذا الجو الرائق والمناخ الرقراق، ترتفع حظوظ الزعامات الكبرى. ستة مرشحين دفعة واحدة، يحظون بمباركة مجلس الشعب. ومبهرة انتخابات العراق. وقد بحثت بين المراقبين الدوليين فلم أجد الرئيس جيمي كارتر، ولا ابتسامته التي كان قد تصور بها في ديمقراطيات السودان. عاد البشير والترابي إلى التقاط الصور معا، ويبدو خلفهما الجنوب. منعشة الديمقراطية العربية. منعشة ولذيذة مثل الكازوز. انتخابات لا يفوز بها سوى الحاكم. وبكل تواضع طلب الأسد من مؤيديه (في الداخل) عدم إطلاق النار ابتهاجا بترشحه. الدستور في الجزائر نام مرتاح البال. العدل في العراق يعانق القانون. حكومة واحدة في فلسطين أينها حريات غزة وديمقراطية حماس. أمة عربية واحدة، دلالاتها الانتخابات. الباقي.. لا ضرورة له. |