توزيع دليل للالحاد في المدارس الثانوية ببريطانيا |
الجمعة, 02 مايو 2014 11:45 |
بدأت الجمعية الانسانية البريطانية توزيع نسخ من كتاب يدعو إلى الالحاد على المدارس الثانوية في انكلترا، بعد قيام وزير التربية البريطاني مايكل غوف بتوزيع نسخ من الكتاب المقدس أخيرًا. يروي "دليل الملحد الشاب: دروس للعيش حياة هانئة بدون الله" نشأة مؤلفه عَلوم شاها في منطقة غالبية سكانها من مسلمي بنغلاديش جنوب شرق لندن، "وكيف تغلب على صراعه الداخلي بشأن إلحاده والدروس التي تعلمها في العيش حياة طيبة زاخرة بالاندهاش والتعجب على اساس مبادئ انسانية"، بحسب الجمعية الانسانية البريطانية. وتلقت الجمعية الانسانية البريطانية تبرعات زادت على 11 ألف جنيه استرليني، قالت إن "آلافًا ارسلوها" لتغطية تكاليف توزيع الكتاب على المدارس. واضافت الجمعية أنها تأمل بأن تضع المبادرة في متناول الشباب موارد تمكنهم من التوصل إلى قراراتهم الخاصة بشأن قيمهم ومعتقداتهم. ترحيب وإتلاف نقلت صحيفة غارديان عن متحدث باسم الجمعية الانسانية البريطانية تلقيها أعدادًا كبيرة من الردود الرائعة، لكنّ مدرستين كاثوليكيتين قالتا إنهما ستتلفان الكتاب إذا لم توفر الجمعية مظروفًا، عليه عنوانها وطابع بريدي لإعادته اليها. واعربت مسؤولة التربية في الجمعية الانسانية البريطانية سارة باسمور عن الأسف لموقف المدرستين الكاثوليكيتين قائلة: "نحن ارسلنا الكتاب إلى المدارس الرسمية فقط ونعتقد أن هذه المدارس كلها يجب أن تكون مستعدة لإطلاع شبابها على وجهات نظر مختلفة ليتخذوا قرارهم بروح من حرية التقصي والبحث". واكدت الجمعية الانسانية البريطانية أن مجلة "التربية الدينية اليوم" التي تصدرها جمعية التربية المسيحية استقبلت "دليل الملحد الشاب" برحابة صدر، قائلة: "إن هذا الكتاب يحث المرء على التفكير، ومن الصعب أن يُكال مديح أكبر من هذا المديح عليه". واضافت الجمعية الانسانية البريطانية أن الكتاب لاقى ترحيب مدرّسي مادة التربية الدينية ايضاً. حرية الاطلاع أطلقت الجمعية الانسانية البريطانية مبادرتها بتوزيع كتاب الملحد شاها الذي يعمل مدرسًا لمادة العلوم في احدى المدارس، بناء على اقتراح المعلم ايان هورسويل الذي يدرس أيضًا مادة العلوم. وقال هورسويل إنه أُعجب بلغة شاها التي تشحذ الفكر، وهالته التحديات التي واجهها شاها بالانتقال من مؤمن أسمي إلى ملحد يجاهر بإلحاده. واضاف هورسويل أن ذلك جعله يدرك "كم أن كثيرين منّا محظوظون بأن يتمكنوا من اعتبار حريتنا في الايمان بدين آبائنا أو عدم الايمان به حرية بديهية مسلَّمًا بها، وبدا لي أن التلاميذ الذين يحتاجون إلى قراءة كتاب علوم شاها سيجدون صعوبة في شرائه لأنفسهم فتساءلتُ إن كان بمقدورنا أن نضع نسخة منه في مكتبة كل مدرسة ثانوية". واوضح رئيس الجمعية الانسانية البريطانية اندرو كوبسون أن بمقدور التلاميذ في عدد كبير من المدارس أن يطلعوا على عدد من المنظورات الدينية إلى اسئلة الحياة الكبرى، ولكن ليس بمقدورهم الاطلاع على ما يؤمن به غالبية الآخرين غير المتدينين وكيف يجدون السعادة والرضا في حياتهم اليومية. واضاف كوبسون أن المدرسة يجب أن تكون مكانًا يكون فيه التلميذ حرًا للاطلاع على كل ما متاح في بريطانيا اليوم من مدارس فلسفية ونظرات إلى العالم. أي أهمية؟ لكن تريفور كولنغ، استاذ التربية الدينية في جامعة كانتبري كرايست تشرتش، قال لصحيفة تايمز إن اصحاب النظرة المادية يتصرفون على ما يبدو وكأنهم أقلية مضطهدة، "إذ يجب اطلاع الأطفال على العديد من الأفكار المتباينة، ولكن هذا الكتاب يبدو رد فعل مفرطًا". ولاحظ كولنغ أن الدلائل تشير إلى أن فهم غالبية الأطفال للعلم فهم ملحد اساسًا، وأن الجمعية الانسانية البريطانية نفسها تعتقد أن معتقدات غالبية الأطفال معتقدات غير دينية، "فلماذا شعورهم بأهمية ارسال هذا الكتاب إلى المدارس؟" واضاف كولنغ أن دليلًا يكتبه معلم يدرس مادة العلوم من لندن لا يمكن أن يُقارن مع دليل نص مسيحي مقدس، "ولا يمكن بأي حال من الأحوال القول إنه يقدم موقفاً متوازنًا". وأكدت الجمعية الانسانية البريطانية أن توزيع "دليل الملحد الشاب" على المدارس ليس ردًا على مبادرة وزير التربية بتوزيع نسخ من انجيل الملك جيمس على المدارس، في خطوة كلفت 370 الف جنيه استرليني من المال الخاص، بل بدافع الاحساس أن الدليل كتاب ينبغي أن يكون في متناول جميع الشباب.
|