الغرب - داعش, وجها لوجه على الملاعب الاوروبية |
الأحد, 15 فبراير 2015 18:23 |
ابان الحرب الباردة سعت أمريكا وبمساعدة استخباراتية إلى تكوين جسم غريب هدفه مقاتلة الروس في افغانستان,كان لأمريكا ما تمنت ,اندحر الجيش الاحمر,سيطرت القاعدة على الاوضاع في البلد,اجرى هؤلاء(القاعديون) دراسة نقدية في كيفية نشوئهم والهدف من ذلك ولم تأخذ الدراسة الكثير من الوقت,سرعان ما اهتدى أصحابها الى ان من اغدقوا عليهم الاموال وأمدوهم بالسلاح هم ألد الأعداء لهم,ا ليسوا هم من زرعوا الصهاينة بأرض فلسطين ,وما استتبع ذلك من تهجير للفلسطينيين سكان الارض الاصليين ونهب ممتلكاتهم بل مصادرة اراضيهم وتجييرها لشذاذ الافاق الاتون من كافة انحاء العالم.
لعل اولى المباريات التي اجراها تنظيم القاعدة ضد من كوّنه واشرف على تدريبه ومن ثم اعداده, كانت على ارض العم سام,التاريخ (11/09/2001) حفر في اذهان كل ابناء المعمورة ,جعلت من نائب رئيس اكبر دولة في العالم مختبئا بأحد الجحور لما يزيد عن يوم كامل,اما الرئيس فقد هاله ما شاهد من انهيار اكبر برجين كانت تفاخر بوجودهما على ارضها,والحصيلة سقوط اكثر من خمسة ألاف متفرج ,المباراة نقلتها كافة فضائيات العالم ,ايام لن تنسى ولن تمحى من ذاكرة البشرية,لقد انقلب السحر على الساحر, وتجرع الساحر السم الذي دسه للبشرية.
انتقل بعض اعضاء التنظيم حيث تتواجد مصالح الغرب لإجراء مباريات تمهيدية, فكان التفجيران الذين استهدفا السفارتين الامريكيتين في كل من كينيا وتنزانيا(اغسطس 1998),وصل التنظيم الى شمال افريقيا وأصبح على ابواب القارة العجوز التي تسبح باسم وأمريكا وتبارك اعمالها, فكانت تفجيرات لندن (7 تموز 2005) وسبقتها أحداث أسبانيا11 آذار2004 ,اما بقية المدن الاوروبية فقد اصابها الذعر لما شاهدته ,وتنتظر ان يحل بها ما حل بعاصمة الامبراطورية التي لم تغب عنها الشمس.
بفعل الربيع العربي الذي دعمته امريكا والغرب عموما, اصبح تنظيم القاعدة على مشارف اوروبا بعد ان كانت الانظمة الديكتاتورية المطاح بها تعمل جاهدة على محاربة التطرف الديني وتقف سدا منيعا في وصول هؤلاء الارهابيون الى اوروبا,الشمال الافريقي بمجمله صار ارضا خصبة لنمو التنظيم ,مع سقوط النظام في ليبيا استطاع التنظيم الحصول على كميات كبيرة من السلاح ,تهدد امن تونس التي كانت تسمى سويسرا افريقيا,الجيش الجزائري اصبح في وضع الاستعداد الاقصى لمواجهة احتمالات ضرب البنى التحتية بالبلاد,لم تسلم مصر من الاعمال الاجرامية.
ليبيا المترامية الاطراف اضحت مقرا للتنظيم,يكاد ينتشر في معظم المناطق,فكان مقتل السفير الامريكي في بنغازي(12 سبتمبر 2012).اما شرق ليبيا فقد اصبح التنظيم و"الحركات الجهادية" يملك من القوة والعتاد ما يجعله القيام بأعمال ضد مؤسسات الدولة, انه يستعرض قوته على الملأ وتتناقلها وسائل الاعلام المختلفة,اما الدولة الليبية فإنها تقف عاجزة عن فعل اي شيء,لم تعد لها السيطرة على شرق البلاد,تاركة الناس هناك وشانهم الى ان يأتيهم الفرج. الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط صار يشكل هاجسا لأوروبا, عمليات مراقبة وضبط المتسللين الى اوروبا لن تكون مجدية.
الاحداث الجارية في سوريا كشفت عن تواجد العديد من رعايا الدول الاوروبية (من اصول شرق اوسطية) ومشاركتهم في الاعمال الحربية,دمروا البلد على ساكنيه, لقد أصبحت أوروبا وكرا للإرهاب,وتتزايد اعدادهم يوما بعد يوم,انهم يشكلون قنبلة موقوتة في قلب اوروبا,فمن يجيرها من اعمال هؤلاء؟.
ان تعاظم قوة التنظيم (عددا وعدة) وتواجده في كافة انحاء العالم,يجعله ندا قويا لمن ساهم في تفتيت العرب وكسر شوكتهم وتشريد شعب بأكمله,المباريات السابقة (دوري الذهاب)كانت تدور على الارض العربية ,مباريات الاياب ستكون حتما على ملاعب الغرب وسيتجرعون السم, سيشعرون بمرارة الهزيمة التي غابت عنهم طوال الحقب الماضية ,فمن يزرع يحصد.وان غدا لناظره قريب.
ميلاد عمر المزوغي كاتب ليبي |