قصة شرطي |
السبت, 28 سبتمبر 2013 22:20 |
"كرفورصباح" يقول: كانت لدينا أوامر قطعية قصوى صارمة ونهائية بإيقاف أية سيارة معتمة أوغير مرقمة وحجزها لحين التأكد منها ومن هويات ركابها وأنها لاتعود للمطلوبين أومن يتعاون معهم داخليا أوخارجيا فوجئت بسيارة فارهة فاخرة وجديدة تتجه نحوي معتمة النوافذ ولاتحمل أية لوحة أرقام أشرت إلى سائقها بالتوقف قبل أن يصلنى وفعلا توقف وإلى جانبه شخص بملابس الرجالوبملامح النساء يجلس منكمشا فى المقعد يفوح عطره وتصرخ من حواليه عدة هواتف نقالة ويضع نظارات فاخرة لا أدرى هل هي رجالية أم نسائية إلا أن المظهر العام للشخص مظهرنسائي سواء تعلق الأمر بمستوى النعومة والمكياج أوالحركات والصوت قلت للسائق لدينا أوامر بحجز السيارة لأنها معتمة وغير مرقمة التفت السائق نحوى قائلا "البطرون" يجيبك فأنا مجرد سائق انتفض "البطرون" من مقعده انتفاضة عذراء محافظة سمعت صوت رجل غريب فى ليلة مظلمة وليس معها إلا جدتها العجوز العمياء المقعدة وقال مزمجرا و"متكفحا" اسمع هذه السيارة لايمكن لك ولا لأبيك العاشر ولامفوضك ولاحتى مدير الأمن إيقافها دقيقة واحدة فابتعد من فضلك قلت له أنا شرطي مأمور وهذا عملي أقوم به لا أزيدعلى تنفيذ الأوامر ولا أنقص رفع "البطرون" أحد الهواتف وبدأ يتحدث بمنطقة ما من جسده لا أدرى كيف وصلتها تمديدات حباله الصوتية السيد الضابط المدير كيف يمكن لشرطي أن يسألنى حتى عن الوقت أحرى أن يوقف سيارتى المهم طال الحديث الهاتفي وكان "البطرون" يتفنن فى خفض صوته ورفعه وترقيقه وإيقاع الحروف الأخيرة بعناية فائقة مع حركات بالأيدى وضحكات فاجرة ماجنة فجأة أعطانى "البطرون" الهاتف فصعقت لأن مدير الأمن شخصيا يتحدث إلي وهوأمر نادر الوقوع خاصة مع وكيل شرطة جديد ومعرب المهم أن المدير وبخنى ونهرني وشتمنى وعرفنى على "البطرون(ة)" قائلا إنه فوق القانون والأوامر والشرطة والدولة وأننى جئت شيئا إدا وأمرا جللا بمجرد توقيفه دقيقة واحدة وأمرنى بتأدية التحية مع الإعتذار ل"البطرون" لأننى عطلته وشغلت وقته الثمين انتهت المكالمة اعدت الهاتف ل"البطرون" وحييته معتذرا له فغادر المكان لايلوى على شيئ شعرت بالإهانة والمرارة والظلم وكل مايحيل لقهر الرجال وعشت ساعات حرجة لا أدرى هل أواصل عملى أم أهرب من هذه الغابة حيث يتحكم مخنث فى مصير بلدبأكمله ويتلاعب بأوامر الأمن ونواهيه عاجلتنى مكالمة من مفوض الشرطة الذى أتبع له وبخنى وشتمنى ونهرنى وأسمعنى فاحش القول وأمرنى بالمجيئ إلى المفوضية قبل الثامنة من صباح الغد حيث يفترض أننى فى عطلة مداومة ليلية بعدليلة من الهم والغم والأرق قابلت المفوض فى مكتبه وأعطانى مذكرة تحويل إلى مدينة بعيدة جدا وغير محببة لدى الشرطيين وأمرنى بالذهاب إليها خلال 48 ساعة وإلا فإنه سينفذ أوامر أخرى تقضى بفصلى نهائيا من الخدمة ودون أية حقوق مارأيكم فى هذه القصة؟!! ---------------- من صحفة الصحفى حبيب الله ولد احمد |