هكذا_يواصل الوطن إحراجي! |
الأربعاء, 11 ديسمبر 2013 09:42 |
اليوم في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء جئت مرافقا لزوجتي التي كان من المفترض أن تقلها طائرة تابعة للخطوط الجوية الموريتاية من كازا في اتجاه نواكشوط على تمام الساعة الرايعة والنصف، تلك الرحلة التي تأخرت أطول تأخر يمكن أن يحدث في الأحلام، 10 ساعات .... صدقوا أو لا تصدقوا!! بقدرة قادر تم تأجيل الرحلة من الرابعة والنصف عصرا إلى الثانية والنصف فجرا من اليوم الموالي ببرودة أعصاب ودون أدنى اعتذار ولا محاولة لتحمل المسؤولية ولا حتى إخطار المسافرين الذين تلقوا المعلومة والنبأ من أشخاص في نواكشوط يعرفون شخصا يعرف مسؤولا بتلك الشركة.. عشرات المسافرين شيوخا مرضى وشبابا ونساء وأطفالا تركوا فريسة للتسكع والانتظار المزعج والمؤلم؛ لا مكتب ولا شخص ولا مسؤول ولا عنوان ولا أي شيئ يمكن الاستئناس به والبحث عن المعلومة من خلاله فعلى امتداد مطار محمد الخامس الفسيح تمتد عشرات المكاتب التي تمثل شركات الطيران (وحتى الخطوط الجيبوتية مع الاعتذار لجيبوتي) باستثناء شركتنا الموقرة هروبا طبعا من المسؤولية وإمعنا في الاستخفاف بمشاعر وجيوب زبنائها... السبب الذي تم إعلانه من نواكشوط هو أن الطائرة التي كان من المفترض أن تقل زوجتي ورفاقها في السفر أقلت رئيسنا المفدى إلى جنوب إفريقيا ليؤدي واجب العزاء بعد رحل العظيم مانديلا وكان على الجميع انتظار الطائرة الثانية التي يجب أن تنهي رحلاتها (خصوصا من لاسبالماس) لتواصل رحلتها إلى الدار البيضاء في غسق الدجى (وهوم الا طايرتين).. كنت أشفق على نفسي وعلى انتمائي لهذا البلد الذي يواصل مجازاتي على عشقه بتقديم أسوأ الأمثلة على غياب المسؤولية وانتفاء احترام الإنساء حتى ولو كان هذا الانسان زبونا دفع ماله واختار بكل قناعة السفر على الخطوط الجوية لبلاده.. قد لا تلومونني إذا قلت إنها "مرة وحده قال شواي الزبده"... مع أنني ما زلت أتعلق بخيط أمل صغير وهو أن يتلقى المسافرون على هذه الرحلة (إن تمت فعلا) اعتذارا ـ على الأقل ـ يليق بمستوى الضرر الذي لحق بهم.. --------------- من صفحة الأستاذ محمد ولد ايدوم |