هزيمة رمزية ! |
الأحد, 22 ديسمبر 2013 12:19 |
أعرف أن هذه الانتخابات إن تمت بهذه الطريقة دون أن تكون سببا في احتجاجات سياسية واجتماعية ستكون "نصرا" للجنرال وحزبه الهش، ولو بصفة مؤقتة.. فجميع المؤشرات توحي أن حزب الاتحاد سيحصد أغلبية مريحة في البرلمان علاوة على ما حصده أبناؤه وفروعه وحتى أصوله (الحزب الجمهوري مثلا)، كما أن الكتل المعارضة لن تكون منسجمة كثيرا ولست متفائلا لها بأداء خارق أيضا .. لكن هنالك هزيمة رمزية أتمنى أن أسمعها قبل النوم ـ رغم أنني أتمنى أن يهزم الاتحاد في جميع دوائر الإعادة لكن ثمة فرق بين الأماني وبين الممكن ـ تتعلق بمرشح الحزب الحاكم في مقاطعة كرو السيد اسلامه ولد عبد الله. رمزية هذه الهزيمة أنني لم أشاهد في حياتي نظاما ركز على منصب نائب في مقاطعة أعماقية كما فعل هذا النظام الساذج مع كرو، فمن رئيس الوزراء إلى الوزراء المختلفين الذين لم يكونوا على مستوى الحدث سياسة ولا حنكة ولا حكمة بل كانوا متعجرفين مشاكسين أجلافا يسّاقط منهم الكلام البذيء والتهم الرديئة ليس فقط ضد السياسيين من خصومهم بل لتصل بعض التجار وأهل المهن الحرة والمغتربين... مرورا بمدير الأمن المساعد إلى المدعي العام إلى الضباط ومفوضي الشرطة والقضاة وغيرهم ممن يفترض فيهم الابتعاد عن معركة ثانوية كهذه!! حتى مرشح حزب الاتحاد نفسه لم يكن على المستوى المطلوب حيث تجاوز كل الخطوط في تقسيم الاتهامات والتخوين والتهديد حتى نال من بعض مقربيه وأنصار وكوادر حزبه..الخ لقد جعل النظام معركة كرو معركة مصيرية بين النظام كله وبين معارضين في مقاطعة بعيدة وبعض المغتربين، معركة شملت الاساءة إلى بعض دول الخارج من طرف وزراء وليس من طرف أشخاص عاديين أو كتاب رأي.. معركة تم فيها استنزاف المال وقدمت فيها الوعود بالتعيينات والتهديد بالعزل بل وبعقاب المقاطعة جميعا في حالة خسارة الاتحاد ! لذلك أتمنى من كل قلبي للأخ الكريم اسلامه ولد عبدو الله هزيمة مدوية تقضي على مستقبله السياسي في المدينة وعلى أحلام حزب الاتحاد كلها، طبعا مع سلامته وعمره المديد بالصحة والعافية.. إن هذه الهزيمة ستكون هزيمة لنظام متعجرف متجبر إقصائي يرفض أي شراكة ولو مع أحزاب منحته شرعية معارضة يفتقدها وتقدح في انتخاباته، رغم أن هذه الأحزاب مجتمعة لن تبلغ 20% من البرلمان ! إنه نظام أحمق .. إنه نظام فاسد .. إنه نظام إقصائي ! ----------------- من صفحة الأستاذ محمد الأمين سيد مولود |