الوزير الاول للأهرام: إسرائيل ترعى حراك الأقليات في البلد(مقابلة) |
السبت, 28 ديسمبر 2013 11:12 |
أكد الدكتور مولاي ولد محمد لقظف الوزير الأول في لقاء مع جريدة الأهرام المصرية عقب الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والبلدية أن معركة موريتانيا هي في مجال التنمية والبناء ودعم الحريات والمواطنة والقضاء علي الفقر والتخلف والفساد وإيجاد فرص التعليم والعمل والكهرباء والطرق والمياه النقية والعيش الكريم لكل موريتاني. وقال إن بلده قطعت شوطا كبيرا في هذا السبيل باعتراف المنظمات الدولية, التي أكدت أن نسبة النمو بلغت7% في موريتانيا كأعلي المعدلات في المنطقة, وأضاف أن بلده موعودة بنهضة اقتصادية شاملة وباكتشافات كبيرة في مجال النفط والتعدين, كما قال: إن الحرب علي الإرهاب في موريتانيا لم تتوقف, وأنها حرب شاملة تسعي لاجتثاثه من الجذور. وعبر عن مشاعر الموريتانيين العميقة تجاه مصر, مؤكدا أن التطورات في مصر ستحدد مصير المنطقة. قال: نعتقد أن معركتنا الحقيقية هي معركة التنمية والبناء والحريات, ونحاول أن نلعب دورا إيجابيا في المنطقة العربية مع الحريات والديمقراطية والتظاهر السلمي, وضد تقييد الحريات أوإيجاد حروب داخل دولنا, فمعركتنا الأساسية مع إسرائيل, وليس مع بعضنا البعض, وأول تغيير قمنا به عام2008 هو قطع العلاقات مع إسرائيل, وهو قرار مهم وتاريخي وشجاع. سألته عن الثمن الذي دفعته موريتانيا بعد قطع العلاقات مع تل أبيب, قال: كان في القرار شجاعة وتحدي, وبسببه نواجه من حين لآخر حملات ضد موريتانيا تتهمه أحيانا بممارسة العبودية وعدم احترام حقوق الأقليات, ومحاولة إثارة هذه الأقليات سألته عما يفعلون لمواجهة مخلفات مشكلة العبودية, فأجاب: نقوم بالحوار مع الجميع, ونسعي لإقامة دولة المواطنة, وأن يكون لكل موريتاني حقه في العيش الكريم. وعما إذا كانت حرب موريتانيا مع الإرهاب قد انتهت, أكد: مقاربتنا في الحرب علي الإرهاب شاملة, ولاتقتصر علي المعالجة الأمنية فقط, فالإرهابي أو الشخص الذي يسعي الإرهابيون لضمه إلي صفوفهم هو إنسان ضعيف التعليم والمعرفة, هامشي في مجتمعه وعاطل عن العمل, ويعطي إنضمامه للجماعة مضمونا لحياته, وبالتالي أول مانفعله للقضاء علي التطرف هو مكافحة الفقر والجهل بالدراسة والعلم, ثم بتوفير فرص العمل, وبمحاربة الفكر المتطرف من خلال مشايخنا وعلمائنا ومحاضرنا التاريخية, الذين نطلب منهم دورا فعالا للتعريف بالإسلام الصحيح, دين السلام والعدل والرحمة, وليس التكفير والتفجير, وقد قاموا بحوار مع جماعات سلفية, نتج عنها تراجعات عن الفكر المتطرف. وحول الفساد شدد علي أن حربنا علي الفساد مستمرة أكثر من أي وقت مضي, العام لم يعد مباحا كما كان من قبل, ولولا مكافحة الفساد ماتكون فائض وماتم تمويل المشروعات والبرامج الكبيرة, وأي مسئول الآن يخاف ويتردد قبل مس المال العام أو الاقتراب منه, والخوف بداية الحكمة. وأضاف: أي عمل بدون مكافحة الفقر لن تكون له نتيجة, ونسعي لمكافحة الفقر بمساعدة المواطنين علي مواجهة أعباء الحياة اليومية, وهناك1300 منفذ لتوزيع السلع المدعومة علي حوالي300 ألف أسرة يوميا. وقال: نعتقد أن المجهود الأكبر الآن يجب أن يوجه للتعليم, ويعوق ذلك أن بلدنا مساحته شاسعة, وأن كثيرا من القري لم يصله الطرق بعد أو المدارس, ونقوم بعمل شامل لإيصال الكهرباء والماء والطرق للجميع لإيجاد ظروف مناسبة للتعليم والصحة. وحول الوضع الاقتصادي قال: إنتاجنا من الكهرباء تضاعف أكثر ثلاث مرات, وأصبح هناك فائض, سنصدر منه180 ميجاوات للسنغال, وبعد عامين سنصدر كمية مماثلة لمالي, وسيصل قريبا نسبة اعتمادنا علي الطاقة المتجددة( طاقة الشمس والهواء)إلي20%, كما تضاعف حجم الطرق المعبدة التي في خلال السنوات الخمس الماضية, عما كان عليه الوضع خلال50 عاما منذ الاستقلال وحتي عام1990, وهناك مشاريع كبري في مجال المياه وقريبا جدا ستصل نسبة الذين تصلهم المياه الصالحة للشرب إلي85% من السكان, وقد بلغت تكلفة المشاريع في هذا المجال مليار دولار, وسنكون بنهاية العام المقبل قد تجاوزنا أهداف الألفية. ويضيف: مشكلتنا الأساسية هي التكوين المهني, فلدينا ثروة هائلة وسوق واسعة, لكن للأسف لايوجد ملائمة بين مؤهلات الخريجين وسوق العمل, وقد بدأنا العمل من أجل مضاعفة التكوين والتأهيل المهني, ووفرنا في الفترة الماضية الفرصة لـ50 ألف وظيفة دائمة, وأكثر من مائة ألف وظيفة مؤقتة. ويصف الاكتشافات المعدنية في موريتانيا بالواعدة, حيث ستكون قريبا أكبر المصدرين للحديد, و نصدر الآن12 مليون طن سنويا, سترتفع في غضون خمس سنوات إلي50 مليون طن سنويا لنحتل المركز الخامس عالميا, وهناك آفاق جديدة لاكتشافات البترول والغاز, وننتج منهما الطاقة الكهربائية في البر والبحر, وسنفتح خطا بين هذه المناطق ومنطقة المعادن, حتي لانظل نصدر الحديد كمواد خام. يؤكد: حققنا نسبة نمو7%, وهي من أكبر معدلات النمو في المنطقة, وكان الاحتياطي من العملة الصعبة في السابق يكفي لمدة أسبوع, والآن لدينا فائض يكفي لمدة7 أشهر, ويضيف: لدينا ثروة حيوانية هائلة, يعيش الشعب الموريتاني عليها بالأساس, والآن نسعي لإقامة مصانع للاستفادة من مشتقاتها, ومن ناحية أخري ضاعفنا الإنتاج الزراعي, والآن ننتج50% من الأرز الذي نستهلكه محليا, ووزعنا قطع آراض مساحة كل منها10 هكتار علي خريجي الجامعات ومبالغ مالية, من أجل حل مشكلة البطالة التي تبلغ نسبتها10%. وحول العلاقات مع مصر يؤكد رئيس الوزراء الموريتاني أن مكانة مصر مهمة في العالم العربي وفي قلب كل موريتاني, يقول: فضلا عن العلاقة الوجدانية نعتقد أن مصير المنطقة سيتحدد علي ضوء تطور الأوضاع في مصر ونأمل في تطوير علاقات متميزة بمصر, ونطمح إلي تضافر جهودنا والتعاون مع مصر في جميع المجالات. أجرت الحوار في نواكشوط: أسماء الحسيني صحيفة الأهرام لمصرية |