انتخابات |
الجمعة, 11 أبريل 2014 20:16 |
رغم أن بعض الأوصاف غير العالِمة أُطلِقت مؤخراً في بلاد الشعر على شهر ابريل بأنه "شهر الكذب" إلا أن ابريلنا الحالي هو شهر الديمقراطية (أو على الأقل شهر الانتخابات). هنالك أكثر من مليار شخص، أكثرهم مسلمون وهندوس، سيذهبون إلى صناديق الاقتراع في هذا الشهر. إذن، هذا شهر، كما أي شهر آخر، سيكون من الحماقة فيه إطلاق أحكام انتصاروية. بنهاية العام سنكون قد حصلنا على انتخابات تونسية وليبية وجزائرية وعراقية وموريتانية (ومصرية) وأندونيسية وتركية وهندية. هل يمكن الجذل؟ لا. هل يمكن السخرية من المغلوبين؟ بشكل أقل.
نتائج الانتخابات ليست حقائق مطلقة، فهي مزاجية، دعائية. في بعضها يُخدع الجمهور؛ في بعضها يُراهِن مراهنة خاطئة. في بعضها يصوت بعصبياته، لا بعقله. وفي بعضها يخضع لإكراهات القوى والسوق والورع في بعضها تتم رشوته أو تخويف؛ يتم شراء أصواته أو يتم رفع الورقة الأمنية في وجهه. أحياناً يتلقى الزيت والأرز، وأحيانا يخوِّفه الجنرالات بالبعبع و"كَوكَوه". وأحياناً يُعاقب من خدعه في الانتخابات السابقة.
بفعل كل هذه المتغيرات فإن الانتخابات تقدّم نتائج مغايرة. لن تكون هنالك نتائج ثابتة في هذه الانتخابات. لن يكون هنالك نمط. بعض الأحزاب التي أتت بالورع سقطت بالفضائج الجنسية. بعض الأحزاب التي أتت بالعدالة الاجتماعية سقطت بالأرباح والخصخصة؛ بعض الأحزاب التي أتت بالورقة الليبرالية سقطت في أحبال العسكر والمال الخاص. بعض الأحزاب التي أتت بالورقة الوطنية سقطت في العمالة؛ بعض الأحزاب التي أتت بالمقاومة سقطت في الهدنة؛ بعض الأحزاب التي أتت بشعارات الاستقلال الاقتصادي سقطت في المديونية وشروط المانحين. بعض محدودي الإطلاع، غير المتمرسين في النظر، الانتصارويين، الصندوقراطيين، الجملكيين، يعتقدون أن نتائج الصناديق أبدية وأنها غير متغيرة عبر التاريخ لأنهم يعتقدون أن نفسية الجماهير جوهرانية، ثابتة، لا علاقة لها بالمعطيات الحياتية والطيفية-السياسية، وبالمال السياسي. هؤلاء هم مشجعون وزمارون وربابيون. إنهم قينات تغني للأمير من وراء الستار.
ما هو أكثر جدية هو قراءة المتغيرات ومعرفة تفكير الشعب من خلالها. هنالك من يُجرّم التحليل لأنه يفضل التزمير. ولكن حتى التزمير لا ينعشه. سينتصر في انتخابات وسيُهزم في أخرى. ستزغرد أمه مرة وستنقلب حوافره مراتٍ.
القرشي القديم فهم هذا المنطق أكثر من عصبوي الصحراء. صعد سفح الجبل ورفع عقيرته:
"الحرب سجال يوم بيوم؛ يوم لنا ويوم علينا؛ يوم نغلِب ويوم نُغلب؛ يوم نُساء ويوم نسر. اعل هبل". ------------------------------ من صفحة الأستاذ عباس ابرهام على الفيس بوك |