مصر: كيف تدار معركة الرئاسة على الإنترنت؟
الأربعاء, 14 مايو 2014 09:38

    1 دوتشيه فيليه ـ تكشف متابعة السباق الرئاسي المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود فارق كبير بين أداء حملة حمدين صباحي وسعيها لكسب مساحات دعم لمرشحها، والأداء الخاص بحملة عبد الفتاح السيسي، التي

 تبدو مكتفية بالشعبية الخاصة بمرشحها تكرس حملة السيسي الصورة الذهنية الخاصة بمرشحها، حيث لا توجد حسابات إليكترونية خاصة بها، وإنما كافة الحسابات خاصة بوزير الدفاع المصري السابق.. هكذا لا تتواجد الحملة إليكترونيا، وإنما تعمل من خلال شخصية المرشح داخل شبكات التواصل الاجتماعي، وهو تصرف يكشف الفلسفة التي تقوم بها حملة ترشح وزير الدفاع المصري السابق.

فيما ترتكز الصورة الذهنية الخاصة بمنافسه على فكرة الفريق والحضور الفعّال للحملة على شبكات التواصل الاجتماعي.. هكذا تبدو المنافسة بين “الحساب الرسمي لعبد الفتاح السيسي”، و”حملة حمدين صباحي”، كصراع بين شخصية يتم التقديم لها بوصفها الضرورة لتحقيق الاستقرار والأمن والقضاء على الإرهاب كذلك، في مواجهة فريق رئاسي لا يستند على شخصية المرشح فقط.

حملة حمدين، صاحب رمز النسر، كانت أكثر نشاطاً، حيث لم يقتصر نشاطها على مواقع فيسبوك أو تويتر وإنما بدأت الحملة مبكرا بإتاحة الصور الخاصة لحمدين على موقع “Instagram” لمشاركة الصور والفيديوهات، وكذلك عبر موقع “sound cloud” الخاص بنشر التسجيلات الصوتية إليكترونياً، حيث يمكن الاستماع لنص كلمة حمدين أمام لجنة الانتخابات الرئاسية، يوم تقدمه بأوراقه رسمياً أواخر الشهر الماضي، وكذلك خطبه الحماسية في مؤتمرات بعدة محافظات مصرية، بينما بثت حملة السيسي مؤخراً تسجيلا مصورا يظهر فيه صاحب رمز النجمة، عبر حسابه الرسمي بموقع “إنستجرام”، متحدثا عن: “معندناش وقت..لازم الناس تعيش.. كلنا نعمل أن الناس تعيش نتجرد لكده”. الصراع الدائر على الإنترنت يتقدم فيه صباحي، الذي وظف ندرة الظهور المباشر لمنافسه، سواء إعلامياً أو جماهيريا، بطرح هاشتاج “أسأل حمدين”، ليرد المرشح الرئاسي على التساؤلات الخاصة بمستخدمي الإنترنت كلما ظهر بالمقابلات الصحفية، وقد تجاوزت التغريدات المنشورة ضمن هذا الهشتاج، على موقع تويتر، 13 ألف تغريدة خلال الساعات الماضية.

ملامح مشير وبرنامج غير مكتمل!

مؤخرا نشر الموقع الرسمي للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي ((sisi2014.net، تحت عنوان “ملامح المستقبل”، تصورا مختصرا يضم تحسين الخطاب الديني والإعلامي من أجل تشكيل وعي الجماهير واستعادة اصطفاف المصريين، كما تعهد بإنشاء 20 ألف مدرسة جديدة، وتطوير منظومة التعليم، وزيادة الظهير الصحراوي لكل محافظة مما يوفر من 50 ألف إلى 100ألف فدان في كل محافظة.

بينما لن يجد زائر الموقع تصوراً أكثر توسعاً، حيث سيجد تحت قسم البرنامج الانتخابي هذا التنويه:”انتظروا كلمة المشير قريباً حول برنامجه الانتخابي”. “قدم حلول كأنك السيسي” وقد أثارت نقاط ملامح المستقبل جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنوعت التغريدات التي كتبها مستخدمو تويتر ردا على هذه الملامح، بين المؤيد لما طرحه المرشح الرئاسي، والمعارض، حيث غرّد علاء محمد، قائلا:” “تتحدث عن ملايين الفدانات وأنت معرض للبوار في جنوب الصعيد بسبب سد النهضة!؟”.

كما حلل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الحلول التي طرحها السيسي، خاصة تلك الحلول التي بدت عفوية على هشتاج بموقعي فيسبوك وتويتر، وقد حمل عنوان “قَدّم حلول وكأنك السيسي”، للسخرية من حلوله حيث اقترح استخدام لمّبات إضاءة موّفرة كحل لمشكلة الطاقة، بينما تحدث عن تقديم قروض مصرفية للشباب ليتملكوا سيارات نقل تستخدم في شحن الخضراوات للقضاء على البطالة!

من ناحية أخرى روّجت حملة حمدين للمشروعات العاجلة بالبرنامج الانتخابي، حيث يرتكز على استغلال الطاقة الشمسية بديلا عن الطاقة الكهربية الموّلدة عن طريق المحروقات، وذلك عبر توفير نصف مليون وحدة لتوليدها بالمنازل، وتحوّل المؤسسات الحكومية للاعتماد على الطاقة الشمسية بشكل تدريجي، كما تضمن البرنامج مشاريع لحل أزمة سد النهضة، وتطوير منظومة الصحة..وقد تمّ طرح البرنامج عبر تغريدات تويتر وتدوينات فيسبوك تتضمن رابطا لتحميل البرنامج المتاح على الموقع الإلكتروني الخاص بحمدين.

يقول محمد حفظي، الموظف بوزارة الإسكان المصرية، لـ DW عربية “إن حملة حمدين تعمل في ظروف صعبة، وتحقق إنجازات ملموسة”.

يرى حفظي، الذي كان يتنقل بشوارع القاهرة وهو يقود دراجة نارية بعدما كتبْ على سطحها اسم “حمدين”، أن هناك حرب ضد حملة صباحي، ولكن ذلك لا ينفي أنها “الأكثر نشاطاً”.

حفظي، مقتنع بحمدين، ويرى أن برنامجه هو السبيل الوحيد لتحقيق مطالب الثورة المصرية.

“المنافسة الحقيقية هنا على الإنترنت”

بينما تقول الصحافية المصرية، المتخصصة في دعمّ صحافة المواطن، وفاء هيكل في حديث لـ DW عربية أن المنافسة الحقيقية بين المرشحين تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي حيث توضح :” قد لا يكون هناك صراع حقيقي بين المرشحين على أرض الواقع، وتبدو الانتخابات وكأنها محسومة، بينما الوضع مختلف على الإنترنت”.

كما تحلل هيكل أداء كل من الحملتين بقولها ” تركز حملة صباحي على النشاط السياسي لمرشحها، وظهوره في اللقاءات الجماهيرية، والمسيرات المؤيدة له، وبرنامجه، بينما تركز الحملة المنافسة على الصورة الشخصية لمرشحها، الذي لن يظهر في أية لقاءات جماهيرية”، لكن يبدو أن هذا الأسلوب يحقق نجاحا مع المصريين، حسبما تؤكد وفاء.

وتوضح لـ DWعربية :”التركيز على شخصية السيسي، يلقى قبولاً.

كما أن الهجوم الموجه ضده يصب في مصلحته كذلك، لأنه يجعله بمثابة الحديث الدائم لمستخدمي الإنترنت، رغم أنه لم يطرح برنامجاً أو تصوراً متماسكا حول رؤيته للمستقبل”!

فيديو 28 نوفمبر

البحث