بين الحمير |
الأحد, 11 مايو 2014 23:38 |
بغض النظر هل انسحاب الأستاذ بوحبيني من السباق الرئاسي مناورة معدّة عن سبق إصرار أم نتيجة حساب ميداني (وهنالك فرقٌ كبيرٌ في الحالتين) فإنه محرج للقوم إلا قليلاً. إنه يضع الجنرال عزيز في تقاليده الانتخابية الحقيقية: يضعه في مكان ما بين انتخابات 1997 الأتوقراطية وانتخابات 6/6 الفاشلة. باختصار إنه يكشف عنه القناع.
ولكن الانتخابات إحراج أيضاً للسيد بيجل ولد حميد. فهذا الرجل صاحب مشروع بناء حزبي براغماتي. وهو يريد إلقاء شبكته لاصطياد علاقات انتخابية في معمعة يونيو 2014. كان سيساعد بيجل لو كانت تلك العلاقات الانتخابية قد قامت في ظل انتخابات اعتيادية وليس انتخابات من نوع 6/6 الغير جدية، والتي لا يمكنها أن تقدم علاقات سياسية جدية، لأنها مسرحية خالية من التنافس والرهانات، وبالتالي المراهنة.
هذه الانتخابات ليست محرجة للسيدة مولاي إدريس، لأن غايتها وضع إسمها الإنثوي في القائمة. هذه الانتخابات ليست محرجة للسيد صار ابراهيما لأنه شارك في انتخابات 6/6 التي اشتراها وعلّبها الجنرال عزيز. إن يفعل صار ابراهيما فقد فعل من قبل.
ولكن الأمر محرجٌ أكثر للسيد بيرام ولد اعبيدي. فكيف سيقبل هذا الراديكالي أن يتبارى في انتخابات صورية؟ بل وكيف يمكنه أن يُقنع الجمهور أن إصراره على هذه الانتخابات خالي من المصلحة (أو الرشوة، السياسية أو غير السياسية)؟ لقد رضي أن يضع أن يضع رأسه في معمعة كهذه. وسيحصد ثمنها.
المثل الموريتاني صريح في هذه الحالات: من وضعه رأسه في التبن أكلته الحمير. ---------------- من صفحة الأستاذ عباس ابرهام على الفيس بوك |