آخر قضية للحزب الحاكم |
الخميس, 24 يوليو 2014 12:05 |
1- بالأمس لم أتعهّد صفحة الأخبار. وهكذا غابت عتي أخبار صراعات الرعاة السياسيين على حقّ ورد الماء من بئر غزة. وعندما جئت للمسيرة في الليل، ظهرت من الميمنة أعلام القز اللامع يرفعها مُكاريون صبيان يتقدّمهم دهاقنة الحزب الحاكم. ما شهِدته البارحة كان سرقة الحزب الحاكم لتظاهرة أممية. ولكن: لم تكن الغنيمة كبيرة جداً. ظلمة حالكة إلا من ضويئات طائشة وأسنان مبتسمة في الظلام (سيعتقد البعض الآن أن هذا التشبيه الروائي هو سخرية من الأشكال!) وخطباء غير مفوّهين بما فيه الكفاية. وعلى الهامش كان هنالك مزيج من سب السيسي وإعلانات فتح باب الجهاد والتشبب وشمّ النسيم والتمشي.
2- يُلاحظ هذه الأيام تعصُّبٌ من الحزب الحاكم ومن يأكل على مائدته ضد من يشترك معهم- وأكيدٌ يسبقِهم- في التعاطف مع فلسطين. لقد أعملت الفكر في هذه الظاهرة. فتاريخياً كان ذلك التعصب والميل للاحتكار من شأن أحزاب أخرى! يبدو لي أن قضية غزة هي بالنسبة للحزب الحاكم قضية تعويض فرويدي. هؤلاء المحترمون لا يمتلكون قضية عادلة غير هذه. يدعمون الاستبداد المحلي ودولياً هم يدعمون من يتماهى مع الاستبداد المحلي: عربياً، هذا يعني السياسات الحفترية-السيسية-الأسدية: شرعية القوية وديمقراطية الثكنة. إفريقياً هم دعموا انقلاب سونوغو ولهم تصوفٌ في يحيى جامي، ويريدون أن تنجح محاولة ترشّح بليز كمباوري لولاية أخرى حتى تُمكِن لهم ولاية أخرى لجنرالهم.
غزة تنقذُهم، لأنها تُظهرهم بقلوب. وهم حريصون على هذه الخاصية بحيث أنهم يدمرونها: فلا يتركون أحداً يرِد معهم العشب. وفي أثناء هذا التدافع والهرج والمرج يُفسِدون القضية. --------------------- من صفحة الأستاذ عباس ابرهام على الفيس بوك |