"كتيبة" الفقهاء |
الخميس, 11 سبتمبر 2014 15:09 |
من الأمثلة الحية التي كثيرا ما تحضرني عند الحديث عن دور علماء السلطان في تمرير قراراته وتهيئة الرأي العام لتقبلها قضية تحويل العطلة أيام ولد الطايع إلى السبت والأحد والتوبة منها أيام ولد الشيخ عبد الله. عندما قرر معاوية تحويل العطلة بحجة مسايرة الأسواق الأروبية (وهي حجة قد تصدق اقتصاديا ولكن لا أحسبها تصدق علينا)، تذكر أهمية يوم الجمعة وارتباطه الوجداني بالمسلم وخصوصيته عند الأمة ففزع بأماله إلى "كتيبة" من الفقهاء قُربت لذالك. فُتح الإعلام الرسمي وهو الوحيد أيامها على مصراعيه لإقناع الرأي العام أن المقصود بالخصوصية هو وقت الصلاة فقط (ساعة على الأكثر) ، أما قبلها فلم يرد نص في كراهة العمل فيه وأما بعدها (فآيته واكفة: "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ" ). تطورت الأحداث وحدثت "الحركة ..." ونظمت انتخابات أنتخب فيها رجل مدني لايد له بيضاء تذكر إلا أنه مدني وأكرم بها من مزية. المهم احتاج إلى صرف الرأي العام إلى قضية ما فقفزت قضية العطلة الأسبوعية إلى أولويات القصر الرمادي ولكن كان لابد من استغلالها أحسن استغلال وبما أن لها علاقة بالجانب الديني استُدعيت نفس "الكتيبة" وإن بخطاب مغاير (وهنا بيت القصيد)؛ فالجمعة يوم خص الله به هذه الأمة وأضل عنه الأمم قبلها ويوم عيد تجتمع فيه كلمتهم وتناقشُ على المنابر قضاياهم المصيرية الموحدة لهم ... إلى غير ذالك. السؤال اليوم أي وجهي الشريط نشغِل: الوجه ( أ ) الذي يخدم قرار مجلس الوزراء اليوم أم الوجه ( ب ) الذي يوافق الفطرة والهوية والثواب؟ ------------------------ من صفحة الأستاذ زيدان ابراهيم على الفيس بوك |