سؤال وجواب |
الأربعاء, 17 سبتمبر 2014 20:19 |
بعث إليّ أحد القراء الكرام بما يأتي: شكرا جزيلا على الاعتناء باللغة العربية وتصحيحها....لذلك دعوني أسألكم عن صحة المقولة (لحن شائع خير من صواب نادر) فهل هذا يعني أن نكتفي من اللغة بقدر مانتواصل به مع الآخرين، انطلاقا من مقولة: إذا عرفت المقاصد فلا عبرة بالالفاظ....أرجو منكم الإفادة في هذا الموضوع. وشكرا...
الجواب، والله أعلم: مقولة: "خطأ مشهور خير من صحيح مهجور"، ليست على إطلاقها. خذ-على سبيل المثال-كلمة"مَطَار"، وهو: اسم مكان من: طَارَ(المَطَار: مكان مُعَدٌّ بالوسائل الفَنِّيَّة لصعود الطائرات وهبوطها)، يقول بعض الباحثين اللغويين إنّ قياس اسم المكان من"طَارَ": مَطِير. ومِن ثَمّ فإنّ الصحيح: المَطِير، وليس: المَطَار. وهذا مثال حيّ لصحة هذه المقولة في بعض الأحيان، لأنّ كلمة"المطار" بلغت من الشيوع درجةً تجعل مجرد التفكير في تصحيحها ضربًا من العبَث. بل إنّ فيه تشويشًا على كلمة جميلة واضحة الدلالة. وفي المقابل، فإنّ الأغلبية الساحقة(ربما أكثر من 99 في المائة) من الأخطاء الشائعة يجب تصحيحها، حتى لا تفسد اللغة. وحَبَّذَا لو تمّ التصحيح في بداية ظهور الخطإ قبل أن يصبح مشهورا. وأشير هنا إلى أنّ مقولة: إذا فُهِم المقصود، فارفع ما شئتَ وانصبْ ما شئتَ، ليست صحيحة. فلا بد من المحافظة على القواعد اللغوية. وكذلك مقولة: إذا فُهِمت المقاصد فلا عبرة بالألفاظ. فيجب الحرص على أن تكون الألفاظ مناسِبة للحال والمقال. وقد يحدث أن يخطأ المتحدث في بعض ألفاظ الخطاب فيفهمه السامع على الوجه الصحيح من خلال السياق، وعندها ترد هذه المقولة. ومع ذلك فينبغي للمخاطِب(بكسر الطاء)أن يحرص دائمًا على أن يفهمه المخاطَب(بفتح الطاء). ------------------- من صفحة الأستاذ اسلم ولد سيد احمد على الفيس بوك- خبير لغوي |