لنكن منطقيين ولو مرة واحدة في الأسبوع...
الجمعة, 29 مايو 2015 12:04

لست أدري، لماذا كلما فكرت في أن هذه هي المأمورية الأخيرة ل"جميل"، ينتابني شعور بأن الرجل سيعض عل كرسيه بالنواجذ والأسنان وضرس العقل. هو صحيح أن النصوص واضحة لدرجة أنها تكاد تصرخ في وجه كل من تسول له نفسه العبث بها،

لكن ذلك لا يعني شيئا لجميل ولا لغير جميل، ثم لا تنسوا أن الدساتير عندنا لا يكاد يجف حبرها حتى ينبري لها من يحبرها ويحورها.

السيناريو واضح، مجموعة من المبادرات هنا وهناك يرفع أصحابها أوزار المأمورية الثالثة، ولن تجد تلك المبادرات صعوبة في الإعلان عن نفسها، فقد أصبحت لدينا ما شاء الله قنوات تلفزيونية متخصصة في المبادرات، حتى لو تعلق الأمر ب"الجن الأزرق" المهم هو أن تدفع، إنه زمن "تخرير" الفضاء السمعي البصري.

وأما "المنصور" فسيتظاهر بأن الموضوع لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد، وحتى لو افترضنا أن أحد الصحفيين تجرأ وسأل الرئيس عن موقفه من تلك المبادرات، فكل ما سيفعله الرجل هو أنه سيرسم على شفتيه ابتسامة عريضة ويجيب قائلا: "إنها حرية "التبعير" عفوا أقصد التعبير.

طبعا سيصرخ معارضو الرجل وسيكيلون له أنواع التهم والشتائم، ولكن لا دخل لجميل ولا لغير جميل في الأمر، فالمهم وقتها هو أننا سنكون قد أصبحنا في قلب المأمورية الثالثة، وأما الصراخ والبكاء والعويل فتلك أشياء سيكفلها الدستور الجديد "المعدل"، تماما كما كفلتها دساتير من قبله.

أم حسبتم أن "سي منصور" سيتحول من رئيس، إلى رجل عادي يمشي في الأسواق ويتسكع في الشوارع والطرقات، يشرب قهوة هنا ويدخن نرجيلة هناك؟ لنكن منطقيين ولو مرة واحدة في الأسبوع.

---------------

من صفحة الأستاذ البشير عبد الرزاق على الفيس بوك

فيديو 28 نوفمبر

البحث