الأمن أكبر تحديات مونديال البرازيل
الجمعة, 16 مايو 2014 09:41

rio.jpg77 في البرازيل يلقى سنويا 50 ألف شخص مصرعهم بسبب الجريمة. ومع الإتهامات الموجهة إلى الشرطة بضلوع بعض أجهزتها في الجريمة المنظمة تستمر هناك المظاهرات المعادية للمونديال، مما يضع منظميها أمام

 تحديات أمنية كبيرة.  

لم تطلق رصاصة واحدة عندما اقتحمت الشرطة البرازيلية في ديسمبر/ كانون الأول 2008 عشوائيات ريو دي جنيرو أو ما يطلق عليه أحياء “فافيلاس″ الفقيرة بهدف تطهيرها من أباطرة المخدرات.

أما اليوم فقد انقلب الوضع بالكامل وذلك قبل أسابيع قليلة من انطلاق نهائيات كأس العالم في الثاني عشر من يونيو القادم.

وشهدت العديد من المدن البرازيلية وفي مقدمتها ساوباولو وروي دي جنيرو، المعنيتان باحتضان مباراتي الافتتاح والنهائي للمونديال، مواجهات عنيفة بين متظاهرين والشرطة أسفرت عن قتلى وجرحى، مما أحرج السلطات بشكل كبير، وطرحت تساؤلات حول مدى أحقية البرازيل في استضافة هذه التظاهرة الرياضية العالمية التي يئم إليها ملايين المشجعين، في ظروف لا تستطيع فيها الدولة توفير الأمن لمواطنيها أساسا.

يلقى في البرازيل سنويا نحو 50 ألف شخص حتفهم بسبب الجريمة المنظمة.

وخلال الأسابيع الأخيرة كان عددهم في مدينة سالفدور دي باهيا وحدها 40 شخصا.

وهذه المدينة تضم مقر إقامة المنتخب الألماني لكرة القدم.

إنها أرقام مهولة تدرك البرازيل مدى وقعها السيئ على العالم. ولذلك فقد قامت بإرسال إشارات تطمينية وتحدثت عن نشر 170 ألف عنصر من قوات الجيش والشرطة وقوات الحماية الخاصة، لتأمين مقار البطولة الـ12 وكافة المنتخبات المشاركة والفنادق والملاعب والطرقات. كما تم الإعلان في الخطة الأمنية عن إقامة مركز استخبارات متكامل في كل ملعب يضم عناصر الشرطة وهيئة الدفاع المدني وهيئات أمنية وطبية.

وطالبت البرازيل الدول المشاركة بإرسال وحدات خاصة بها لحماية مشجعي منتخباتها، دون السماح لها بحمل أسلحة أو القيام باعتقالات، حيث تقتصر مهماتها فقط على مساندة جماهير بلادها والتواصل مع قوات الشرطة البرازيلية عند الحاجة. دور الشرطة المثير للجدل لم يكن كل ذلك كافيا لقطع الشكوك حول عدم قدرة البرازيل على السيطرة على الوضع الأمني، في ما شدد شتيفان ماير العائد بداية مايو/ أيار من البرازيل ضمن جولة تفقدية للأوضاع الأمنية في البرازيل قامت بها لجنة تابعة للبرلمان الألماني على أن الجريمة وغياب الأمن “مقتصر فقط” على العشوائيات ولا يشمل الفضاءات التي من المفترض أن تشهد تجمعات المشجعين مثل المطارات والفنادق ومراكز المدن وغيرها.

#b#بيد أن كاظم العبادي المحلل الرياضي الذي تجول عبر البرازيل في رحلة استغرقت عدة أشهر، أوضح لـDW عربية أن الخوف تملكه عندما كان يتجول في شوارع المدن الكبرى، مشددا على أن الفنادق الفاخرة هي الأكثر أمنا لكن أسعارها مرتفعة جدا.

ونصح عبادي المشجعين العرب بالاستعانة بالجالية العربية المقيمة هناك حتى لا تتجاوز تحركاتهم حدود المناطق الآمنة.

ويرى المراقبون أن الشرطة تلعب دورا جوهريا في اتساع رقعة الجريمة في البرازيل، بل هناك من يعتبرها عنصرا أساسيا داخل أجهزة الجريمة المنظمة.

وعززت قضية عامل البناء آماريلدو دي سوسا هذا الطرح، فهو الرجل الذي اعتقل “خطأ” حسب رجال الشرطة بسبب الاشتباه فيه في الاتجار بالمخدرات في منطقة “روسينها” الفقيرة في ريو.

وقد تم تعذيبه حتى الموت بشهادة رجال الشرطة أنفسهم.

وجاءت قضية دي سوسا لتؤكد ما يردده سكان الأحياء الفقيرة بأن الشرطة بعيدة جدا عن القيام بدورها المدني، وأنها لا زالت من أهم وسائل القمع بعد ثلاثين عاما من سقوط النظام العسكري في البلاد.

وحول ذلك يقول ماير من اللجنة البرلمانية الألمانية لـDW : “إن البرازيليين يدركون تماما أن أعين العالم مصوبة نحوهم، وسيراقبون كيف سيتعامل رجال الشرطة خلال هذه التظاهرة العالمية” وأضاف: “أتمنى أن تستفيد السلطات البرازيلية من تجربة بطولة القارات وتراهن على سياسة احتواء الأزمة في تعاملها مع الاحتجاجات، وأن لا تستخدم على وجه الخصوص سياسية العصا لفض المظاهرات السلمية”.

رفض شعبي لاحتضان المونديال

ورغم أن البرازيل من أكثر الشعوب تعلقا بكرة القدم، إلا أن احتضانها للمونديال قوبل بتذمر شعبي كبير، خصوصا بالنظر إلى اتساع حدة الصراع الطبقي، رغم ما شهدته من تطور تنموي جعل اقتصادها في المركز السابع عالميا.

و ينتشر الشعور بالغضب من تنظيم المونديال لدى سكان “فافيلاس″ ، الذين يعانون من التهميش لسنوات طويلة سواء على صعيد التعليم أوالصحة أوالخدمات.

وأوضحت المظاهرة المليونية التي دعت إليها نقابة العمال في عيد العمال عددهم الكبير، وقد نظمت احتجاجا على السياسة الاقتصادية لحكومة ديلما روسيف والتي رصدت ملايين الدولارات لتنظيم المونديال، رغم أنها “صفقة خاسرة” وتتم على حساب الشعب البرازيلي، كما يقولون.

بدوره يؤكد شتيفان ماير على أن حماسة الجمهور “ضعيفة” نسبيا وأن تجاوبه مع المونديال “مرتبط” بالأساس بنجاحات منتخبه، فإذا طال مشواره في النهائيات فإن حماسة الشعب “ستلتهب”، وإذا أقصي من الأدوار الأولى، فإن الغضب “سيشتد”.

وفي هذه الحالة سيزيد المونديال من حدة المواجهات بين السلطات والطبقات الفقيرة في بلد تحكمه فوارق اجتماعية وطبقية صارخة.

فيديو 28 نوفمبر

البحث