السفير سيد المختار الحضرمي: لاسياحة ناجحة بدون إعلام (مقابلة) |
الأحد, 12 أبريل 2015 13:23 |
أشاد رجل السياحة العربي السفير سيد المختار الحضرمي بالدور الرائد للإعلام واصفا اياه بأهم ادوات التنوير السياحي نافيا ان تقوم للاسياحة العربية قائمة بدونه و وجه الحضرمي عتابه الشديد للإعلامين من حاملي الاقلام الهدامة التي لا تلتزم بالموضوعية الطرح وتعرقل بما تكتب من اراجيف وشائعات مسيرة الجهود الناجحة والمخلصة الامر الذي يقدم لسائح معلومات مغلوطة وبعيدة عن جادة الصواب وعن السياحة العربية قال الحضرمي ان السياحة البينية العربية لم تعد حلم مستحيل بل هو الامل النائم في ذاكرة كل عربي لما تحمله من معاني الترابط و التكامل والعودة الي موروث الجميل لافتا الي انا الازمات التي تشهدها المنطقة العربية علي اختلافها لن تردنا (اي المنظمة) عن مواصلة الركض علي طريق بغية تحقيق الأمل و الخطط المنشودة. حوار دام ساعتين مع الامين العام للمنظمة السياحة العربية السيد المختار الحضرمي استعرض فيه مع بوردرج الخليجية المختصة معوقات السياحة البينية (العربية العربية) وآليات التغلب عليها في هذا الاتجاه من توصيات وقرارات كما توقف عند الربيع العربي وانعكاساته السلبية علي السياحة و اخيرا دور المرشد السياحي والذي يمثل برأيه المركز و المحور الأصيل في تنمية السياحة. محاور تعرض إليها الأمين العام للمنظمة العربية للسياحة فتعالوا نسمع لصوته محمولا علي الصفحات السياحة صناعة شديدة الحساسية والإعلام سهم يصيبها ويدميها السياحة البينية لا خلافة ان السائحة العربي له ما له من وزن اقتصادي و لذلك ظلت استراتيجية المنظمة العربية للسياحة فيه هي الحلم النائم في ذاكرة كل عربي كما انها مفردة تحمل المنظمة ظلالا وابعادا محببة للنفس مما تحمله من معاني الترابط و التكامل و القرب وعلي المستوى الشخصي كم اتمني ان تشرق هذه الشمس التي طال غيابها عن سمائنا فالسائح العربي تواق الي حضن الجار الذي يقاسمه الدين واللغة والدم احيانا كثيرة. ولكن تبقي هناك معوقات نسعي جادين كمنظمة عربية بالمشاركة مع كافة الجهات المعنية للإزالتها المصاعب والمعوقات قبل ان اتحدث عن الصعاب التي تقف حائلا دون اكتمال السياحة البينية اسمحوا لي اولا ان أؤكد ان السياحة صناعة تتصف بالحساسية الفائقة وتتأثر بكافة انواع الازمات والشائعات ومع حساسيتها التي تصل الي حد المرض اراها تتعافي سريعا متي اولاها المعنيون قبسا من اهتمام وعلي الجميع ان يدرك ان الامن احد ركائز هذا الاهتمام و احد العراقيل ايضا التي تتربص بسياحة البينية كما انها حجرة العثرة الاول في وجه جهودنا، والوطن الذي حرم من هذه النعمة يصعب ان تنبت علي تربته شجرة الجمال وارفة الظلال توصيات وقرارات نحن في المنظمة العربية للسياحة، السياحة البينية هي محمور الارتكاز عندنا ومنظومة عملنا ,بل لا ابالغ اذا قلت ان جهودنا جميعها تتحرك علي هذا المضمار، والقرارات و التوصيات التي قدمنا يمكن ان تقدم الحلول حال تفعيلها ان توصلنا الي الهدف المنشود ، ومع السعي الجاد من قبلنا تبقي لتنمية السياحة العربية مرتكزات لا يمكن لها الارتقاء الا بوجودها كاستتباب الامن وازالة حاجز التأشيرة وتخفيض النقل الي ادني المستوياته ، برا و جوا وبحرا و الاقامة وتحسينها ، و بني تحتية ، و اننا نري في دول العربية علي اختلاف مستوياتها الاقتصادية والبنيوية ثروة, الا انه تبقي عندها كل علي حد مميزات و مزايا يمكن استفادة منها ( من بحر و رمال و صحراء و تاريخ عريق وبدوية اصيلة) هذه المحاور اذا كانت محور الارتكاز في سياسة القطاع المعني في الدول العربية ستصل السياحة العربية الي مستواها الذي يليق بها منظومة مترابطة في ملتقي تنشيط السياحة بمصر قمنا بتكليف من مجلس الوزراء العربي بتفعيل الدور المنوط بنا وطرحنا العديد من النقاط الجوهرية كما قمنا باتخاذ توصيات متعلقة بتخفيض تكاليف النقل وتخفيض الضريبي على الفنادق والمنتجعات، وتسهيل اجراء السفر من والي, وتوفير الدعم المستمر كل ما من شانه تنمية السياحة العربية، كل هذه التوصيات والقرارات وافق عليها المجلس الوزاري، وبدأت مصر بتنفيذها مع حرصنا ان تلتحق جميع الدول العربية بالركب وتبقي الدول التي تعيش وضع امني سيء ايضا بين عيننا في كل الاستراتيجيات العمل العربي العمل العرب المشترك ليس بالعمل السهل فهناك علي سبيل المثال قرارات تم اتخاذها في القمم العربية ومازالت في انتظار التطبيق و اخري ايضا في مجالس وزارية وهذا لا يعني الشعور بعدم المسؤولية ولكن التطبيق يتعثر بخصوصية كل دولة علي حدة، ولكن الخلاف يكون علي آليات التطبيق والمتابعة والالتزام بالتنفيذ الفعلي ، ، وتعد مصر رائدة في التفاعل مع القرارات وتوصيات المنظمة حيث تبدو الاشد حرصا علي تطبيقها بحذافيرها الربيع العربي لقد اختفت مع الكثيرين في رؤيتي للربيع العربي وتأثيره السلبي علي السياحة وارى ان الازمات تسقل المواهب وتولد الابتكار ، و هذه الثورات مع الضرر البالغ لها الا انها جعلت لدول العربية من يقظة و الحرص و خطوط الدفاع ما كان من الضروري وجعلتنا كمنظمة اكثر جاهزية وديناميكية ، لما وعته دولنا من اهمية السياحة ، وعلمتنا ايضا ان نستبق الاحداث ونستقرئ المستقبل القادم من بعيد، صدقوني ليس ابداعا ان تزرع وردا وسط حديقة غناء بل الابداع يكمن ان تحول الارض البور ومليئة بالألغام الي وجهة سياحية. لا سياحة دون اعلام كثيرا نسمع لا سياحة دون امن لكنني اؤكد ان الاعلام هو امن السياحة، وهو اهم عنصر من عناصر نجاعة الصناعة كركيزة وطنية حيث هو بوق الوطن ورساموه هم الصحافيون، و الاعلام الفاسد هم الالغام و الشوك في الارضية السياحية الوعي المجتمعي الوعي المجتمعي بقية السياحة كصناعة لا يولد بين عشية وضحاها بل يحتاج لما يمكن وصفه بتدرج المدروس لذا كم اتمني ان تلتم الصفوف الاولي من التكوين الابتدائي للأولاد لدرس مادة السياحة لرفع الوعي عند الاطفال العرب ووعيهم بوطنهم وكنوزه لكي يحافظوا عليه، من لا ماضية له لا حاضر له. كما يجب التركيز علي الزخم التراثي والموروث التاريخي العامر وان يتم ابرازه وتدريسه في المعاهد وتقديمه بشكل انيق فالموروث مرآة الاوطان في عيون السائح وانا شخصيا افضل ان يقابلني شخص يرتدي اللباس الشعبي المكاوي وتحدث معي اللهجة المحلية عن شخص ببذلة وربطة عنق ويتحدث الانجليزية ، ونفس الشي في مصر ، و بلدي موريتانيا المرشد السياحي المرشد له دور كبير ولكن يجب توجيهه و تدريبه و تأطيره، فذاكرته يجب ان تكون خريطة الوطن و تراثه وتاريخه، ان يتمتع بالأمانة و صدق فهو السفير الاول للبلد و اسلوبه ايضا اسلوب سفير فوق العادة و كامل السلطة، وفي هذا اطار علينا ان نركز علي المرشدين و تأهيلهم لدور المنوط بهم و ادراج عمله بصبغة رسمية تفاديا للفوضى و تبعثر الجهود. البرامج المتخصصة وفي هذا الاطار تعمل المنظمة العربية لسياحة علي تطوير برامج متخصصة لتقديمها الي الدول العربية وهي برامج وخطط قطاعية متكاملة من الالف الي الياء، ومفصلة علي كل دولة كل علي حدة و يأخذ خصوصية كل دولة بعين الاعتبار ويقدمها اساتذة عالميون في مجالهم بهدف سقل مهارة المرشد السياحي ورفع من جاهزيته ليس هذا فقط ففي المنظمة ابرمنا اتفاقية مع اكاديمية الاسكندرية التي هي رائدة ,حرصا منا علي التنويع في مصادرنا بما يثري العمل المنظمة والجسد العربي نحن عضو من الجسد العربي نئن ونتأثر بالحالة العامة في الدول العربية وعندما يكون هناك تكامل و تعاضض وتكاتف ويحدث تكامل اقتصادي نشعر بالأريحية لخططنا والعكس ايضا صحيح من اجمل المواقف في ذاكرة فنجان شاي كان يكفيني لقراءة الشعب الجزائري حينما كنت في احدي القري الجزائرية ونزلنا عند احدي استراحات الطريق استقبلنا استقبالا يليق بالدولة المضيفة و قدموا لنا الشاي (ونحن الشناقطة لشاي عندنا اهمية خاصة) .و عند خروجنا من استراحة و طلبنا للفاتورة كان جوابهم هذا اكرام ضيف........... بلدان نساها الاعلام مما يحزنني نسيان بلدان كالجزائر وموريتانيا وعدم تسليط الضوء عليها سياحيا علي الاقل بجمال موروثه وخصائصهم، فموريتانيا تحوي الاصالة العربية بمعنييها التراثي و الجغرافي فتجد فيها من الاصالة والبساطة ما يمكن ان نصفه دون تحيز بانه اندثر في العام لكن يجب ان نسقل هذه المميزات و نؤطرها لنقدمها كصناعة سياحيا ترفع من مكانة هذه الدولة، وله ايضا ماله من مردود و قوة علي الاقتصاد الوطني. مقابلة لصحيفة بوردرج الخليجية- 28 نوفمبر
|