كيدال: منطقة خارج سيطرة باماكو تتحكم فيها مجموعات متخاصمة من الطوارق
الثلاثاء, 05 نوفمبر 2013 11:42

منطقة كيدال، بشمال مالي، والتي قتل فيها السبت موفدا "إذاعة فرنسا الدولية"، لا تزال خارج سيطرة باماكو وتتحكم فيها مجموعات متخاصمة من الطوارق على الرغم من وجود نحو 200 عسكري فرنسي متمركزين في

المطار وقوات تابعة لقوة حفظ السلام الدولية في مالي.

شمال مالي الذي احتله اسلاميون مسلحون على علاقة بتنظيم القاعدة في 2012، يبقى مضطربا جدا على الرغم من التدخل العسكري الدولي الذي اطلقته فرنسا في كانون الثاني/يناير ولا يزال مستمرا لمطاردة الجهاديين في المنطقة.

وتتكثف الاعتداءات والهجمات الاسلامية مع اقتراب الانتخابات التشريعية التي يتوقع تنظيم الدورة الاولى منها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.

وكيدال حيث وقعت الماساة، لا تزال خارج سيطرة باماكو وهي تقع تحت سيطرة مجموعات متخاصمة من الطوارق على الرغم من وجود حوالى 200 عسكري فرنسي متمركزين في المطار وقوات تابعة لقوة حفظ السلام الدولية في مالي.

واختصر وزير الدفاع المالي سوماليو بوبيي مايغا الوضع الاحد عبر شبكة تلفزيون فرانس 24 بالقول "بفعل قوة الامور، تستفيد كيدال من وضع خاص الى حد ما. وقواتنا المنتشرة فيها لا تملك هامش التحرك الذي يتيح لها على الدوام التواجد عند مختلف المحاور لان وحدة القوة الدولية المتواجدة هناك محصورة نوعا ما، و(القوة الفرنسية) سرفال لا تملك العدد الكافي لاحلال الامن في المدينة".

وسيتم نقل جثتي الصحافيين سريعا الى فرنسا. واعلنت الرئيسة والمديرة العامة لمنظمة فرنسا اعلام عالم (التي تضم اذاعة فرنسا الدولية) ماري-كريستين ساراغوز انها ستتوجه الاحد الى باماكو مع مسؤولين اخرين من الاذاعة حيث يخيم الحزن والغضب بعد 24 ساعة على الماساة.

وتبقى اسئلة عدة مطروحة ايضا حول اسباب وظروف قتل هذين الصحافيين المدربين على اوضاع الحروب واللذين خطفا في وضح النهار وعثرت دورية فرنسية على جثتيهما بعد اقل من ساعتين على بعد نحو 12 كلم شرق كيدال.

وبحسب شهادة امبيري اغ ريسا ممثل الحركة الوطنية لتحرير ازواد (تمرد الطوارق) الذي كان الصحافيان اجريا مقابلة معه للتو وشاهد عملية الخطف، فان المعتدين يتحدثون لغة الطوارق.

وكيدال التي تقع على بعد اكثر من 1500 كلم شمال شرق باماكو، هي مهد الطوارق والحركة الوطنية لتحرير ازواد. ودانت هذه الاخيرة مساء السبت الجرائم ووعدت "بوضع كل ما في وسعها لتحديد هوية المذنبين".

وينتشر حاليا قرابة ثلاثة الاف جندي فرنسي في مالي حيث خطف واغتيل صحافيان من اذاعة فرنسا الدولية السبت، بينما تسعى باريس الى خفض هذا العدد الى الف رجل عندما تنتهي الانتخابات التشريعية في البلاد نهاية السنة.

لكن الانظار تتجه ايضا الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي المتواجد بقوة في المنطقة على الرغم من وجود القوات الفرنسية.

وياتي مقتل جيسلان ديبون وكلود فيرلون بعد اربعة ايام من الافراج عن اربعة رهائن فرنسيين احتجزهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي طيلة اكثر من ثلاثة اعوام في المنطقة.

واثارت الصحافة الفرنسية الاحد فرضية خلاف مالي بين المجموعات المسلحة بشان الفدية التي قد تكون دفعت --20 مليون يورو بحسب بعض المصادر-- للتوصل الى الافراج عن الرهائن الفرنسيين الاربعة.

واعلن عالم الاتنيات اندري بورجو المتخصص في حركات الطوارق في المنطقة لوكالة فرانس برس "هل ان توزيع الفديات المدفوعة كان منصفا؟ ليس مستحيلا ان يكون البعض داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قد احسوا باالتعرض للاختلاس".

وهل يكون قتل الصحافيين المخطوفين حصل بينما كان الخاطفون يحاولون الافلات ممن يلاحقهم؟

بحسب المتحدث باسم هيئة الاركان الفرنسية الكولونيل جيل جارون، فان القوات الفرنسية المتمركزة في مطار كيدال والتي تبلغت بحصول عملية الخطف، ارسلت دورية ومروحيتين الى المنطقة، لكنها عثرت على جثتي الصحافيين من دون رؤية القتلة او مواجهتهم.

فرانس 24 /  أ ف ب