الثلاثاء, 31 ديسمبر 2013 01:53 |
“راي اليوم”: ذكرت صحيفة “الفاينانشيال تايمز″ البريطانية الاثنين أن سياسة الغرب تجاه الأزمة السورية صبت في النهاية بمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت الصحيفة في تقرير لها الإثنين إلى أن اللحظة الحاسمة جاءت بداية هذا الشهر، عندما استولت
جماعة الجبهة الإسلامية على مخازن الأسلحة ومقر تابع للجيش السوري الحر المدعوم من الغرب ومن الدول العربية. وردت الولايات المتحدة وبريطانيا سريعا بوقف إمداد المعارضة بالمساعدات غير القتالية في شمالي سوريا وسط مخاوف من أن تنتهي في النهاية في أيدي المتطرفين إذا لم يحدث ذلك بالفعل. وأوضحت الصحيفة أن سليم إدريس رئيس أركان الجيش الحر المدعوم من الغرب حاول تجميل الصورة بالقول أنه طلب من الجبهة الإسلامية المساعدة عندما تعرض جنوده لهجوم من مجموعات تتبع القاعدة، وفي الحقيقة فإن الاستيلاء على الأسلحة والمقر كان محاولة انقلاب على التحالف المعارض، وكان كشفا لسياسات الحكومات الغربية التي دعمتها. وأكدت الصحيفة أنه لا يوجد شك حاليا بأنه مهما كان صغر النفوذ الذي كان يمتلكه الجيش الحر على الأرض (ولم يكن أبدا كبيرا) فإنه الآن يتبخر سريعا. وأشارت الصحيفة إلى أن الدول الغربية طلبت مرارا وتكرارا من بعض الدول العربية وتركيا إرسال المساعدات المالية والعسكرية من خلال اللواء سليم إدريس، إلا أنها لم تستمع لذلك، طبقا للصحيفة. ومع استضافة روسيا لمؤتمر السلام في سويسرا الشهر القادم، فانه من المؤكد أن أي تقدم دبلوماسي مأمول يمكن تحقيقه في هذا المؤتمر سيتلاشى، حيث أن الفكرة الرئيسية للمؤتمر يعي موافقة الرئيس الأسد على تسليم السلطة إلى أخرى انتقالية، وهو الأمر المستبعد، وخاصة مع تحول الأمور على الأرض لصالحه. وعلى جانب آخر فإن أكثر لاعب خطير بين معارضة هي دولة العراق الإسلامية التي تتبع القاعدة، ومنافسها الوحيد هو الجبهة الإسلامية وليس إدريس والجيش الحر. وأكدت “الفاينانشيال تايمز″ وجود مجموعات معتدلة نسبيا داخل الجبهة الإسلامية يمكن للحكومات الغربية التعامل معها، وحاول الدبلوماسيون الأمريكيون إقناعهم بالتراجع أو عدم إعلان معارضتهم لمؤتمر السلام، حتى أنه ليس لديهم أي مشكلة في ضم مبعوثين لهم ضمن وفد المعارضة في مؤتمر جنيف. وأوضحت الصحيفة أنه بالنظر إلى موقف المعارضة، فإن الرئيس السوري يبدو حاليا دون شك راض، اليوم يمكنه أن يعلن بكل ثقة بأن المعارضة السورية فشلت في تقديم بديل لنظامه. ولم يتح للتحالف السوري الوطني المعارض، الذي سعى لكي يكون الواجهة السياسة لحركة التمرد في البلاد، الفرصة أبدا ليكون هذا البديل وممثلا للشعب السوري. واختتمت صحيفة “الفاينانشيال تايمز″ تقريرها بالقول أنه بعد شهور من الإنكار فقد اتضح جليا للتحالف المعارض بأن الغرب لا يمكنه تقديم أي شيء على الصعيد العسكري أو الدبلوماسي، مثل التحالف الذي يدعمونه، مؤكدة بأن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لديهم تأثير ضئيل للغاية بشأن ما يحدث في سوريا.
|