مما ينتقد أستاذنا محمد بن مولود بن داداه - رحمه الله - على ساكني هذه البلاد ولعهم بالانتساب لقبائل العرب ومشاهير الصحابة، واعتقاد بعضهم أن من لم ينتسب إليهم فليس بعربي، وكان يقول في هذا السياق:
" إن العربيَّ هو من يتكلم لهجة عربية بالسليقة والنشأة، وليس من ينتسب عِرْقيا إلى العرب الأوائل ، فجميع اللغات والأجناس البشرية على مدار التاريخ عرفت دخول منتسبين ومتجنسين، والعربية لغة القرآن والإسلام وليست لغة عرق معين".
صدق الأستاذ محمد - رحمه الله- فالعربية لغة القرآن والإسلام، وقد خدمها الأعاجم أكثر مما خدمها بعض أبناء العرب ، فهذا سيبويه وابن جني والبخاري ومعظم أصحاب كتب السنن والمسانيد وفقهاء الأمصار والقراء هم من أبناء الموالي والأعاجم ، ومع ذلك لم يُزايد عليهم أحد أو يتهمهم بالعجمة!
ثم إن مقولة " ارتباط اللغة والعرق" لا تثبت أمام المعايير العلمية، فاللغات في تطور والأجناس البشرية في تداخل دائم، مثلا العرب العارية هم أبناء نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، والراجح أن إبراهيم كان يتكلم اللغة " الاكادية" إحدى أخوات العربية من " اللغات السامية" ، ثم اكتسب إسماعيل وأبناؤه العربية بمجاورتهم للعرب البائدة؛ ولغة حمير وأهل اليمن القديمة تكاد تكون لغة مستقلة عن العربية المتأخرة؛ وفي جميع الأقطار التي فتحها المسلمون في الشرق الاوسط والمغرب العربي تعرب السكان الأوائل واختلطوا بالعرب، فلا يكاد يعرف هؤلاء من أولئك ، والنسبة - كما يقول اللغويون - تحصل بأدنى سبب فما ظنك بمن تعرب منذ مئات السنين ؟!
------------
من صفحة الأستاذ محمد يحي احريمو على الفيس بوك