‫#‏حَــــــــمُّــــــــــــــــــــــــــــــــــــودْ‬ | 28 نوفمبر

فيديو

فيديو

إعلان

‫#‏حَــــــــمُّــــــــــــــــــــــــــــــــــــودْ‬

اثنين, 02/01/2016 - 11:01

يُحكى ــ في الحكايات الشعبية ــ أن رجلا كذابا يُدعى "حَمُّودْ" كان يقيم مع زوجه "السالكة" في إحدى الغابات، وكان يخرج في الصباح يصطاد الأرانبَ وبعضَ الطيور فيعود في المساء، وكان بعضُ أصدقائه يجتمعون عنده كل مساء ليحدثهم بما يصادفه في الغابة من غرائب.
وقد نَبَّهتْه "السالكة" أكثر من مرة ليخفف من حكاياته الموضوعة، لكنه لم يستطع رغم تعهده كل مرة بذلك، فطلب منها أن تجعل له إشارة أثناء حديثه لأصحابه، كي يعود للصواب بطريقة ذكية لايَشْعُر من خلالها السامع أنها نبَّهته أو استدركتْ عليه، فتعهدتْ بذلك، وقالت له: أما الإشارة فسأدعوك "حَمُّودْ" بمَدِّ وإشْباع... كلما فطنتُ لخَلَلٍ في حديثك، ولْتَعُدْ أنتَ إلى الصواب بما يناسبُ من أسلوب، قال لها: هُو ذاك إذنْ!.
ذات سمر هادئ أخذ الرجل يسترسل في حكاياته عن الغابة وهم له منصتون، وكانت زوجه غير بعيد تقيم الشاي وتسترق السمع لزوجها الذي يبالغ أحيانا في تَعداد بطولاته، حتى حَدَّثهم فقال:
لقد لقيت في يومي هذا عُجابا: إنه ثعلب صغير، لكن ذيله في غاية الطول، فقد تجاوز طوله ستة أمتار... 
ففطنتْ "السالكة" لتلك الكذبة المكشوفة، وأرادت تنبيهه ليعود إلى كَذِبِه "المنطِقي" على الأقل، قالت له: حمُّــــودْ...
فعاد قائلا: بل كان ذيلُه خمسةَ أمتار!.
أعادتْ عليه النداء: حمُّودْ...
فنقص مترا(4أمتار)
ومازالت تناديه "حَمُّود" وهو ينقص في ذيل الثعلب حتى بلغ ذراعا فَشِبْرا... حينها نَهَرَها صادحا:
يَخْتِي كافيك كَيْلَلْتِ اعْليَّ لبْخَيْنِيسْ(يكفيكِ؛ فقد باتَ الثعلب أَبْتَراً)!.

ولذلك يقولون لمن زاد في الرواية: "حَمُّود!"، ويزيدونها أحيانا "حَمُّودْ انكصْ".

والشيء بالشيء يذكر؛
جاء في "العقد الفريد" لابن عبد ربه أن عُمَرَ بنَ عبد العزيز كان جالسا عند الوليد بنِ عبد الملك، فقال الوليدُ(وكانَ لَحَّاناً): ياغلام، ادعُ لي صالح، فقال الغلام: يا صالحاً!. قال له الوليد: انقص ألِفاً يا غلام(أي قُلْ: يا صالحُ) فقال عُمر: وأنتَ يا أمير المؤمنين فزدْ أَلفاً(أي قُلْ: ادعُ لي صالحاً).
ولكم أن تنظموا خيطا مناسبا بين الحكايتين، أو خذوا بعضهما من باب "اخْرُوجُ".
خالص الود...

--------------

من صفحة الأستاذ محمد فال سيدينا على الفيس بوك