قطع العلاقات السودانية الإيرانية.. مواجهة “نفوذ” طهران أم رغبة بالمال السعودي؟ | 28 نوفمبر

فيديو

فيديو

إعلان

قطع العلاقات السودانية الإيرانية.. مواجهة “نفوذ” طهران أم رغبة بالمال السعودي؟

أربعاء, 02/03/2016 - 19:49

الأناضول: اختلف محللون سياسيون، حول تداعيات وأسباب قطع الخرطوم علاقتها مع طهران، وتقاربها مع المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي.

ورأى مختصون في أحاديث منفصلة مع “الأناضول”، أن تحول السياسة الخارجية السودانية “سلبا” تجاه إيران، جاء بعد زيادة الاهتمام السعودي، في الشؤون السودانية، الأمر الذي سيعيد الخرطوم لـ”عمقها العربي”، وسيؤثر على “نفوذ” طهران، في منطقة “القرن الأفريقي” و”البحر الأحمر”.

ويعتقد، آخرون أن قطع العلاقات بين إيران والسودان، يرجع لحاجة الأخيرة لدعم مالي، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية فيها، بعد انفصال دولة جنوب السودان، إضافة لرغبتها في الحصول على دعم بالمحافل الدولية لإخراج الرئيس عمر البشير، من ملاحقات الجنائية الدولية ورفع العقوبات الدولية على البلاد.

وقال الأكاديمي السوداني، عبد الوهاب الأفندي، رئيس برنامج العلوم السياسية في معهد الدوحة للدراسات العليا، إن “العلاقات السودانية مع إيران سطحية إلى حد كبير، وكانت تأتي ضمن مساعي سودانية لاستدراج الدعم الإيراني، لتلبية متطلبات الحروب المتعددة التي تخوضها الخرطوم”.

وأضاف الأفندي، أن “التغير في علاقات البلدين لم يكن ناتجا عن تحولات في السياسة السودانية، إنما تحولات في سياسة السعودية ودول الخليج، التي كانت ترفض أيّ بادرة تقارب مع السودان حتى قبيل حرب اليمن”.

ورأى أن فرضية “وجود علاقات استراتيجية بين السودان وإيران لمسعى الأخيرة السيطرة على باب المندب”، “خاطئة”.

ومما يدلل على “سطحية العلاقة” السودانية الإيرانية، كما يرى الأفندي، أن الخرطوم كانت تحصل على دعم اقتصادي من الصين في الغالب.

وأشار الأكاديمي السوداني، إلى أن إيران لم تقدم دعما تسلحيا يستحق الذكر للسودان، حيث كانت الأخيرة تحصل على الأسلحة مقابل ثمن مدفوع مقدما.

من جانبه، قال الخبير في العلاقات السعودية الخارجية، سليمان العقيلي، إن “الاهمال العربي للسودان مكّن إيران من جعلها قاعدة عسكرية وسياسية وتبشيرية متقدمة لها، للتموضع بالقرن الأفريقي، واختراق المنظومة الأمنية للبحر الأحمر”.

ورأى العقيلي (سعودي)، أن عودة العلاقات بشكلها الراهن بين السودان والدول الأفريقية المجاورة لها، إحدى ثمار تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز، مقاليد الحكم في السعودية، فهو يفهم لعبة الأمم والمصالح السعودية والعربية العليا، التي تقتضي سلوك مسار تأمين العمق الاستراتيجي للمملكة والخليج، من خلال تأمين القرن الأفريقي من الاختراقات المعادية سواء تعلق الأمر بإيران، أو بالمنظمات الإرهابية”. وتنظر السعودية إلى السودان باعتبارها “بوابة مشروعها الاستراتيجي في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وحلقة الوصل بين الدول العربية وشرق إفريقيا”، على حد تعبير العقيلي.

ووصف مشاركة جنود سودانيين بالقتال في اليمن بأنه “دفاع عن عروبة اليمن، وتلاحم مصيري مع السعودية في مواجهة النفوذ الإيراني”. وتوقع، العقيلي، أن تتجه السودان نحو الانفتاح الاقتصادي، والسياسي، بعد عودة علاقاته مع السعودية ودول الخليج.

وفي السياق، عبّر الأكاديمي السوداني، عزّان سعيد، عن اعتقاده بأن “موقف الحكومة السودانية من إيران، يرتبط بالوضع الداخلي على صعيد الحاجة إلى دعم سعودي مالي، لوقف تداعيات انفصال جنوب السودان، وتبعاته الثقيلة على الوضع الاقتصادي، إضافة إلى الرغبة السودانية بالحصول على دعم في المحافل الدولية لإخراج الرئيس عمر البشير، من ملاحقات الجنائية الدولية ورفع العقوبات الدولية على البلاد”.

ورأى سعيد، أن قرار السودان بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران نتاج “التخبط في مركز اتخاذ القرار وتعدّد مصادره”، قائلا إن “القرار اتُّخذ على عجل دون استشارة وزارة الخارجية، أو المجلس الوطني وهذا الأمر سيقود إلى مزيد من العزلة الدولية التي لن تنتهي إلا بتغيير الرئيس عمر البشير”.

وأكد الأكاديمي السوداني، حتمية تأثر خطط إيران في منطقة البحر الأحمر، وأفريقيا بشكل عام بعد قطع علاقتها مع السودان، لكن دون أن يسهم ذلك بتحجيم كبير لدورها فهي تتواجد بشكل فاعل في دول أفريقية أخرى.

وتطل السودان على البحر الأحمر، الذي يقود إلى “قناة السويس″ في مصر شمالا، وإلى مضيق “باب المندب” جنوبا، الذي يعد من أهم الممرات المائية العالمية، ما جعل إيران تتطلع إلى حرية الحركة في تلك المنطقة وبسط نفوذها، بحسب مراقبين.

وعلى ذات الصعيد، قال عادل علي صالح، مسؤول العلاقات الخارجية بحزب “المؤتمر” السوداني (قومي معارض)، المقيم في واشنطن، أن “مساندة السودان للسياسات السعودية، ليس تحولا استراتيجيا في العلاقات مع إيران، فهو يرجع لحاجتها لدعم اقتصادي، وذلك جراء تردي الأوضاع الاقتصادية فيها”.

وأضاف المعارض السوداني، أن “حكومة الخرطوم بحاجة إلى المال السعودي بعد أن فقدت 75% من إيرادات القطاع النفطي، بعد استقلال دولة جنوب السودان، مع استمرار العقوبات الدولية عليها ورفض البنوك العالمية التعامل معها”.

ورأى، أن الحكومة السودانية تحاول الخروج من عزلتها الدولية بمساعدة دول حليفة لإيران مثل الهند والصين، ودول أخرى عربية وأفريقية”.وأعلنت الخارجية السودانية في 4 كانون الثاني/ يناير الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، وذلك بعد ساعات من اتخاذ الرياض قرارا مماثلا على خلفية اعتداء إيرانيين، على الممثليات الدبلوماسية للسعودية، في طهران ومشهد، احتجاحا، على إعدام السلطات في المملكة، لرجل الدين “نمر باقر النمر” (شيعي سعودي)، ضمن 47 مدانا بالإرهاب.

وجاء قرار السودان في ظل تحسن مضطرد للعلاقات مع دول الخليج، التي توترت في الأعوام الماضية بسبب تقارب الخرطوم وطهران.

وتجلى هذا التوتر عندما استضافت البحرية السودانية سفن حربية إيرانية 4 مرات، خلال العامين 2012 – 2014 على ساحل البحر الأحمر شرقي البلاد.

وبلغ التوتر ذروته عندما منعت السعودية، في أغسطس/ آب 2013، طائرة الرئيس “البشير”، من عبور أجوائها في طريقه إلى طهران.

وكان أول مؤشر على تحسن العلاقات السودانية الخليجية، عندما أغلقت الخرطوم في سبتمبر/ أيلول 2014 المركز الثقافي الإيراني، “بحجة تهديده للأمن الفكري”.

وتلا ذلك مشاركة السودان ضمن قوات التحالف، الذي تقوده السعودية، في اليمن لمحاربة “الحوثيين”، المدعومين من طهران، منذ مارس/ آذار الماضي.