تذكيـر رمضـاني | 28 نوفمبر

الفيديو

إعلان

تذكيـر رمضـاني

اثنين, 06/06/2016 - 12:36

على من ينتقدون زيادة منسوب الوعظ، أو الالتزام، أو التدين، أو الأدعية، على صفحات المدونين في رمضان، ويصفون ذلك بالرياء أو النفاق أو التناقض الخ أن ينتبهوا لعدّة أمور:

ـ رمضان موسم عبادة وأجر، وهو أفضل من الاشهر الأخرى في ميزان الشرع، واستثماره وزيادة العمل الصالح فيه مطلب شرعي وسنة جلية، لقد كان أفضل البشر ، وهو المعصوم عليه الصلاة والسلام، يزيد القيام وقراءة القرآن في رمضان، وكان أجود ما يكون في رمضان، ويوقظ أهله ويشد مئزره في العشر الأواخر .. والنصوص كثيرة في الحث على مضاعفة العمل في أزمة محددة منها رمضان ..

ـ في كل المجالات هناك مواسم يكثر الاهتمام فيها بأمور معينة، مثلا نحن نهتم أكثر بالأحزاب والمرشحين، وتكثر النقاشات أيام الحملات الانتخابية، ثم إننا نهتم بالراحات والخريف ويكثر التدوين عن ذلك في أوقاته، كما نهتم بالأعياد والملابس والزينة أيامها، فكيف نضيق أونرتاب بالاهتمام بشهر معظم بنص القرآن الكريم، وأوامر الباري جل جلاله، وسنة المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم؟

ـ لو كان بإمكان المسلمين أن يكونوا على نفس الدرجة من الالتزام والحضور كل أيام السنة لما كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون إليه غفلتهم عند الانصراف عنه، وهم أفضل المسلمين، ولما كانت هناك مواسم لتجديد الايمان وزيادة الاجر، والتحفيز والعروض الخ

ـ إذا كان هناك من يملأون كل أيام السنة من العبادة ، ولا يغفلون دقيقة ولا ساعة ولا يوما، وكانوا يفضلون مواصلة نفس الروتين، وهذا حقهم، فمن حقنا ـ معاشر الغافلين ـ أن نضاعف العمل والقول بما فيه التدوين، خلال موسم كهذا، بعد غفلة 11 شهرا ، إن لم نكن غافلين خلال رمضان أيضا، فطالما ملأنا هذه الصفحات بأمور غير لائقة، ومن الجدير التكفير عنها أو التنوع على الأقل "خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا".

ـ من الطريف أن لا نهتم بملء صفحات المدونين بالنقاشات السياسية، والاجتماعية، والفنية، والثقافية، والنقاشات العبثية، والاهانات، والشتائم، واللغو، والفسوق وغيرها، طيلة العام، ثم نركز على نقد زيادة منسوب منشوراتهم من الأدعية أو القرآن أو الفقه أو أي لون من علوم الشرع، ومطالب الشريعة !
ـ إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين 
ـ كلكم خطّاءون وخير الخطائين التوابون

ـ لا تحمل هذه الملاحظات أي دعوة إلى اعتزال الشأن العام خلال رمضان خاصة أبعاد نصرة المظلوم والاستنصار للضعيف وتغيير منكر الحاكم والمحكوم، ونصح المسؤولين، وزجر الفاسدين، والمطالبة بإصلاح شؤون الناس، والسعي إلى تحقيق العدل، فلا يتناقض أي من ذلك مع روح الصوم ومقاصد الشرع. ولكن لكل شخص أولوياته الشخصية واهتماماته التي يوازن بينها انطلاقا من معرفته بدقائق نفسه وخلفية تصرفاته.

تقبل الله من الجميع ووفق الجميع

‫#‏رمضانيات‬

من صفحة الأستاذ محمد الأمين سيدي مولود على الفيس بوك