تفاديا للحرج اعتذر المغرب بدبلوماسية عن قمة كانت تريد العربية السعودية منها انذاك معبرا لفرض اجماع عربي على قرار احادي بشان سوريا واليمن، فتلقفتها موريتانيا بايعاز ومباركة من السعودية قبل ان تلتحق الامارات بذاك التوجه ، ولان الامور مرتجلة للاسف عندنا دائما ونظرتنا منصبة في الغالب على "كومسيوه" فقط، لم نستطع التحكم في التوقيت فأعلنا يوليو تاريخا لانعقاد القمة متناسين ان اكبر الدول لا يمكنها تنظيم قمة بهذا الحجم والخلاف وتناقض المصالح وفي هذا الظرف العربي بالذات في ستة اشهر فقط!!! ليس فقط بل اعمتنا تعهدات "الهبات الخليجية السخية"
عن متابعة الواقع السياسي وان معطيات عديدة تغيرت في المنطقة ، وان العربية السعودية -والامارات من بعدها- لم تعد ترغب في استعجال القمة ولا في انعقادها اصلا، ولم يعد يهمها تمرير ذاك القرار الذي تراجعت عنه، وان تشجيعنا الاولى يومها ومدنا بملايين الدولات لم يكن الا لمرحلة سياسية ظرفية زالت.
لقد صدقنا بسذاجة ان هناك عربا وقمة وان سلمان سيحضر بكل ثقله ومعه ال نهيان وجيوشهم وان الدولار سيعم الجميع!!!
نعم كان نظرنا -للاسف-موجها فقط للدولار وفي سبيله افتعلنا صراعات وعداوات كنا في غنى عنها، وفي سبيله دسنا على كرامة وسيادة البلد وأصبحنا مجبرين على استقبال الوفد اللبناني قادما من مقر اقامته في المغرب- ونحن نبتسم -حاملين معه مبيداته الحشرية!
نعم لقد تراجع سلمان وتراجع ال نهيان وسيغيب اعضاء الجوقة، اما نحن فسنستقبل كل عبارات التخوين والتبعية والعمالة من "نخبة" التنظير وهي تصب جام غضبها لاننا تالمنا لكرامتنا وسيادة بلدنا... نعم يجب ان نسكت حتى ينتهي تلحين الاغنية الجنائزية "نواكشوط بيت العرب، في قمة الامل.. رغم كل الشامتين والحساد ستنجح القمة" !!!
في الحقيقة لقد ربحت نواكشوط طرقا واضواء وربح اخرون صفقات فيما حصل بعض افراد شرطتنا الوطنية على ازياء جديدة.. وربما، قد نستفيد جميعا من الدرس القاسي.
----------------
من صفحة الأستاذ أبي زيدان على الفيس بوك