الحب والمواطنة! | 28 نوفمبر

إعلان

الحب والمواطنة!

سبت, 01/23/2016 - 21:23

عندما أراك يا صغيرتي،تتحول قطع الطبشور في يدي إلى أزهار بيضاء،وتتحول السبورة السوداء إلى سماء زرقاء مليئة بالغيوم والطائرات الورقية،صوتك كخرير المياه العذبة يتدفق في قلبي بغزارة!
انظرى لدفاتري وخطواتي لا شيء فيهما مثير،كبيان مجلس الوزراء هذا الأسبوع،ليست لدي خطة محكمة للمستقبل مثل الحكومة،ولا أعرف ما الذي أريده من الفرص المتاحة مثل المعارضة،لست مؤمنا بالوطن كما يزعم البعض-لكنني أحترمه على الأقل-لا أفكر في جمع المال كما يفعل صغار الموظفين البؤساء،الذين يصابون بالضغط والإكتئاب بسبب إزدواجية التذمر والأمل في حياتهم،أعرف أننا لسنا وحدنا في هذا العالم المليئ بالضجيج،فهناك 7 مليارات من البشر على سطح الأرض،هناك السنة والشيعة والإباضيين والكاثلويك والبروستانت واليهود والبوذيين والهندوس...الخ
هل تعلمين يا صغيرتي،أنه في موريتانيا وحدها توجد 586 قبيلة معظمها شارك في فتح القسطنطينية،وثلاث شركات للإتصال تعيش في جيوبنا،وما يفوق الأربعين حزبا تقتات على البيانات،و3000 شاعر مناسبة و 10000 صالح يفسرون الأحلام بشكل جيد،ومثلهم من المفكرين والنبلاء والصحافة والكتاب والحقوقين والمناضلين والمتسولين والسماسرة والعاطلين عن التفكير العمودي والحرية،ليست عندى مشكلة مع هؤلاء الطيبين،ولا "أحسدهم" طبعا،مشكلتي مع الواقع فهو لا يجيد المجاملة والإطراء،فقط،أريد أن أرى طحينا لجعجعة تلك القيم التي أسمعها صباح مساء!
أحذيتي سرقت عند عتبات المسجد،وحقوقي سرقت على عتبات الوطن،إذا مرضت قد أزداد مرضا،لأن الدواء قد يكون مزورا،التاجر الذي اشترى من عنده يغشني أحيانا ومع ذلك يطلب مني صالح الدعاء،ذلك الأستاذ يحدثني عن إصلاح التعليم وهو لا يقوم بواجبه،وذلك الطبيب المداوم لا يحترمني كمواطن نكرة،إلا عندما أجلب له شجرة نسبي أو عنوان عيادته الخاصة،إذا ذهبت حافي القدمين إلى العدالة قد يحكمون علي بالإنتظار مدى الحياة،الذين اخلصوا للوطن ماتوا على الهامش،والذين خدعوه أيضا ماتوا تحت الهامش،البناء لا يأتي مصادفة،والسماء لا تمطر إصلاحا،قبل أن تحثني على الإصلاح أيها النبيل،إجعلني أولا أشعر به في تصرفاتك ومعاملاتك معي!
يا صغيرتي لدي الكثير من الأسئلة المعلقة في سقف العقل،لست مرتاحا لكل ما أسمع،ولا أثق بالأمل ولا بمشاعري و لا بكل ما ورد في كتب التاريخ،لكنني عندما أرى عينيك الصافيتان والطريقة المروعة التي ترسمين بها الدائرة،أشعر بالرغبة في البكاء والرقص!!
تنبيه:الأرقام الواردة اعلاه مجرد تخمينات ليس إلا
هنا تامشكط،ويبدو أن الشتاء هذه الليلة جاء معتذرا،هناك برد ورياح وهواء يشبه "الكتمة" مصحوب برذاذ المطر،لقد سقطت قطرة من المطر على شاشة هاتفي تشبه الدمعة كأن السماء تبكي مثل وسادتي التي تبيت الليل كله تعاتبني قائلة:تنام قرير العين وآلاف المرضى والمشردين في العالم دون مأوى،فقلت لها الحمد لله على نعمه،لكن عين الله لا تنام،ورحمته وسعت كل شيء،هناك عدالة خفية وضعها الله في هذه الحياة لا يدرك كنهها الكثير ستنصفهم.
23 يناير 2016 والساعة 21:10