كونوا عقلاء..كلام في السياسية م/ لمهابه ولد بلال | 28 نوفمبر

الفيس بوك

إعلان

كونوا عقلاء..كلام في السياسية م/ لمهابه ولد بلال

سبت, 04/16/2016 - 02:56

لا أحد يستطيع أن يجازف ويتنبأ  بما سيحدث في الساحة الوطنية في مقبل الأيام فليست هناك قواعد علمية ومرتكزات منطقية للتحليل والتكهن بسبب طبيعة  القرارات  وأسبابها والعقلية  "البدوية"التي لاتزال  طاغية  والمفاجآت التي قد تبزغ من هناك وهناك في أوقات غير متوقعة  ؛ ومع ذلك هناك دلائل واضحة ومؤشرات كبيرة أن أمرا ما يحضر له بطريقة متدرجة بالغة الذكاء والدقة بدءا من تسريبات إعلامية و "شعبوية" ثم اثارة المسألة في البرمان من طرف  أعضاء من الحكومة تحضيرا  للساحة  السياسية وجسا لنبض الطبقة السياسية ثم  تمييع  القضية حتى تخرج من نطاق المحظورات والكلام " المنبوذ " إلى مسألة طبيعية تسوق  كوجهة نظر عادية شأنها شأن باقي المواضيع التي يشبعها شارعنا المتسيسنقاشا  آناء الليل وأطراف النهار ، وإنتهاء ربما بمسيرات  حاشدة  لألوف المواطنين الذين يسحقهم الفقر لايدرون مايرددون تحركهم الحاجة والحمية القبلية وحتى وإن كان ذلك بدافع الغيرة الوطنيةوحب  والاستقرار  أحيانا ؛و قد يتطور الأمر الى نقاش علني وجدي بين الأطراف السياسية أو بعضها حول هذه القضية.

ورغم ما تشهده الساحة السياسية من ترهل وما تعيشه الطبقة السياسية من تصدع  والمواطن العادي من فقر وصعوبة في الحياة لا أحد ينكردورالنظام الحاليفيالدفعبعجلةالتنميةللأماموماقدم منمساهمات شجاعة فيهذاالمجالتذكرفتشكربيدأنكل ذلك ليسمبررالخرقالدستوراوتعريضتجربةبلدللفوضىفالدولةمستمرةومنيسيرهالديهالإمكاناتوالوسائلولايعملتطوعابلبرواتبوحوافزوأمانة في عنقه تكبله و حقوق البلاد والعبادومسؤولية استمرار المسيرة وتوريث الأجيال وطنا يركن اليه

موريتانيا دولة كبيرة المساحة ؛ قليلة السكان ؛ متباعدة المدن والقرى خرجت من عنقالزجاجة منذ عقود من الزمن وناضلت من أجل الاستقلال لتنضوي قبائل متفرقة أرهقتها الحروب الأهلية والحل والترحال لتجد موطئ قدم بين الأمم  ؛ تعيش أزمة حقيقية على مستوى توفير الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وماء شروب وكهرباء وسكن لائق وآفاق مستقبلية يبنى عليها و الأدهى أنها تواجه مطبات عرقية وشرائحيةمافتئت تطفو على السطح منذرة في كل مرة  بما لا تحمد عقباه ؛ هذه البلاد تحتاج من يحس بها يفكر بمستقبلها ومصير أهلها

كثر ممن يعتبرون أنفسهم من الموالاة يبدون حماسا كبيرا لتبرير أي  خطوة قد تصدر في الأيام أو الأسابيع المقبلة حتى و إن كانت دعوة الشعبللإستفتاءعلى تعديل الدستور منأجل زيادة مأموريات  الرئيس وبالتالي تمكين الرئيس الحالي من الترشح لمأمورية ثالثة ،

لكن لا أحد يكلف نفسه عناء التساؤل لماذا هؤلاء ينجرون في خرق فاضح للدستور وتحطيم بين لمسيرة وطن وتجربة شعب ظلت عرضة للإنتهاك ؛هل هناك من يفهم المغزي الحقيقي لهذه الخطوة  ؟ البعض لا يرى أبعد من أنفه ومصلحته الضيقة إن حدثته عن المستقبل والأجيال والتعايش السلمي وتقسيم الثروة وآليات لإستمرار الدولة في ظل انهيار كيانات عديدة وسحق العولمة ومحو الحدود فتتفاجأ أنك أمام حائط مسدود .

والبعض الآخر لاتنقصه الثقافة والمعرفة يبررها بضرورة وجود رجل قوي ونظام متماسك حتى تعبر البلاد هذه الوضعية العالمية والاقليمية الصعبة .

والبعض لايرى أي فرق بين حكم هذا الرئيس أو رئيس آخر ويفضل الاستقرار والأمن و ويرجع المسألة الى الوعي والنضج و مستوى مادي مقبول لدى الناس قبل توفرها سنظل نتجاذب ونتذبذب نتعاهد على  دستور الجمعة  وننقض عهدنا  السبت وتلك حال أغلب البلدان والدول والشعوب التي لاتزال تتعثر الخطى نحو فهم أسباب استقرار الدول وإستمرار مسيرتها .

كثر يبررون ما سيقام  به أن الشعب هو مصدر كل التشريعات وأن الدستور ليس مقدسا بل يؤخذ منه ويعطي وحتى لاندخل في نقاشات بيزنطية لاتقدم إن لم تؤخر كلنا يعرف ان هذا التبرير حق أريدت  به " مصلحة " حتى لا نقول باطل ففي الأخير لكل موريتاني الحق في التعبير عن رأيه حتى لو كان فينظر غيره خطيئة لاتغتفر وبهتان عظيم .

بيد أن الأدهى من كل ذلك غياب خطة واضحة المعالم لمناوئي التعديل الدستوري أو مايحاك في الخفاء فلا أحد مستعد أن يجلس جلسة تعقل بعيدا عن المعارضة النمطية لكل شيئ ويطرح على نفسه السؤال الكبير نحن الى أين ؟ أين البديل ؟ أين الخطط  أين التوجهات الصادقة أين التنازلات الجدية لإخراج البلد من ها النفق بعيدا عن السب والشتم وكيل الإتهامات التي لن تخرجنا من الأزمة بل ستوطدها وتدفع بكل طرف الى التحجر لرأيه والنتيجة المزيد من التشرذم وانضاج المشاكل والفقر وغياب التصور السليم وبالتالي نتائج هزيلة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية  والاجتماعية ؛ الارهاب ؛ الجريمة المنظمة  ؛الانقلابات ؛ المخدرات وتفشي ظواهر منكرة وانهيار منظومة  القيم في ظل انتشار وسائل الاتصال وسحق العولمة وانتشار الامرا ض الاجتماعية من الكذب والنفاق وإحياء القبلية والنعرات والمشاكل الإجتماعية الأسرية الغول الذي ينهشنا بصمت كالطلاق والعنوسة والبطالة والجهل وغياب الاولويات والبذخ والتبذير والتقليد الاعمى

إن بلادنا  ليست بحاجة الى أزمة جديدة  بل الى عقلاء حقا  من كل الأطراف ونقاش جدي وبناء وتغليب المصلحة العامة والايمان أن المصالح الشخصية ضيقة وعاجزة عن الإستمرار ؛ واحترام الدساتير والعبور لمرة واحدة الى أمل وآفاق أرحب ..

م . لمهابه ولد بلال