لقد رفعنا التحدي... فطوبى لنا | 28 نوفمبر

الفيس بوك

إعلان

لقد رفعنا التحدي... فطوبى لنا

جمعة, 07/29/2016 - 12:36

 لقد قررت بإرادة منى أن أساهم إعلاميا فى تقديم الصورة الناصعة لبلادى  وأن أوجه مواطنى بلادى  إلى ما ينفع البلد وصورته الخارجية من خلال تدويناتى عبرشبكات التواصل الإجتماعى وخرجاتى الإعلامية عبر الفضائيات والقنوات والصحف  والوكالات الوطنية العربية والدولية  قبل وبعد القمة العربية، وأرى ذلك واجبا وطنيا علي وعلى غيري ممن يمتلك مؤهلات القيام به، دون منة أورياء ولا ينتظر منه جزاء ولا شكورا من  أي كان، ويحز فى نفسى كثيرا أن أرى بعضا من أبناء وطنى ممن كان بإمكانهم  المشاركة فى هذ الواجب ولو يشاركوا لمبررات لم تقنعنى كثيرا وإن شاركوا فإنما  للتشويه والتشويش على أهم حدث تعرفه بلادنا منذ الإستقلال إلى يومنا هذا، ومن غريب ما سمعت عند آخرين أن سبب عزوفهم عن المشاركة فى إنجاح القمة راجع   لعدم إشراكهم فى لجان التحضير ولعدم تقدير خبرا تهم  وقدراتهم  وغير ذلك من مبررات ،لقد قلت لبعضهم إنى مثلكم تماما لم أدع ولم أشرك فى أي شيئ لكن الواجب الوطنى يستدعى مشاركتى من غير إذن من أي كان.

.

 لم تكن  بلادى موريتانيا تأخذ المساحة الكافية من الإهتمام عبر وسائل الإعلام العربية ، ولم تكن لتشكل مثار متابعة إلا فى حالات محدودة يغلب عليها طابع الحدث السياسى والمثير فى أكثر حالاته ، ولم تكن المواضيع المرتبطة بها مهما بلغت أهميتها تتصدر الشاشات ولامانشات الصحف العربية  وفي أغلب الأحيان إذا ماتم تناولها فيكون بمعلومات  ضئيلة  ومبتورة وغير دقيقة ،رغم ما تختزنه الذاكرة الجمعية للشعب الموريتانى من إسهامات  حضارية وثقافية تركت بصماتها فى المشرق  والمغرب وفى أصقاع كثيرة، ورغم  ما  تحفظه سجلات التاريخ من مواقف  ثابتة حول كل  القضايا العربية وفى  مقدمتها القضية المركزية  فلسطين و ما تلاها من قضايا تخص لبنان والعراق وسوريا  وليبيا وغيرها وحتى ولو كانت المواقف متضاربة و متباينة حولها لكنها تعبر عن اهتمام كبير بالشأن العربى ،  فلازال عطاء الشعب العربي الموريتانى مستمرا  وسيبقى كذلك، رغم ظروف الجغرافيا  التى شغلت بال الكثيرين من ابناء أمتنا المكلومة وهو يفكرون فى مستلزمات السكن و الراحة ليوم واحد أكثر من تفكيرهم فى عدة سنوات من القهر والموت والدماء التى تسيل هنا وهناك فى أكثر من بلد عربى وقبل ذلك فى فلسطين المنسية.

  مهلا يا كتبة العرب.. فإن كانت الجغرافيا  قد أحاطتكم برونقها وجمالها فقد أحاطتنا بصحرائها.. ببداوتها.. بخيامها.. بقيمها وبكرمها..

 إن فعل التاريخ أبلغ  وأجدى من فعل الجغرافيا   وكما كان  لنا فى التاريخ الماضى حضور ودور فلنا فى التاريخ الحديث أيضا حضور ودور ساهمت موريتانيا الجديدة فى صنعه  ولعل المثال الأبرز والقريب هو جرف مقر سفارة  الكيان  الصهيونى  بنواكشوط  وهو المقر الموبوء الذي يوجد سرا وعلانية فى أكثر من دولة عربية ..فقليلا من الإنصاف.... ياكتبة العرب..قليلا من الموضوعية وأنتم تتناولون عبر كتاباتكم  مخرجات قمة الأمل...تتناولونها تلبية لرغبات معروفة ومفهومة سلفا.. فإن كان ذلك ديدنكم فليس ديدننا ..قمة انواكشوط الناجحة بكل المعايير والمقاييس هي قمة إستثنائية في زمن استثنائي ولا شك ستعطى الأمل للمواطن العربى وهو يراقب  حالة التردى العربى المتدهور.. لقد حضر قمتنا الرؤساء و الأمراء وؤساء مجالس الوزراء ورؤساء الوفود ،لم تغب عنها دولة عربية   واحدة والتمثيل فى أي قمة أومؤتمر دولى معياره الرئيسى  هو حضورالدولة  لامن سيمثلها  أم ا المستوى فتحدده ظروف الدولة نفسها وللعلاقات البينية للمشاركين فى القمة دور بارز فى ذلك ،لكن لم تعلن دولة عربية مقاطعتها لقمة انواكشوط  بالرغم من وقوع ذلك فى قمم سابقة حضرتها شخصيا، سوريا وحدها  كانت الغائب  الحاضر  فى قمتنا  وقد حفظنا لها  مقعدها حتى يتصالح أبناؤها بإراتهم لابإرادات الآخرين  ...فلا تذهبوا بعيد ا يا كتبة العرب.. قمم العرب فى المرحلة الراهنة فيها أخذ ورد وفيها ما يقال بفعل تقاتلهم و تشرذمهم ومآسيهم ، والقمم العربية منذ  اندلاع دخان الصيف العربي وهي كرة نار تتدحرج  يخاف  الجميع من أن يطاله حريقها.. لقد تلقفناها لنطفئ نارها وقد أطفأناها بالفعل.. فلا احتجاج ولا مخاصمة.. لقدجعلنانارها هادئة وذلك بفعل نوايا الصادقة  وبفعل سياستنا  الحكيمة عندما حرصنا على أخذ العصا من الوسط، ففى قمة الأمل لم يعلن أي ضيف  معارضته لموقف من المواقف رغم تنا قضات المشاركين وتشعبهم وقوة الإصطفاف فيهم  ، عكس ما عرفته كل القمم الماضية التى شهدت احتجاجات وانسحابات ،  قمم  المغاضبة والإصطفاف .. فى قمتنا لم  نسعى لإرضاء زيد على حساب عمرو...لكننا بالمقابل أرضيناهما معا..لم نقبل أن نكون فيها أداة لأي كان كما توقع الكثيرون ، لكننا كنا فيها أصحاب رأي ورؤية ..  وتحملنا بكل شجاعة كل ما قد يترتب  على التوقيت  من إستعداد ومتطلبات . كان الجميع عند الموعد  قادة وشعبا.. ضرب فيها شعبنا أروع الأمثلة فى التضامن  لقد وضع جانبا كل تجاذباته السياسية والإجتماعية  و عرفنا فيها شبابنا فى الوقت  المناسب عندما دشن حملات تنظيف شوارعنا ،  عرفنا فيها وطنية كل طبقات شعبنا لم يتظاهر فيها متظاهر ، ولم توزع فيها  منشورات ولم ترفع فيها لافتات رغم قوة تبايننا و اختلا فنا فيما بيننا من مواقف وإشكالات تحدث هنا وهناك  ، حتى إعلامنا وإعلاميونا  كانوا فى أغلبهم  على مستوى الحدث فى السلوك والمهنية ، إنها مظاهر جميلة برهنت على تميزنا ، وقدرتنا  على رفع التحدى فى الأوقات الصعبة التى تسابق فيها الأقارب والأباعد للنهش منا والتقليل من شأننا. .

   لقد  طوينا صفحة الصورة النمطية عن بلادنا  و هي الصورة التى كنا فيها على طرف، لقد دخلنا من تاريخ الخامس والعشرين من يوليو 2016 عصر القمة و القمم ومن الباب الواسع، دخلنا فى صناعة التاريخ السياسى والديبلوماسى المعاصر، لم تعد موريتانيا كما كانت فى السابق إن حضرت فلا يعنى  حضورها الشيئ الكثير وإن غابت فلا  يذكرها ذاكر،  من اليوم سيذكرنا العرب إن جد جدهم   وسيعلمون بعد أن أظلمت ليا ليهم  أن ليالى انواكشوط  كانت مقمرة وأن صباحاتها كانت ممطره.. وأن خيامها تسع الجميع وفيها من الكرم الحاتمى الكثير، فهنيئا لموريتانيا قيادة وشعبا  هنيئا لكل قواها الأمنية .. هنيئا لكل قواها  الوطنية الحية ...هنيئا  لكم سيدى الرئيس على شجاعة الدعوة... هنيئا للجنة الوطنية المشرفة على التنظيم..  فقد كان دقيقا وفى ظرف قياسى ..هنيئا لكل موريتانيا على الأمن والسكينة وكرم الضيافة  الذى شعر به كل الضيوف..  .. هنيئا على نصاعة ورونق وجه مدينتنا .. وعلى نجاح قمة الأمل فقد بعثت فينا الأمل ...مزيدا من التألق يا موريتانيا.. لقد رفعنا التحدى.... فطوبى لنا