زلزال في تركيا: كل شيء تربية
الثلاثاء, 24 ديسمبر 2013 11:32

ardogan55   هل ستُسقط اردوغان المدارسُ الثانوية التي تُعد طلابها لاجتياز امتحانات دخول الجامعات في تركيا؟ هذا ممكن. وعلى كل حال بدأ كل شيء باستقرار رأي رئيس الوزراء النشيط القليل الصبر على اغلاق شبكة هذه المدارس التي تنتمي الى حركة “هزمت” لمحمد فتح الله

غولان. وكان ذلك جزءا من اصلاح واسع. إن غولان واحد من ذوي التأثير في بلاده وحزبه يعمل من بنسلفانيا بمساعدة مؤيدين كثيرين، وهو الذي ساعد اردوغان على أن يُنتخب رئيسا للوزراء ثلاث مرات متوالية. والحديث عن داعية اسلامي جليل في الثانية والسبعين من عمره وهو تقي ومحافظ من جهة لكنه مؤمن كبير بالحداثة والعلم والتربية نجح في أن ينشيء شبكة تربية اسلامية ضخمة في تركيا وفي اماكن اخرى في العالم. وهو عدو للالحاد لكنه يدعو الى حوار النصارى واليهود المتدينين، وهو ايجابي نحو اسرائيل بل تجرأ على الاعتراض على قافلة “مرمرة” البحرية. وهو يدعو بلاده ايضا الى أن تبذل جهدا كبيرا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي وألا تبحث عن بديل عنه. إتُهم غولان في 1999 بالتآمر لجعل احكام الشريعة الاسلامية هي القانون التركي. وقبل أن يُبرأ من هذه التهمة هاجر الى الولايات المتحدة بحجة الحاجة الى علاج طبي وهو يعيش منذ ذلك الحين في بنسلفانيا في وحدة شديدة مؤثرا من هناك في السياسة التركية مُقويا قبضته على جهاز القضاء وتطبيق القانون، وقد أصبح عنصر التربية الأهم الذي يُملي على وزارة التربية سياسته ويقرر مصائر ساسة من الحزب الحاكم المتدين. كان كل شيء يجري على ما يرام ما بقي هذا الترتيب مريحا لاردوغان، لكن الامور تغيرت في الاشهر الاخيرة. إن هدف رئيس وزراء تركيا (الذي لا يجوز له بحسب الدستور أن ينافس في هذا المنصب مرة رابعة) هو أن يُنتخب للرئاسة في أيار القريب وأن توسع صلاحيات الرئيس ويظل الرجل صاحب القرار. ولم تُمكنه نتائج الانتخابات الاخيرة من تغيير الدستور لكنه ما زال يريد أن يُنتخب رئيسا. وقد أصبحت القوة الكبيرة التي جمعها حليفه السابق غولان قذى في عينه ويبدو أنه استقر رأيه على اضعافه استعدادا لهذه الانتخابات. وكانت الخطوة التي خطاها هي اعلان اصلاح تربوي تُغلق في اطاره مدارس غولان الثانوية التي هي مصدر دخل مركزي لحركته. حدثت فجأة أحداث هي سوابق في تركيا واعتقل اشخاص مركزيون، وزراء وأقرباؤهم مقربون من اردوغان، على يد الشرطة مُتهمين بالفساد، فدهش اردوغان. وهو ينسب هذه الاعتقالات الى سلوك جهاز فرض القانون وكأنها “دولة في داخل دولة”، ويُقيل قادته. لكن غولان لم يصمت وسيؤيد المرشحين المعارضين لاردوغان حتى للمنصب الرئيس، منصب رئيس بلدية اسطنبول. إن من أراد أن يكون بوتين تركيا قد يجد نفسه لا في وضع منافس في منصب مراسمي فقط بلا صلاحيات، بل في وضع ينافسه فيه مرشح قد يتغلب عليه. بقلم: يوسي بيلين اسرائيل اليوم  24/12/2013