لقد هزُلتْ.. |
الأحد, 29 ديسمبر 2013 14:38 |
شعبنا بلا ذاكرة، ولو كان كذلك، لفكَّر اعل ولد محمد فال 7535 يوما وثلاثة أرباع اليوم، ثم فكّر وقدّر، ثم عبس ونظر، قبل أن يتحدث عن الديمقراطية، تماما كما كان قد فكَّر قبل الخامس من أغشت 2005م، ولكنه أدبر واستكبر وجاء بإحدى الكُبَر! لعلّ شعبنا يذكر أنه كان يحدثنا عن" النقمة[ بإشمام فتحة النون ونطقها ما بين الفتح والضم] عندمّا" كان على رأس مجلس الحرية والعدالة وجال في البلاد وصال ولايةً ولايةً ليشرح الدستور الجديد آنذاك، ثم حاول أن يرتهن الانتخابات الرئاسية حينها من خلال البطاقة المحايدة ليجهض المسلسل الديمقراطي من أجل أن يبقى رئيسا، ولا يبالي بهدر إمكانات الدولة الموظفة في الانتخابات ولا بما سيلقاه الشعب المسكين في انتخابات لا يدري أنها مجهضة سلفا! ولعل شعبنا يتذكر أنه قبل ذلك سجن عن سبق إصرار وترصد كل من طالب بالديمقراطية وبالشفافية والوطنية وعذّب وأهان حتى امتدت يده الطولى إلى الأئمة والعلماء وكل من أطلق لحيةً، وكل من أطلق شارباً، وحتى المُرْد لم يسلموا. ولعل شعبنا نسي أن جواز السفر في عهد العقيد كان قيمة نقدية تماما كالقطع الأرضية. ولعل شعبنا يذكر أيضا أن الشرطة الوطنية في عهد العقيد عانت من الزبونية والفساد والمحسوبية والحكرة[ بكاف معقودة] حتى قال أحد ضباطها: لقد هزلت حتى بدا من هزالها كُلاها وحتى سامَها كل مفلس قالها لي متحسِّرا وهو يحدِّثني عن مواطن غيني سائق تاكسي استوقفه بعد أن ارتكب مخالفة فمد له" مائتي أوقية"! ولعل الشعب لم ينس أن هنالك مواطنين موريتانيين مغيَّبين في غوانتنامو سُفِّروا إلى هنالك في عهد العقيد. ولعل الشعب لن ينسى فضائح المخدرات وتهريب الأجانب وتسريب الوثائق الموريتانية الرسمية وبيعها لمواطني دول جنوب الصحراء ومواطني الصحراء نفسها... القائمة طويلة جدا.. والمهم أن يذكر الشعب ذلك، لأن العقيد مصاب بالزهايمر. والمهم أن يذكر الشعب ذلك، كي لا يتمكن العقيد- شفاه الله- مستقبلا من مقابحتنا بأن يتفوه بالديمقراطية التي كان سيجهضها، وبالشفافية التي ارتهنها، وبالوطنية التي باعها في سوق النخاسة. أما الذين يهيِّئون له المنابر ليعتليَها ويتجرأ على احتقار الشعب وذاكرة الشعب وديمقراطية الشعب وشفافية الشعب ووطنية الشعب، فنقول لهم: كان بالأمس جلّادكم، فلا تنسوا ذلك، وقد ينقلب عليكم في أي لحظة، إن تولدت لديه" النقمة" عليكم، وخاصة" عندمّا" يرى أن من الأسلم له" الحياد"، فلا تغتروا بالحَمَل الوديع. ونقول للعقيد: إن كنت ترى نفسك ليثا فاعلم أنه: قد تَحُوك الأقدار من لبدة الليـــــــــــــــــــــــــث وشاحا للغانيات المِلاحِ يحيى ولد سيدي أحمد
|