العطش والجوع والجهل الثالوث المخيف للعالم/ شيخنا ولد الناتي |
السبت, 04 يناير 2014 12:25 |
على الرغم من أن نسبة الماء من المعمورة تعادل الثلثين ،فإن العالم لا يزال يعيش أزمات خانقة تكاد أحيانا أن تقضي عليه ،بسبب عدم حصول الشعوب على المياه الصالحة للشرب ،وكذلك لغياب سياسات رشيدة في مجال ترشيد الموارد الطبيعية .ومن ما أوصل الأمر إلى درجة الخطورة : أن الدول المتقدمة وجدت نفسها أمام أزمات متصاعدة ،عجزت أمامها عن توفير المياه حسب رغبات شعوبها. أما الدول النامية وعلى الرغم من استخدامها لوسائل بدائية لاستخراج الماء ،فإنها تكاد تكون غير معنية بخدمة شعبها ،وذلك لعدم تكلفها في توفير وصيانة الآلات المساعدة في استخراجه . وتعتبر بلادنا من أكثر الدول النامية تضررا في مجال هدر المياه ،فعلى الرغم من الشاطئ الأطلسي الكبير المطلة عليه ،وكذلك البحيرات الجوفية المنتشرة في مختلف البلاد، فإن الشعب الموريتاني والثروة الحيوانية يفتقدان لسياسية تنموية تضمن له العيش الكريم في أرضه .وقبل أن تنهج الدولة سياسة تسعى من خلالها إلى توزيع عادل، في الاستفادة من الحفر والحصول على مياه الشرب ، فإنها لن تستطيع نهج سياسية رشيدة تضمن للمواطن تموينه بالمياه. أما الجوع فهو الكابوس الآخر المعيق للتنمية , فقد كانت شعوب العالم الثالث أكثر تضررا بهذه الكارثة على الرغم من أن الأرض التي يسكنون عليها غنية من حيث الموارد الاقتصادية (النفط ، الغاز ، الثروة الحيوانية ). فكيف تبرر الدول المتقدمة أنها تعمل في مجال حقوق الإنسان ؟ وهي تشاهد شعوبا تتمنى الحصول على وجبة ولو لشهر واحد ،وأبناؤها تبدو أثار البأس والشقاء ظاهرة عليهم . إن العالم اليوم إن لم يكن جادا في مجال توفير الغذاء للشعوب فإنه مهدد بكارثة إنسانية ،تبدو ملامحها الأولية في ما تعيش فيه شعوب منطقة القرن الإفريقي من فقر مدقع . إخوة الإسلام إنكم معنيون أكثر من غيركم بمد يد العون والمساعدة لإخوتكم في الدين ،وحتى الجائع من غير الإسلام يجب علينا أن نتصدق عليه من أموالنا إنكم إن انتظرتم المساعدات الأجنبية المشروطة، فإن الأمر سيخرج عن نطاق السيطرة حينها ستندمون على ما فعلتم . والثالوث الثالث (الجهل ) مرض فتاك أثقل كاهل الشعوب ،وما يحدث لها الآن من عطش وجوع فهو من أسبابه ،فالشعوب المتعلمة استطاعت تفجير الآبار من أعماق الجبال ،واستطاعت نبذ الإتكالية بتوفير فرص العمل لسد حاجياتها في مجال الغذاء . إذا كنت ترغب في مد يد العون لأخيك الإنسان ،عليك المبادرة بتعليم أكبر عدد من البشرية ،فإنك بذلك توفر مناعة قوية من أجل التصدي لمخلفات الجهل (العطش والجوع ). إن هذا الثالوث الذي يعتبر قضية العصر المطروحة ،انتشر في أرضنا انتشار الصوت في قاع البئر، حيث أصبح يتردد في كل المناطق مشكلا هاجسا أمنيا إن لم نبادر بأخذ الاحتياطات في الوقت المناسب فإننا معرضون مثل الشعوب من حولنا بكارثة حقيقة . شيخنا ولد الناتي |